20120306
واشنطن بوست
ذكر موقع صحيفة 'واشنطن بوست' الأمريكية أن الأزهر الشريف في مصر يستعد لممارسة نفوذ واسع على الدور السياسي للدين .
وقالت صحيفة 'واشنطن بوست'في تقرير لها من القاهرة كتبه مراسلها جريف ويت إنه بعد مرور ما يزيد على العام من 'الثورة والاطاحة بمبارك فأن كل شيء في مصر تشعر إنه مباح.
وأضافت أن الجدل حول روح الأزهر يحمل سمة خاصة في مصر وأنحاء العالم الاسلامي.
وأوضحت الصحيفة إنه في الوقت الذي كان فيه الشرق الأوسط يغلي بشأن الدور المناسب للدين في الحياة العامة، فأن الأزهر يستعد لاستخدام نفوذه الواسع على كيفية تطبيق الاسلام السياسي في أنحاء المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن مصلين في الجامع الأزهر قولهم إن الأزهر الذي كانت الحكومات المصرية الاستبدادية على مدى عقود تختار شيخه يستعيد الآن مكانه الصحيح بإعتباره الصوت الأعلى في العالم للإسلام السني وإنه بدأ ينفض التراب المتراكم عليه.
وقالت إن هناك الآن قوى من كافة أطياف القوى السياسية والدينية في مصر من بينها جماعة تتبع النهج السعودي في الاسلام تناور من أجل التأثير على الأزهر.
وأضافت الصحيفة أن الأزهر منذ تأسيسه فى القرن العاشر الميلادى يحمل لمسة لا تضارع من الفكر الاسلامي ويقود المؤمنين في فهمهم للعقيدة ويقوم بتعليم الملايين عبر جامعته الفريدة ونظامه التعليمي.
إلا أن الصحيفة أشارت إلى أن الأزهر في العقود الأخيرة تعرض لإستغلال بإرتباطه بسلسلة من الزعماء المصريين الذين استغلوا الاسم الطيب للمؤسسة لإعطاء سياساتهم نوعا من المباركة الدينية. وأوضحت أنه منذ عام ١٩٦١ فإن رئيس الدولة هو الذي يعين شيخ ألأزهر مباشرة وأن الكثير من المصريين ينظرون إلى الأزهر على أنه أصبح' أداة تخضع لسيطرة الدولة.
وقالت ان هناك اجماعا واسعا عقب ثورة ٢٥ كانون الثاني (يناير) بين السياسيين في مصر على أن الأزهر يحتاج إلى مزيد من الاستقلالية.
وأشارت الصحيفة إلى أن شيخ الأزهر الحالي أحمد الطيب درس بجامعة السوربون الفرنسية ويؤمن بالحوار بين الأديان وله فتاوى تقدمية، ولكنه كان عضوا في المكتب السياسي في الحزب الوطني المنحل الذي كان يرأسه مبارك وهو الذي عينه في منصبه. وأوضحت أن الجماعتين الدينيتين الرئيسيتين في مصر (الأخوان المسلمين'والسلفيين) اللتين'يستحوذ الحزبان الممثلان لهما على أغلبية المقاعد في مجلس الشعب المصري يعملان بالفعل على اصدار تشريع يجرد شيخ الأزهر من تولي المنصب طيلة حياته وهذا قد يمنحهما كلمة في اختيار خلف للطيب.
وأشارت الـ'واشنطن بوست' إلى موافقة المجلس العسكري الحاكم في مصر على قانون بتفويض لجنة من العلماء يناط بها اختيار شيخ الأزهر ولكنه فوض الطيب بإختيار أعضاء هذه اللجنة.
إلا أن السياسيين من حزب النور والأخوان اللذين لا يعترضان على قرارات المجلس العسكري في قضايا عديدة وفقا لقول الصحيفة يقولون إنهم سيقفون ضد هذا لأنهم يعتبرون الطيب من فلول نظام مبارك.
ونقلت الصحيفة عن محمد نور المتحدث باسم حزب النور السلفي قوله 'تحرير مؤسسات الدولة مثل الأزهر أكثر أهمية لنا من انتخابات الرئاسة أو وضع الدستور '.