20120313
القدس العربي
حذّر الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي، من أن التعدي على علم البلاد يُعد تعدياً على اللحمة الوطنية، ودعا شباب بلاده إلى الحفاظ على الراية الوطنية، مشدّداً على أنه لن يسمح لأحد لأحد بفرض آرائه وخياراته بالعنف.
وقال المرزوقي في كلمة ألقاها الإثنين، خلال موكب رسمي لتحية العلم نُظم في قصر قرطاج، إثر إقدام سلفي على إنزال العلم التونسي الأسبوع الماضي من فوق كلية الآداب في منوبة ورفع راية سوداء مكانه، إن "العلم التونسي هو عنوان تواصل الدولة منذ القرن 19 وهو رمز الوطن بما يمثله في الوعي واللاوعي الجماعي للشعب من رمزية لشهداء تونس على مر العصور، ومن تجذر في الهوية العربية الإسلامية".
وشدد في هذا السياق على أن "التعدي على علم البلاد يعتبر تعدياً على اللحمة الوطنية، وأنه لن يسمح لأحد بفرض آرائه وخياراته بالعنف ولا بالإعتداء على أي مواطن تونسي على خلفية خياراته العقائدية أو السياسية مهما كانت هذه الخيارات".
وكان شاب ينتمي إلى التيار السلفي عمد يوم الأربعاء الماضي على إنزال علم تونس من فوق مبنى في كلية الآداب في منوبة غرب تونس العاصمة، وإستبداله براية سوداء ترمز إلى الخلافة الإسلامية، وذلك في سابقة أثارت إستنكار كافة مكونات المجتمع التونسي.
ودعا الرئيس التونسي المؤقت شباب تونس إلى "الحفاظ على الراية الوطنية، وإلى رفض كل محاولات الإستفزاز الرامية إلى زعزعة إستقرار البلاد وتهديد مستقبلها".
كما دعا التونسيين إلى "رفض وإدانة العنف المادي والمعنوي أيا كان مصدره، والى رفض الإستقطاب الإيديولوجي الذي يجعل من التونسيين أعداء بعضهم لبعض، والى توخي الحوار".
وطالب في المقابل الشاب السلفي الذي إرتكب جريمة إنزال علم تونس إلى "تسليم نفسه وتقديم إعتذاره أمام قضاء مستقل ينظر في قضيته في إطار محاكمة عادلة ونزيهة".
إلى ذلك، رحّبت حركة "كلنا تونس" بما ورد في كلمة الرئيس التونسي المؤقت "من صرامة تجاه العنف والتطرف، وتأكيد على التمسك بمبادئ الجمهورية وتكريس للحريات العامة والخاصة وإنتصار لخيارات الأغلبية الساحقة من التونسيين من مدنية الدولة وتأسيس لقيم الديمقراطية".
واستغربت، في بيان حمل توقيع رئيستها آمنة المنيف تلقت يونايتد برس إنترناشونال نسخة منه، "غياب الحكومة عن هذا الموكب وإن لم يكن رسمياً، لما يكتسي من رمزية في هذه الفترة بالذات من تاريخنا".
ولفتت إلى أن الحكومة التونسية المؤقتة "لم تدل بأي بيان أو تصريح واضح يدين بشدة وصرامة هذه السابقة الخطيرة المتعلقة بتدنيس العلم، والتطاول على مؤسسات مدنية عتيدة وتهديدات للحريات وتعد على الحقوقيين والصحافيين وكل من تعالى صوته حراً".