2012028
القدس العربي
استنكر احد قادة الثوار تصريحات نسبت لرئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل نفى فيها ان يكون سمح لبشير صالح مدير مكتب الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي بالسفر خارج ليبيا، مؤكدا ان عبد الجليل امر باخلاء سبيل بشير صالح وسمح له بمغادرة البلاد.
وكشف إبراهيم المدني في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الليبية طرابلس بفندق ريكسوس انه جاءه اتصال من عضو المجلس الانتقالي الليبي أنذاك محمود شمام طالبه فيه بان يقول ان كتيبة المدني القت القبض على بشير صالح، الا ان المدني رفض ذلك وقال ان صالح سلم نفسه للثوار طواعية، مضيفا ان الثورة لم تقم للكذب على الناس وخداعهم، على حد تعبيره.
واضاف المدني في مؤتمره الصحافي "سمعنا الإشاعات التي ظهرت مؤخراً بأن بشير صالح قد افرج عنه إبراهيم المدني... وثم نتفاجأ بالتصريح الذي قدمه المستشار عبد الجليل انه لاعلم له بسفر بشير صالح وقال انه قد زارني في مكتبي ولكن ليس لي علم بهروبه وهذا الكلام غير صحيح .. وأنا أدعو سيادة المستشار مصطفى عبد الجليل إلى مؤتمر صحافي على طاولة مع بعضنا ونتكلم بكل شفافية لكي يعلم الشعب الليبي حقيقة الأمر، وأنا بصفتي آمر كتيبة اللواء محمد المدني أنفي نفياً قاطعا ما صرّح به المستشار مصطفى عبدالجليل في هذا الموضوع".
واضاف المدني أن هناك مبالغ دخلت إلى ليبيا عن طريق بشير صالح، وان هناك أموال ليبية "تُصرف وتُباع في الخارج وهذا الأمر يجب أن يعلمه كل الليبيين في الوقت الحالي"، وطالب المدني بان يكون للثوار مكان للمراقبة ومراجعة كل مايخص الدولة ويكون لهم دور في المجلس الانتقالي ودور في الحكومة، واضاف "لقد صبرنا كثير وقلنا لانريد أن نتدخل في أمور الدولة وأننا نريد مساعدة الدولة لكي تنهض ونبنيها جميعاً لكننا لم نرى هذا .. كما أننا نريد أن نعلم أين تذهب الأموال الليبية ؟؟ العقود التي تم عقدها في هذه الفترة مع من وكيف ؟؟ نريد الشفافية الكاملة في أي موضوع يخص الدولة الليبية".
واستغرب المدني في اخر مؤتمره الصحافي تخيير الثوار الليبين بين وزارتي الدفاع والداخلية وتسأل "هل لايوجد في البلاد غير وزارتي الدفاع والداخلية ، هناك العديد من الوزارات التي يستطيع الثوار أن ينضموا لها الآن !! من يقوم بالواجب هم الثوار.... لايوجد أي شيء قامت بها أي وزارة من الوزارات.. الثوار من جميع انحاء ليبيا هم من يقوم بتأمين الحقول النفطية وتأمين الحدود وهم الذين نراهم في الشوارع يحرسون وبمجهوداتهم الذاتية نحن نريد أن ننهض بالدولة سوياً ولانريد أن يزايد احد على احد".
الجدير بالذكر ان بشير صالح كان رئيسا لمكتب العقيد القذافي في ثكنة باب العزيزة ومصدر ثقته.
وكان يدير محفظة الاستثمارات الليبية في افريقيا التي تزيد عن عشرة مليارات دولار وكان يشرف على مشاريع ليبيا في القارة السمراء.
وتواى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ترتيب عملية مغادرته ليبيا، وارسل اليه طائرة فرنسية خاصة نقلته من تونس الى باريس حيث يقيم الان.
ويتمتع الحاج بشير كما كان يلقب بعلاقات وثيقة مع كتائب الزنتان، وقام باتصالات اثناء اقامته في باريس مع خبراء سياسيين وقانونيين وكلفهم بوضع برنامج لحزب سياسي تريد كتائب الزنتان تشكيله وخوض الانتخابات على اساسه.
وحمل صالح اقتراحا فرنسيا للعقيد معمر القذافي بمغادرة السلطة بعد انفجار الازمة الاحتجاجية في ليبيا، وكاد يقنع العقيد القذافي بقبول الاقتراح ولكن ابناءه وعلى رأسهم سيف الاسلام على وجه الخصوص اقنعوه بالبقاء والقتال حتى اللحظة الاخيرة.
الى ذلك دعت الحكومة الليبية الثوار في كافة أنحاء ليبيا والذين لم يتقاضوا مكافآتهم المقررة ولم يستلموا دخلاً من وظائفهم السابقة خلال فترة التحاقهم بالثورة أن يقوموا بتقديم كشوفات بالأسماء على أن تعتمد من المجلس المحلي والمجلس العسكري بالمنطقة ومن تم إحالتها الى وزارة الدفاع أو وزارة الداخلية.
ويستثنى من شرط الاعتماد من قبل المجلس المحلي والمجلس العسكري بالمنطقة الثوار الذين تم ضمهم بقرار من مسؤولي الداخلية والدفاع في المكتب التنفيذي السابق.
وفي ذات الوقت دعت الحكومة الثوار إلى الانضمام للجيش الليبي من خلال وزارة الدفاع، أو الأمن من خلال وزارة الداخلية أو العودة إلى الحياة المدنية، مع العلم بأن المكافآت ستتوقف مع انتهاء شهر شباط (فبراير) 2012 وفق البرنامج المعلن من الحكومة.