20120323
العالم
بدأ وفد وزاري من حكومة جنوب السودان زيارة للعاصمة السودانية الخرطوم قدم من خلالها دعوة رسمية للرئيس عمر البشير لحضور قمة ثنائية مع نظيره سلفاكير في الثالث من الشهر المقبل بجوبا للتوقيع النهائي على الإتفاقيات المشتركة الخاصة بحل القضايا العالقة بين البلدين.
والدعوة لقمة جوبا بين البشير وسلفاكير جاء يحملها وفد حكومة جنوب السودان الذي وصل الخرطوم وإستهل زيارته بلقاء الرئيس البشير الذي أبدى عن موافقته رسمياً للمشاركة في القمة. قمة حدد لها الثالث من أبريل المقبل برغم أن انعقادها رهين بنجاح وفدي التفاوض في الوصول إلى تفاهمات نهائية حول القضايا العالقة قبيل الموعد المضروب لإنعقاد القمة.
وقال رئيس وفد حكومة جنوب السودان باقان أموم للمراسلين: سلمنا رسالة إلى الأخ الرئيس البشير ورحب بالرسالة وعبر عن استعداده لزيارة جوبا؛ ووجه اللجان للإشراف على الترتيبات والتحضير للقمة؛ وسنبدأ من اليوم العمل في اللجنة المشتركة المفاوضة.
وتأتي زيارة الوفد الجنوبي بعد يوم واحد لاتهامات ساقتها الخرطوم لجوبا بالهجوم على منطقة هجليج بجنوب كردفان. فضلاً عن إنتقاد شديد واجهه تفاق أديس أبابا الإطاري من قبل تيارات حزبية مناوئة.
وتفرض هذه المعطيات مزيداً من التعقيد على أجواء القمة التى يأمل مراقبون أن تكون بمثابة آخر الحلول السلمية بين الطرفين.
حيث وصف المحلل السياسي السوداني محمد الحلو هذه القمة بأنها: تمثل آخر الحلول بالنسبة للقضايا العالقة للدولتين برغم التصعيد المتواصل مابينهما؛ ورغم الرفض الموجود من الإتفاق من الجماعات المتطرفة في شمال السودان وبعض منظمات المجتمع المدني المتطرفة في جنوب السودان.
هذا وأشارت تسريبات صحفية إلى أن الحكومة السودانية تشترط الدخول إلى أجواء التفاوض من خلال الملف الأمني عبر إلزام جوبا برفع يدها عن متمردي المناطق الثلاث. في وقت طالبت فيه تيارات بالحزب الحاكم بتوفير ضمانات كافية من الجنوب لمشاركة البشير في القمة بعد التلويح بضرورة التزام جوبا بقرارت المحكمة الجنائية من قبل جماعات حقوقية بالجنوب وهو ما أثار حفيظة الخرطوم للحد الذي دعا فيه أئمة المساجد إلى مقاطعة القمة.
ويظل الشارع السوداني في شماله وجنوبه بانتظار مخرجات القمة المرتقبة بين البشير وسلفاكير والتي ستحدد ماإذا كانت العلاقات بين البلدين ستمضي إلى المزيد من التصعيد أو أن التطبيع سيكون خياراً جديداً يضع حداً للأزمة القائمة بين الطرفين.