20120215
رويترز
قال محمود جبريل رئيس الوزراء الليبي السابق ان الليبيين قد يعزفون عن المشاركة في أول انتخابات حرة تجري في وقت لاحق من العام اذا لم يبذل مزيد من الجهد لتوعيتهم بالعملية الانتخابية.
وبعد مرور أربعة اشهر على تنحيه من منصبه قال جبريل ان من السابق لاوانه الحديث عن طموحاته السياسية الخاصة وانه الان يقوم بجولات في شتى انحاء البلاد لزيادة الوعي قبل الانتخابات البرلمانية التي تجري في يونيو حزيران والتي ستعطي المجلس حق صياغة الدستور.
وقال جبريل لرويترز في مقابلة "هناك حاجة شديدة الى عملية التوعية حتى يستطيع الليبي حين يتوجه الى صناديق الاقتراع القيام باختيار حر واع لما يريده."
ومضى يقول "في الوقت الراهن سيكون هناك احتمالان اما ان يعزف الناس عن التوجه الى صناديق الاقتراع لانهم لا يعرفون ما المطلوب منهم او يكونوا مستعدين لبيع أصواتهم لمن يملك المال.
"وهذان سيناريوهان مخيفان."
ونشرت ليبيا الاسبوع الماضي المسودة النهائية للقانون الانتخابي الذي سيخصص خمس المقاعد للاحزاب السياسية التي كانت محظورة خلال حكم الزعيم الليبي الشمولي معمر القذافي الذي دام 42 عاما.
وتشكلت في ليبيا عشرات الاحزاب التي تمثل مزيجا ديمقراطيا واسلاميا وتلك التي تروج للسوق الحرة وأجندات وطنية توفر بديلا للحركات السياسية الراسخة مثل الاخوان المسلمين.
ولكن الصورة الانتخابية في ليبيا شابها افتقار للامن حيث تكافح الحكومة الانتقالية التي تشكلت في نوفمبر تشرين الثاني الماضي لفرض سلطتها على عدد لا يحصى من الجماعات المسلحة.
وأدت اللجنة الانتخابية التي ستشرف على الانتخابات الليبية اليمين الاسبوع الماضي. لكن جبريل يقول انه لم يتم بذل الجهد الكافي لزيادة الوعي بالعملية الانتخابية نفسها.
وقال جبريل "التلفزيون الليبي لا يقوم بهذه المهمة كما ان اعضاء المجلس الوطني الانتقالي لا يقومون بزيارات لمختلف المدن الليبية ولا ينخرطون في حملات انتخابية لشرح الغرض من هذه الانتخابات."
وأضاف "الناس بحاجة الى مناقشات مباشرة وجها لوجه حتى يشعروا انهم جزء من هذا البلد."
وقال جبريل وهو استشاري تخطيط درس في الولايات المتحدة واستقال من منصب في ادارة القذافي ليصبح وجها للمعارضة الليبية وهو يجوب انحاء العالم داعيا لمساندة معارضي النظام انه انضم الى تحالف ليبي وطني يضم منظمات غير حكومية واحزاب سياسية وجماعات اخرى.
واستطرد "هذا التحالف يضم احزابا ومنظمات غير حكومية ومنظمات للمجتمع المدني وشخصيات ليبية مستقلة من شتى انحاء البلاد. هدف التحالف الحديث عن المستقبل والتنمية التي لا تستبعد اي ليبي."
وذكر انه زار حتى الان 30 مدينة ليبية وان التحالف سيعلن عنه رسميا الاسبوع القادم.
وقال "البلاد تحتاج الان الى وحدة. ما يطرح في يونيو هو دستور لا يستبعد أحدا وهذا مهم لكل الجماعات السياسية. ما من مصلحة أحد ان يستبعد سواء كان اسلاميا ام علمانيا ام ليبراليا ام ماركسيا ام وطنيا.. ما من احد يريد ان يتم اقصاؤه."
وصرح رئيس الوزراء الليبي السابق بان الامن شيء اساسي لاجراء الانتخابات وان الاسلحة مازالت منتشرة في المدن من جراء الحرب وان هذه المشكلة يجب ان تحل. وكان قد حذر من "فراغ سلطة" تستغل فيه قوى اجنبية الميليشيات المتناحرة في الشوارع.
واستطرد "نحن في موقف لا توجد فيه دولة ولا جيش وطني ولا جهاز للشرطة ولا جهاز للامن. وهذا يعني ان من هم في الشارع لهم اليد العليا.
"تفسيري للموقف هو اننا نحتاج الى جهد لتوحيد الناس وهذا ما أحاول القيام به."