20120306
رويترز
ينتظر أن يطلق زعماء مدنيون باقليم برقة في شرق ليبيا يوم الثلاثاء دعوة الى حكم ذاتي للمنطقة في تحد جديد لوحدة البلاد في أعقاب الاطاحة بمعمر القذافي.
ويتوقع أن يحضر خمسة الاف شخص افتتاح "مؤتمر شعب برقة" بالقرب من مدينة بنغازي في شرق ليبيا. وقال أحد المنظمين ان المجتمعين سيطرحون اقتراحا لتحويل ليبيا الى دولة فيدرالية.
وقال محمد بويصير الذي يحمل الجنسيتين الليبية والامريكية وساعد في تنظيم المؤتمر "نود في برقة أن نهتم بالاسكان والتعليم وأمور أخرى وسنفوض.. الحكومة المركزية في شؤون الامن القومي والدفاع."
وتابع قائلا لرويترز في اتصال هاتفي من بنغازي مهد الانتفاضة على حكم القذافي "نحن نؤمن بليبيا موحدة.. الناس في برقة عانوا من الاهمال 40 عاما.. اذا استمر هذا الاهمال للشرق فلا أضمن أن تظل ليبيا موحدة بعد 25 عاما."
وقد يؤدي أي تحرك لمنح المزيد من الحكم الذاتي لشرق ليبيا الى زعزعة الحكومة المركزية وشركات النفط الاجنبية لان معظم احتياطات ليبيا النفطية موجودة في برقة وتتخذ أكبر شركات النفط المملوكة للدولة مقرا رئيسيا لها في بنغازي.
لكن لم يعرف عدد المؤيدين للمبادرة من زعماء العشائر وقادة الميليشيات والمسؤولين المحليين في شرق ليبيا الذين تتركز السلطة الحقيقية في المنطقة في أيديهم.
وقال عبد الله بن ادريس عضو المجلس المحلي لمدينة جالو في شرق ليبيا أنه يعارض الفكرة. وقال ان بعض أنابيب النفط التي تنقل الخام الى موانيء النفط في الشرق يمر في منطقته. وقال لرويترز أن بنغازي اذا أعلنت الحكم الذاتي "فسنوقف تدفق نفطهم."
وظلت ليبيا تدار على أسس فيدرالية نحو عشر سنوات بعد استقلالها عام 1951 ونقلت السلطات الى برقة واقليم فزان في الجنوب والى طرابلس في الغرب.
ثم أصبحت في ليبيا حكومة مركزية في اخر سنوات حكم الملك ادريس السنوي وزاد القذافي سرعة التحول الى المركزية عندما وصل الى السلطة في أعقاب انقلاب عسكري عام 1969.
ومنذ انتهاء حكم القذافي الذي استمر 42 عاما أصبحت الدعوات الى حكم فيدرالي أعلى صوتا تدعمها شكوى الشرق منذ وقت طويل من عدم حصوله على نصيب عادل من ثروة ليبيا ويشجعها ضعف الحكومة المركزية التي تولت السلطة بعد الاطاحة بالقذافي.
وقال مكتب رئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكيب انه سيلقي كلمة سيبثها التلفزيون لشرح خطط ترمي لزيادة سلطات الحكومات المحلية وذلك في خطوة يحتمل أن توقيتها يهدف لاستباق مؤتمر بنغازي.
وقال منظم مؤتمر برقة أنه لا توجد خطط لاعلان استقلال من جانب واحد عن بقية ليبيا. وقال ان المشاركين في المؤتمر "سيطرحون على الطاولة" ما لديهم من اقتراحات وسيستخدمون وسائل سلمية للضغط من أجل تحقيق مطالبهم.
ويحتمل أن تستغل فكرة الحصول على المزيد من الحكم الذاتي حالة السخط في بنغازي من أوجه قصور المجلس الوطني الانتقالي الذي يتولى القيادة في ليبيا خلال الفترة الانتقالية الحالية.
وكان مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس وهو أصلا من أبناء الشرق قد اضطر للاحتماء من محتجين اقتحموا مقر المجلس في بنغازي في يناير كانون الثاني.
وقال بويصير أن الخطوات الاولى ستكون تشكيل "مجلس أعلى لبرقة" مؤلف من 300 عضو والسعي لتمثيل أكبر لبرقة في الانتخابات المقرر اجراؤها في يونيو حزيران لاختيار جمعية وطنية جديدة للبلاد.
وأجاب على سؤال عما اذا كان الاقليم قد يتحذ اجراء من جانب واحد اذا عرقلت الحكومة المركزية خططه لاقامة حكومة فيدرالية قائلا "لا أريد الخوض في هذا. سوف نرى."
وبدأت الانتفاضة على حكم القذافي من بنغازي في 17 من فبراير شباط العام الماضي عندما أطلقت قوات الحكومة النار على سكان نظاهروا احتجاجا على الفقر والقمع وتجاهل السلطات. وقبل أن تصل الانتفاضة الى طرابلس ظلت بنغازي المقر الرئيسي لها.
وينظر كثيرون في طرابلس بعدم ارتياح الى اقتراح منح برقة حكما ذاتيا ويقولون ان ذلك قد يؤدي الى تقسيم البلد.
وقال عباس القاضي نائب رئيس الحزب الوطني الليبي الذي سيشارك في انتخابات يونيو حزيران ان وحدة ليبيا خط أحمر وليست مطروحة للنقاش.