20120225
القدس العربي
تدخلت قوات ليبية لانهاء القتال بين قبائل متناحرة في صحراء ليبيا الشرقية يوم الخميس في مثال نادر على فرض سلطة الحكومة في طرابلس على بلد صعب المراس.
وقتل عشرات الاشخاص خلال الأيام العشرة الماضية في مدينة الكفرة بالقرب من حدود ليبيا مع تشاد والسودان ومصر بعد منافسة طويلة الأمد بين قبيلتين أدت إلى أعمال عنف.
ويمثل القتال تحديا جديدا للقيادة الجديدة في ليبيا التي تولت السلطة بعد الاطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي العام الماضي لكنها تجاهد لاستعادة الاستقرار ويعرقلها عدم وجود جيش وطني فعال.
وقال يوسف المنقوش رئيس أركان القوات المسلحة الليبية إن التدخل في الكفرة أظهر أن الجيش الوطني الذي تشكل فقط في الأسابيع القليلة الماضية أصبح قادرا على فرض النظام والقانون.
وقال في مؤتمر صحفي "هناك وحدات من الجيش الوطني الآن في الكفرة داخل المطار وستدخل مناطق حيوية في المدينة من أجل تأمين المدينة".
واضاف "الآن الجيش موجود بالفعل ووحداته موجودة وأمنت المطار والمنطقة ... (الجيش) سيفعل كل ما في وسعه لحل هذه المشكلة".
وأكد ممثلون من القبيلتين المتنافستين التبو والزوي في الكفرة على توقف القتال. وقال عبد الباري ادريس المسؤول الامني من قبيلة الزوي عبر الهاتف "سيطرت قوات خاصة (الجيش الوطني) على المنطقة".
وأوضح أعضاء في القبيلتين انهم يستغلون عودة الهدوء لمحاولة نقل الاشخاص الذين أصيبوا في النزاع إلى مستشفيات في العاصمة طرابلس.
وقالت جميلة لاباد التي ساعدت في تنسيق عملية الاجلاء إن بعض الجرحى وصلوا بالفعل إلى طرابلس على متن طائرة تابعة للهلال الأحمر الليبي وتجرى لهم على الفور عمليات جراحية.
وتوجد جماعة التبو في الاساس في تشاد لكن تسكن أيضا أجزاء من جنوب ليبيا. واتهمت قبيلة الزوي التبو بمهاجمة الكفرة بدعم من مرتزقة من تشاد. لكن جماعة التبو قالت انها هي التي تعرضت للهجوم.
والمنطقة لها تاريخ من العنف بين القبائل. وتم قمع تمرد قبلي في عام 2009 بعدما ارسل القذافي طائرات هليكوبتر مقاتلة.