20120317
رويترز
يسعى الثوار المصريون الذين أجبروا الرئيس المصري السابق حسني مبارك على التنحي العام الماضي جاهدين للعثور على صوت يمثلهم في انتخابات الرئاسة التي سيتم من خلالها اختيار خليفته ويأمل ناشط شاب في مجال الدفاع عن حقوق العمال والإنسان في تحقيق حلمهم.
وجذب خالد علي (40 عاما) أنصارا من الشباب وتغطية اعلامية واسعة واهتماما بوصفه منافسا جادا بعد أقل من عشرة أيام من اعلان ترشحه لاول انتخابات رئاسية حقيقية في مصر والتي تبدأ في 23 مايو ايار.
وليس واضحا ما اذا كان المرشح المحتمل الجديد ستكون لديه فرصة. وفي ظل ضعف التمويل وشرط الحصول على توكيلات من 30 الف مواطن فانه من غير المؤكد ما اذا كان سيتمكن من خوض السباق الرئاسي اصلا. لكنه يقول ان محاولته تهدف الى اظهار أن هناك جيلا جديدا يستحق فرصة في الحكم.
وقال في مقابلة مع رويترز هذا الاسبوع في مقر حملته الانتخابية بوسط القاهرة "قرار الترشح ليس لملء فراغ ولكنه صوت جديد من جيل جديد له خطاب سياسي جديد."
وأضاف "السنين اللي فاتت ما كنتش باتكلم انا كنت باشتغل شغل بيتحدى الانظمة القمعية وشغل لصالح البسطاء والفقراء."
وأعلن علي اعتزامه الترشح في فبراير شباط بعد فترة طويلة من اعلان ساسة من العيار الثقيل مثل الامين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى (75 عاما) والعضو السابق بجماعة الاخوان المسلمين عبد المنعم ابو الفتوح (60 عاما) ترشحهم.
وفي دولة تتراوح اعمار ربع سكانها البالغ عددهم 80 مليون نسمة بين 18 و29 عاما ويعاني كثيرون من الفقر حركت لمسة خالد علي الشعبوية وجذوره المتواضعة وتاريخه النضالي المياه الراكدة.
وهو أصغر مرشح رئاسي فالحد الادنى لسن الترشح هو 40 عاما كما يقول المتطوعون حوله "ان الاوان ترحلي يا دولة العواجيز". وكان مبارك في الثانية والثمانين من عمره حين أطيح به اما قائد الجيش فعمره 76 عاما ورئيس الوزراء عمره 79 عاما.
وقال علي الذي ينتقد ادارة المجلس العسكري للمرحلة الانتقالية ان أعضاء المجلس فقدوا الكثير من الشعبية التي كانوا يتمتعون بها حين تمت الاطاحة بمبارك. وأقنعه أصدقاء ومؤيدون بالترشح ولم يوافق الا بعد أن قرر أنه لابد من استكمال الثورة.
وعلي رئيس سابق للمركز المصري للحقوق الاجتماعية والاقتصادية ورفض منصبا وزاريا في حكومة ما بعد مبارك لانه لم يرغب في العمل تحت قيادة المجلس العسكري في حكومة وصفها بأنها منحازة للاغنياء. وهو يحمل رؤية مختلفة لمصر.
ويقول انه يريد عودة القطاع العام الذي يعتقد أنه طاقة غير مستغلة كما يقول انه يريد ساحة تنافسية مع القطاع الخاص بعيدا عن رأسمالية اصحاب الحظوة التي كانت في عهد مبارك.
وينحي علي باللائمة في عدم حماية الفقراء خلال عام من الاضطرابات على اقتصاد غير منتج يعتمد بشدة على السياحة وتحويلات المصريين في الخارج.
وقال "مصر لديها موارد عظيمة لكن عندها سياسات بتصنع الفقر."
وأضاف "احنا محتاجين صحة.. تعليم.. مستشفيات ومساكن ووظايف. الحاجات دي مش هتتحقق الا من خلال مجتمع يحركه هدف قومي والهدف القومي ده هو بناء اقتصاد حقيقي."
وفي شقة متواضعة يتفق عشرات المتطوعين في حملة علي الانتخابية معه ويسابقون الزمن للدعاية للرجل الذي لا يتمتع بشهرة بين أغلبية المصريين والذي يعتبرون أنه جاء رأسا من ميدان التحرير.
وكان علي وراء انتصار مهم امام المحاكم في عهد مبارك أجبر الحكومة على الاعتراف بضرورة وضع حد أدنى للاجور. وهو معروف جيدا في أوساط النقابات العمالية لدوره في الدفاع عن قضاياهم حين كانوا يناضلون ضد خطط تسريحهم وخلال احتجاجاتهم للمطالبة بزيادة الاجور.
لكن الحصول على توكيلات من 30 الف مؤيد خلال شهر ليس بالمهمة اليسيرة خاصة لرجل لا يتمتع بشهرة كبيرة.
وقال علي وهو يضحك متذكرا الحماس الذي كان يشعر به المشاركون في الحملة الانتخابية حين طبعوا منشورات بالالوان "احنا بنسبح ضد التيار. كل اللي عملناه ان احنا عملنا شوية بوسترات (ملصقات)... احنا بنحارب ديناصورات."