20120305
القدس العربي
أسس اسلاميون ومستقلون ليبيون بعد اجتماعات استمرت ثلاثة أيام في طرابلس حزبا سياسيا جديدا انتخبوا عضوا في جماعة الاخوان المسلمين رئيسا له.
وانتخب محمد صوان السجين السياسي السابق في عهد معمر القذافي الذي منع انشاء الاحزاب السياسية تحت طائلة الملاحقة بتهمة الخيانة، رئيسا لحزب العدالة والبناء باصوات 51 بالمئة من مئات المشاركين الذي حضروا، في التصويت الذي جرى برفع الايدي.
ودعي المشاركون ايضا إلى التعبير عن مواقفهم من سلسلة من القضايا التي تتعلق بالحزب الجديد.
وقال صوان لوكالة فرانس برس "سجنت ابان حكم القذافي لانني حاولت مرارا تاسيس حزب سياسي وانا ممتن للناس هنا كونهم منحوني ثقتهم".
وما زال برنامج الحزب في طور الاعداد لكن الاسلاميين والمستقلين المجتمعين في طرابلس منذ ثلاثة ايام قالوا انهم يريدون انشاء "حزب وطني في اطار مرجعية اسلامية".
وقال صوان "نسعى الى التنوع والى دولة قانون تحترم مختلف الاراء".
وحاليا، ليس هناك اي قانون ينظم انشاء الاحزاب في ليبيا ما بعد القذافي. لكن التنظيمات الجديدة تتضاعف منذ سقوط الثورة ومعظمها ذات مرجعية اسلامية.
وقال خليل سوالم الناشط المقيم في بريطانيا "دشنا عصرا جديدا في ليبيا عبر انتخاب رئيس للحزب في شكل ديموقراطي"، بينما بكى بعض الناشطين الذين تأثروا جدا خلال التصويت.
ويضم الحزب 1360 عضوا بينهم عدد من السجناء السياسيين السابقين. ومن هؤلاء علي الكرمي الذي ينتمي الى الاخوان المسلمين الذي امضى حوالى ثلاثة عقود في السجن.
وقال الكرمي لفرانس برس "نريد تغليب القانون والتسامح لا الانتقام".
واضاف ان "الحزب سيفرض اي ممارسات تنتهك حقوق الانسان" لان الكثير من اعضائه عانوا من مثل تلك الانتهاكات.
ومن جهته، اكد نزار كوان احد منظمي المؤتمر ان "كل شىء في هذا الحزب قائم على مبادىء ديموقراطية".
وقال أمين بلحاج وهو عضو مؤسس آخر للحزب للصحافيين ان فكرة انشاء الحزب ولدت في تشرين الثاني/ نوفمبر خلال اجتماع للاخوان المسلمين في طرابلس.
واضاف ان احد الاهداف الكبرى للحزب هو جمع ممثلين عن كل ليبيا بما في ذلك كل المجموعات القومية والقبلية وبينها الامازيغ والطوارق والتبو.
ومنذ الربيع العربي حقق الاسلاميون فوزا في الانتخابات في تونس ومصر المطلتين على المتوسط والمجاورتين لليبيا حيث يتوقع نتيجة مماثلة عند انتخاب مجلس تأسيسي في حزيران/ يونيو.
وقالت ماجدة فلاح الناشطة في الحزب الجديد "نحن جميعا اسلاميون ونريد ان تكون ليبيا على رأس الدول المتقدمة".
واكد صوان ان النساء سيضطلعن بدور مهم في الحزب بفضل دورهن الاساسي في المجتمع المدني ومشاركتهن في تأسيس الحزب الجديد، لافتا الى ان "اكثر من مئة منظمة نسائية" ساعدت في تنظيم الاجتماع.
واضاف "نعتقد ان النساء يستطعن الترشح والتمتع بكامل حقوقهن".
من جهتها، نقلت وكالة الانباء الليبية الرسمية عن مصادر في الحزب الجديد انه "ينطلق من مرجعية اسلامية ويهدف الى اعادة بناء الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية في ليبيا على اسس ديموقراطية ونزيهة".
واضافت المصادر ان "بين اهداف الحزب المساهمة في بناء دولة القانون ومؤسسات الدولة العصرية والفصل بين السلطات والدعوة إلى حرية الصحافة واحترام حقوق الإنسان".
كما سيسعى الحزب الى "تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني وضمان حق المرأة في الانتخابات النيابية والمحلية وتولي المناصب العامة"، حسب الوكالة.