20120318
رويترز
قال مسؤولون مصريون شاركوا في مفاوضات جرت مؤخرا مع دبلوماسيين أمريكيين يوم السبت انهم يعتقدون أن واشنطن تعتزم الافراج عن المساعدات العسكرية لمصر التي واجهت مأزقا بسبب نزاع مع الولايات المتحدة حول الحريات الديمقراطية.
وجرى تجميد المساعدات العسكرية التي تبلغ 1.3 مليار دولار لمصر والتي وافق عليها الكونجرس في السنة المالية الحالية بموجب قانون جديد يلزم وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون بأن تشهد بأن الجيش المصري يؤيد انتقالا للحكم المدني.
ولكن القانون الذي صدر في ديسمبر كانون الاول الماضي يقول انه يمكن لكلينتون أن تتنازل عن هذا الشرط استنادا لاعتبارات متعلقة بالامن القومي.
وزارت شخصيات من النخبة السياسية الامريكية ومسؤولون عسكريون كبار القاهرة في محاولة لنزع فتيل أزمة مع الجيش المصري الذي يدير شؤون مصر منذ أن أطاحت انتفاضة شعبية بالرئيس حسني مبارك في العام الماضي.
ويقول محللون ان من شأن أي قطع للمساعدات العسكرية لمصر اذا أصبح التجميد دائما أن يؤدي الى تمزق في التحالف القوي مع الدولة الاكثر سكانا في العالم العربي والذي بدأ في عام 1979 عندما وقعت مصر معاهدة للسلام مع اسرائيل.
وقال مسؤول مصري شارك في المفاوضات لرويترز العلاقات بين الدولتين قوية ومهمة للمنطقة."
وتابع قائلا "تستفيد شركات الصناعات العسكرية الامريكية وكذلك وكالات التنمية في أمريكا من المعونة العسكرية والاقتصادية على حد سواء. ومن ثم فان المنافع متبادلة بين البلدين."
وقال مسؤول اخر ردا على سؤال عما اذا كانت مصر تتوقع الافراج عن المعونة "نعم.. الطرفان المعنيان يدركان التحديات المنتظرة ومستعدان لان يدعما بعضهما البعض سياسيا واستراتيجيا."
وأضاف أن المحادثات بين مسؤولين أمريكيين ومصريين أكدت على "الاستقرار الاستراتيجي في مصر والمصالح الامريكية في المنطقة."
وقالت وزارة الخارجية الامريكية يوم الجمعة ان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون قد تقرر هذا الاسبوع ما اذا كانت ستستأنف المساعدات العسكرية الامريكية لمصر. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين في الكونجرس قولهم ان ادارة الرئيس باراك أوباما تعتزم استئناف المساعدات.
وأشرف المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون مصر على انتخابات برلمانية وصفت بأنها حرة ونزيهة الى حد كبير وحدد موعدا لانتخابات رئاسية في مايو أيار.
ولكن أعضاء في الكونجرس ينتقدون مصر قالوا انهم يشعرون بقلق من أن انتهاكات حقوق الانسان تهدد استمرار المساعدات الامريكية. وقال بعضهم ان وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) ومقاولي الدفاع الامريكيين يضغطون للسماح للمساعدات بأن تمضي قدما.
ويجب على مصر أن تشتري معظم أسلحتها الممولة بالمساعدات العسكرية الامريكية من شركات أمريكية منتجة للسلاح مثل شركة جنرال دايناميكس التي تزود مصر بالدبابات مما يفرض ضغوطا على المشرعين من الولايات التي توجد فيها شركات منتجة للسلاح قبل الانتخابات التي ستجرى في نوفمبر تشرين الثاني القادم.
ويقول محللون ودبلوماسيون انه من المؤكد تقريبا أن المؤسسة العسكرية ستلعب دورا رئيسيا في صنع القرار في مصر بما في ذلك السياسة الاقتصادية بغض النظر عمن سيفوز في انتخابات الرئاسة التي ستجرى على مرحلتين في مايو أيار ويونيو حزيران.
وتجري قوات مصرية وأمريكية مناورات مشتركة كل عامين في اطار تدريبات النجم الساطع وضمنت المساعدات الامريكية حق المرور الجوي للطائرات الامريكية وأولوية مرور قطع البحرية الامريكية عبر قناة السويس.