20120317
القدس العربي
حذّر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، من أن الوقت ليس في صالح بلاده في حال لم تسرع في كتابة تاريخ ثورة التحرير (1954-1962) على المستعمر الفرنسي الذي دام احتلاله 132 عاماً (1830-1962).
وقال بوتفليقة في رسالة بعث بها إلى الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين الجزائريين (قدامي المحاربين) السعيد عبادو، بمناسبة انعقاد مؤتمرها الـ11 منذ الخميس "كلما رحل مجاهد أيا كانت رتبته وموقعه في هرم الثورة إلا وتدفن معه حقيقة تاريخية وتذهب معلومة ثمينة هدراً ما لم تسجّل وتوثق".
وأوضح الرئيس الجزائري أنه "بالنظر إلى مرور الزمن ورحيل الرجال والنساء العارفين بخبايا الأحداث ومجرياتها، فإننا قد غدونا أمام حالة ملحة لا مجال فيها لأي تهاون أو تأخير".
وتابع "فليسارع الإخوة والأخوات إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه وهم الأدرى من غيرهم بأن البناء الذي يتم بلا تاريخ يكون بناء لا دعامة ولا أساس له"، معتبراً أن "أي أمة ينقص فيها الوعي التاريخي هي أمة بلا مناعة وأمة ناقصة القدرة على الخلق والإبداع والإندماج في التطور".
وشدد بوتفليقة على أهمية كتابة تاريخ الثورة وتاريخ الحركة الوطنية "إنطلاقا من رؤية رصينة ومعايير موضوعية تهدف إلى سبكه وصياغته بما يفضي إلى ما يطمح إليه كل الجزائريين والجزائريات تاريخ تتصالح فيه الذات مع موضوعها بلا انتقاء ولا إقصاء ولا إخفاء ولا تدليس للحقائق".
وقال إن "التاريخ فضلاً عن كونه ضرورة حيوية وحق للأجيال القدمة هو أيضاً ساحة من ساحات إثبات الوجود ومرتكز لا محيص عنه في ميادين المغالبة وساحات العراك".
ودعا بوتفليقة منظمة المجاهدين إلى أن "تكون قلعة من قلاع تزويد مدرسة التاريخ الجزائرية بالمادة الصادقة الصرفة التي تساعد على تطهير تاريخنا من أضرار الكتابات العشوائية الرعناء ودنس التخريجات الإستعمارية الملغومة بالإفتراءات والتشويهات ".
وكانت الجزائر دعت فرنسا إلى إرجاع أرشيف تاريخها الذي استحوذت عليه بعد دخولها الجزائر عام 1830، وهو ما لا تزال ترفضه الحكومة الفرنسية الى الآن.