20120225
المنار
انعقد "مؤتمر اصدقاء سورية" الجمعة في تونس بحضور عربي وغربي لاستكمال خيوط المؤامرة التي تحاك ضد سورية ومن خلفها محور الممانعة والمقاومة ضد المشروع الاميركي الاسرائيلي في المنطقة بغياب روسي وصيني تماشيا مع موقفهما الرافض للتدخل الخارجي في شؤون سورية.
ودعا المؤتمر في بيانه الختامي الى "وقف كافة اعمال العنف فورا وفرض المزيد من العقوبات على النظام في سورية"، واضاف "اكدت مجموعة الاصدقاء على الحاجة الماسة لوقف كافة اعمال العنف فورا والتزم المشاركون في المؤتمر باتخاذ الخطوات المناسبة لفرض القيود والعقوبات على النظام السوري واعوانه"، وتابع ان "المؤتمر يريد ان تكون العقوبات رسالة واضحة تجاه النظام السوري بانه لا يمكن له مستقبلا الاستمرار في الاعتداء على مواطنيه دونما عقاب".
واعلن البيان "دعم المعارضة السورية وجهود المجلس الوطني السوري الرامية الى تكوين هيكل واسع وتمثيلي"، ولفت الى ان "مجموعة الاصدقاء تعترف بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي للسوريين الساعين الى احداث تغيير ديموقراطي سلمي واتفقت على تعزيز التزامها الفعلي للمعارضة السورية".
وفيما سجل المؤتمر "طلب جامعة الدول العربية الذي تقدمت به الى مجلس الامن قصد اصدار قرار بتشكيل قوة حفظ سلام عربية - اممية مشتركة بعد انتهاء اعمال العنف"، اتفق المشاركون في المؤتمر على "مواصلة النقاشات حول السبل المناسبة لانتشار هذه القوات".
وفي افتتاح المؤتمر تحدث الرئيس التونسي المنصف المرزوقي حيث دعا الى "تشكيل قوة عربية لحفظ السلم والامن في سورية ترافق الجهود الدبلوماسية"، وقال إن "الظرف الحالي يفرض ضرورة تشكيل قوة عربية لحفظ السلم والامن ترافق المجهودات الدبلوماسية لاقناع الرئيس السوري بالتخلي عن الحكم"، وتابع ان "المطلوب البحث عن حل سياسي وتمكين الرئيس السوري وعائلته واركان حكمه من حصانة قضائية ومكان لجوء يمكن لروسيا ان توفره".
من جهتها ايدت دولة قطر على لسان وزير خارجيتها رئيس الوزراء فيها حمد ن جاسم آل ثاني "فكرة ارسال قوة عربية ودولية لحفظ السلام في سورية"، واضاف "نتطلع ان يكون اجتماع اصدقاء سورية بداية لوقف العنف ولا يكون ذلك الا بتشكيل قوة عربية دولية لحفظ الامن وفتح ممرات انسانية آمنة لايصال المساعدات الى سورية وتنفيذ قرارات الجامعة العربية التي تم اعتمادها بتاريخ 22 كانون الثاني/ يناير الماضي".
بدوره طالب وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه "السلطات السورية كي تسمح باجلاء الصحافيين الاجانب العالقين في حمص وعلى الاخص الفرنسية اديت بوفييه التي اصيبت وينبغي اجلاؤها في اسرع وقت ممكن" بحسب تعبيره، مشيرا الى ان "المؤتمر حول سورية سيدعو الى تشديد العقوبات بما يؤدي الى حمل نظام دمشق على الانصياع".
وحذرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون "النظام السوري بأنه سيدفع الثمن غاليا اذا ما استمر في تجاهل صوت المجموعة الدولية وانتهاك حقوق الانسان"، وتقدمت كلينتون "بـ10 ملايين دولار اميركي لدعم المساعدة الانسانية في سورية" كما عبّرت.
وكان قد صرح وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام ان "مضمون البيان الختامي لمؤتمر تونس لن يخرج عما كان مقررا ًمن قبل الجامعة العربية"، مضيفاً أن "موضوع قوات سلام العربية والدولية... أسقط من حسابات المؤتمر".
وأوضح في مقابلة مع صحيفة "الصباح" التونسية أن "المؤتمر سيبحث في كيفية توجيه الدعم السياسي والمعنوي للمعارضة السورية، ودعم الانتقال السياسي عبر المطالبة بإدخال إصلاحات سياسية، يتم بموجبها تسليم صلاحيات الرئيس الأسد إلى نائبه، على الطريقة اليمنية، ويتم تشكيل حكومة وحدة وطنية إلى غاية إجراء انتخابات حرة ونزيهة في توقيت يختاره الشعب السوري وتتوافق عليه عائلاته السياسية والقيادية".
من ناحيتها أعلنت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي، أبرز تكتل للمعارضين السياسيين داخل سوري، في بيان أن وفدها الذي توجه إلى تونس بهدف المشاركة في مؤتمر أصدقاء سورية "قرر الامتناع عن المشاركة" فيه.
ودانت الهيئة ما رات ان المؤتمر يعتزم القيام به من "تحديد من يمثل الشعب السوري مكان الشعب السوري ومكان مؤتمر المعارضة التي أقرته الجامعة العربية، وترك قضية التسلح عائمة وفتح المجال للتطبيع الدولي مع فكرة التدخل العسكري الخارجي".
هذا فيما اعتبر وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه المجلس الوطني السوري المعارض "المحاور الشرعي.. والركيزة التي ينبغي أن تتمحور حولها المعارضة".