20120310
المنار
حذر مفتي الديار الليبية الشيخ الصادق الغرياني من ان إعلان منطقة برقة "اقليما فدراليا اتحاديا" هو "بداية لتقسيم ليبيا" و"ابتعاد عن شرع الله"، محملا الفساد المستشري في البلاد المسؤولية عن مثل هذه الدعوات.
وقال الغرياني في بيان اصدره في وقت متأخر من مساء الاربعاء ان "الفدرالية هي بداية التقسيم. والتقسيم يؤدي حتما إلى الخلاف. ويفتح الباب للنزاع على أشياء كثيرة. منها مصادر الثروات. وهذا هو الذي يريده أعداء الاسلام لنا (فرق تسد)". وكان زعماء قبائل وسياسيون ليبيون اعلنوا في بنغازي الثلاثاء منطقة برقة "اقليما فدراليا اتحاديا". ما دفع برئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل الى التهديد باستخدام القوة "لمنع تقسيم ليبيا".
ويشكل اعلان اقليم برقة الفدرالي اول خطوة لقيام كيان سياسي شبه مستقل منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي. في حين توالت التحذيرات من ان تؤدي الى تقسيم البلاد رغم تأكيد اصحابها على حرصهم على وحدة اراضي ليبيا وانضوائهم تحت راية المجلس الوطني الانتقالي. واضاف المفتي "إذا استمر الفساد ضاربا أطنابه فالفدرالية لن تحل المشكلة. والشعور بالتهميش سيستمر. والمطالبة بمزيد من الإقليمية لن يتوقف"، مؤكدا انه "كلما انقسمنا أحسسنا أننا بحاجة إلى مزيد من الانقسام. لان الفساد لا يمكن أن يتحقق معه عدل في تقسيم الثروات". داعيا الجميع الى "الاعتصام بحبل الله".
واعتبر الغرياني ان "الحل الحقيقي الذي يقضي على المركزية البغيضة التي هي سبب كل البلاء هو القضاء على الفساد الاداري المتفشي. وبفرض القانون. وإدارة صارمة عادلة تراقب كل مقصر في عمله وتعاقبه". وأشار المفتي الى أن قياس ليبيا على فدرالية الولايات المتحدة هو "مغالطة كبيرة. وخطأ فادح" لانهما "ليسا سواء لا من حيث الجغرافيا ولا تعداد السكان. فالمسافة بين بعض مدن الولايات المتحدة تصل إلى ست ساعات طيران. وتعداد سكانها يقرب من تعداد سكان العالم العربي". وقال "لو طلبنا ولايات فديرالية تحت حكومة مركزية واحدة للوطن العربي من الرباط إلى أبو ظبي حينها يكون القياس صحيحا. لكن ذلك حلم أنى لنا به". وناشد الغرياني الليبيين الحفاظ على وطنهم. وقال "يا أبناء ليبيا ارحموها. ولا تضيعوها بشعارات ظاهرها الرحمة وباطنها من قبله العذاب".