[right]20120218
رويترز
احتفل الليبيون يوم الجمعة بالذكرى الاولى للثورة التي أطاحت بالزعيم معمر القذافي الا أن بعضهم اشتكى من انعدام الامن والنظام في البلاد التي تستعد لاجراء أول انتخابات حرة.
[/right]
وتجمعت حشود ترفع الاعلام في ساحة الشهداء بالعاصمة طرابلس وفي ساحة الحرية في مدينة بنغازي مهد الانتفاضة واضطر المجتمعون الى المرور عبر نقاط تفتيش اضافية أقامتها السلطات لمنع مؤيدي القذافي من تعطيل الاحتفالات بذكرى الثورة.
وبدأت الاحتفالات ليل الخميس عندما خرج رجال ونساء وأطفال الى شوارع طرابلس وبنغازي وبلدات أخرى ولوحوا بالاعلام ورددوا الهتافات.
وعند المجمع الذي كان القذافي يسكنه ويدير منه البلاد في طرابلس - والذي تحول الان الى حطام - غطت اعلام ليبيا الجديدة المنطقة. وانتقلت عائلات عديدة فقدت منازلها الى ما بقي صامدا من بنايات المجمع.
وقالت امرأة وهي أم لثلاثة اطفال قدمت نفسها باسم بسمة "من قبل كان القذافي وكان الشعب ضعيفا.. والان اصبحنا متساوين."
وأقر جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض بأن اقامة نظام ديمقراطي في ليبيا يحتاج الى وقت وقال ان الثروة الطبيعية لليبيا يجب أن تستثمر من أجل مصلحة كل الليبيين.
وقال كارني في بيان وهو يكرر تعهد واشنطن بدعم ليبيا "يجب أن ينتهز المجلس الوطني الانتقالي والحكومة فرصة هذه اللحظة التاريخية كاملة باتخاذ قرارات بشكل منفتح وشفاف."
وجدد مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي في خطاب تلفزيوني الوعود التي سمعت بشكل متكرر على مدار العام المنصرم وقال ان دولة جديدة ستبنى وتقام فيها مؤسسات ديمقراطية ومدنية وسيكون كل الليبيين سواسية امام القانون.
واضاف ان الدولة الجديدة ستخدم كل المواطنين.
ورفرفت مئات الاعلام من الشرفات والسيارات. وعلقت الرايات في شوارع العاصمة وفوق شرفة في ساحة الشهداء اعتاد القذافي القاء خطاباته منها.
وتحسنت الاوضاع بالنسبة لكثيرين منذ الانتفاضة التي استمرت ثمانية أشهر ودعمها حلف شمال الاطلسي والفوضى التي تبعتها لكن المشاكل الامنية والسياسية كثيرة قبل الانتخابات المقررة في يونيو حزيران.
وقالت طالبة هندسة في طرابلس تدعى سارة (22 عاما) "رغم المشاكل التي مازالت في البلاد فانه يوم رائع ونريد أن نحتفل.. فقط انظر الى ما حققناه خلال هذا العام المنصرم."
ومع سعي المجلس الوطني الانتقالي الليبي لبناء دولة ديمقراطية فانه يكافح لفرض سيطرته على بلد يموج بالسلاح كما يعمل على تشكيل قوات وطنية للشرطة والجيش.
واستغلت ميليشيات مسلحة جيدا الفراغ لتنشيء مناطق نفوذ تابعة لها. ويقول المقاتلون انهم يؤيدون المجلس لكنهم لا يطيعون الا قادتهم. وكثيرا ما يشتبك المقاتلون بسبب نزاعات حول من يسيطر على الاحياء.
وقال عز الدين عقيل استاذ الهندسة في جامعة طرابلس ان انعدام الامان يمكن أن يقوض الانتخابات.
وأضاف أن الانجاز الاكبر للانتفاضة هو انهاء نظام القذافي ووضع نهاية لفساد أسرته. وتابع أن الانتخابات تعكس سعي الليبيين لبناء الدولة والدستور.
وأردف قائلا ان ضعف المؤسسات السياسية في الدولة ربما يؤدي الى مشاكل خطيرة في ليبيا قد يكون من الصعب السيطرة عليها.
والتوتر سائد في ليبيا حيث اثارت الخلافات القبلية القديمة مخاوف جديدة بشأن الارض والسلطة كما ان الاشتباكات التي تخوضها الميلشيات كثيرا لبسط نفوذها تنطوي على خطر الخروج عن السيطرة.
وتطفو على السطح امال الاسلاميين - الذين تعرضوا للقمع الشديد في عهد القذافي - في مجتمع اكثر تمسكا بالدين.
والى جانب فرض النظام يجب على الحكومة الليبية اعادة اعمار البنية التحتية القديمة المتهالكة وتعزيز الانظمة الصحية والقضائية والتعليمية الضعيفة في البلد المنتج للنفط.
ولم ينظم الحكام الجدد لليبيا احتفالات رسمية على مستوى البلاد بمناسبة الذكرى الاولى للانتفاضة احتراما لذكرى من قتلوا في الحرب التي انتهت بالقاء القبض على القذافي وقتله في 20 أكتوبر تشرين الاول لكن من المتوقع أن يزور رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل بنغازي بهذه المناسبة.
وبدأت الاحتفالات في بنغازي مهد الانتفاضة على حكم القذافي الذي استمر 42 عاما مساء يوم الاربعاء بمسيرة لاحياء ذكرى أول احتجاج قبل عام.
وحذر المجلس الوطني من اقدام مؤيدين للقذافي على عرقلة الاحتفال بالذكرى لكن ربما يكمن أكبر خطر في بنغازي في احتجاجات لمؤيدين غاضبين للانتفاضة على القذافي.
وكان عبد الجليل قد واجه حشدا غاضبا رشقه بالزجاجات الفارغة الشهر الماضي في بنغازي وقال المشاركون في التجمع ان المجلس تخلى عن قيم الثورة لانه لم يعلن بشفافية كيف أنفق عائدات النفط ولانه يضم مسؤولين خدموا في عهد القذافي.
واندلعت الانتفاضة الليبية في شرق البلاد حول مدينة بنغازي واستلهمت احتجاجات أطاحت برئيسي مصر وتونس المجاورتين وامتدت لانحاء متفرقة من البلاد الى أن سقطت العاصمة طرابلس في أيدي معارضي القذافي فجأة في أغسطس اب.
وقتل القذافي بعد ذلك بشهرين عندما عثر عليه مختبئا في انبوب للصرف بعد هروبه من هجوم على بلدة سرت مسقط رأسه. وتعكس اللقطات التي صورت بالهواتف المحمولة للزعيم المخضرم مضرجا بدمائه بينما كان الثوار يسحبونه على الارض ملمحا من ملامح العنف في البلاد.