20120318
رويترز
قال مسؤولون يوم السبت ان موريتانيا القت القبض على عبد الله السنوسي مدير المخابرات الليبية في عهد الزعيم الراحل معمر القذافي بعد وصوله الى نواكشوط على متن رحلة جوية ليلية. وفور اعلان هذه الانباء بدأ سباق ثلاثي على تسلمه.
وكان السنوسي يثير على مدى عقود قبل سقوط القذافي الخوف والكراهية في نفوس الليبيين العاديين وتسعى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي الى اعتقاله بتهمة ارتكاب جرائم بحق الانسانية خلال الصراع في ليبيا العام الماضي.
لكن الحكام الجدد في ليبيا اكدوا انه سيحصل على محاكمة عادلة في بلاده. وقال مكتب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان فرنسا ساهمت في القبض عليه وانها تريد ترحيله الى فرنسا ليواجه العدالة هناك مشيرة الى دوره المزعوم في تفجير طائرة عام 1989 فوق النيجر راح ضحيتها 54 فرنسيا.
واكد ناصر المانع المتحدث باسم الحكومة الليبية في مؤتمر صحفي نبأ اعتقال السنوسي.
وأضاف أن السنوسي اعتقل صباح السبت في مطار نواكشوط وكان برفقته شاب من المعتقد أنه ابنه مشيرا الى أنه كان يحمل جواز سفر مزورا من مالي وقد وصل قادما من الدار البيضاء بالمغرب.
وقالت فرنسا التي قادت التحالف الدولي مع الانتفاضة الليبية التي اطاحت بالقذافي انها تعاونت مع السلطات الموريتانية في عملية الاعتقال وانها سترسل مذكرة اعتقال الى موريتانيا.
واشار بيان لمكتب الرئيس نيكولاي ساركوزي الى ان السنوسي قد حكم عليه غيابيا بسبب تفجير طائرة يوتا عام 1989 الذي قتل فيه اجمالا 170 شخصا. وطالبت اسر ضحايا التفجير بتسليم السنوسي للعدالة في فرنسا.
وقال متحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية ان امر اعتقال السنوسي الذي اصدرته المحكمة ما زال نافذا وطالب بتنفيذه ولكن المجلس الوطني الانتقالي الليبي قال ان ليبيا ستصر على ان يواجه السنوسي العدالة في ليبيا.
وقال محمد الحريزي المتحدث عن المجلس الوطني الانتقالي الليبي في مؤتمر صحفي ان ليبيا ستصر على تسليم السنوسي الى السلطات الليبية.
ورغم ان موريتانيا ليست من الدول الموقعة على معاهدة روما المؤسسة للمحكمة الجنائية الدولية قالت منظمتا هيومان رايتس ووتش والعفو الدولية ان موريتانيا ملزمة بموجب مجلس الامن الدولي بالتعاون بشكل كامل مع المحكمة الجنائية الدولية.
وقالت حسيبة حاج صحراوي مديرة منظمة العفو الدولية للشرق الاوسط وشمال افريقيا في بيان ان نظام العدالة الليبي على اية حال "مازال ضعيفا وغير قادر على اجراء تحقيقات فعالة في الجرائم المزعومة."
وفي بيان نسب الى وليام هيج وزير الخارجية البريطاني اشارت ايضا بريطانيا التي كانت الى جانب فرنسا احد الداعمين الغربيين الرئيسيين للانتفاضة الى ضرورة ان تتعاون موريتانيا مع المحكمة الجنائية الدولية.
ولم تعلق الحكومة الموريتانية على النبأ باستثناء اعلان وكالة الانباء الموريتانية النبأ. وعادة ما تصل الرحلات الجوية من الدار البيضاء الى نواكشوط قبيل منتصف الليل لكن عمال المطار الذين تحدثت اليهم رويترز قالوا انهم لم يلاحظوا اي حركة غير مألوفة.
وقال مصدر عسكري ان السنوسي نقل الى مقر اقامة في ارض المؤتمرات في نواكشوط يستخدم لاستضافة المسؤولين الاجانب ولم يتسن التحقق من هذا النبأ على الفور.
ويشتبه بأن للسنوسي دورا رئيسيا في قتل اكثر من 1200 نزيل في سجن ابو سليم في طرابلس عام 1996. واطلق اعتقال محامي اقارب الضحايا شرارة الانتفاضة الليبية العام الماضي.
واتهمت المحكمة الجنائية الدولية السنوسي وابن القذافي سيف الاسلام بأنهما "مشاركان بصورة غير مباشرة" في القتل والاضطهاد.
لكن جولوم دينو دي سان مارك رئيس جمعية عائلات ضحايا تفجير طائرة يوتا قال ان العائلات تعتمد على فرنسا في ضمان مواجهة السنوسي للعدالة بسبب الهجوم.
وقال في بيان "لم نفقد الامل ابدا في ان المسؤولين عن هذا الهجوم الاكثر فتكا على فرنسا سيواجهون العدالة."
واثار اعتقال السنوسي رد فعل مساويا في القوة في شوارع طرابلس.
وقال مصطفى جحيمة المقيم في طرابلس "السنوسي هو الصندوق الاسود للقذافي ولديه كثير من المعلومات."
بينما قال المواطن عبد الله المري "هذه لحظة مهمة للشعب الليبي. كنت اتمنى ان يعتقل هنا."
واعتقل سيف الاسلام بينما كان متخفيا في زي بدوي في الصحراء في نوفمبر تشرين الثاني وهو في انتظار محاكمته في ليبيا في اتهامات بالاغتصاب والقتل. ويقول المجلس الوطني الانتقالي انه سيحصل على محاكمة عادلة لكن انصاره يريدون ارساله الى لاهاي.