20120325
القدس العربي
صرح أحد أبرز معارضي نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي خلال حملة حلف شمال الاطلسي (الناتو) على ليبيا السبت أن المجتمع الدولي "تخلى" عن ليبيا وأنها عرضه لخطر استيلاء المتطرفين الإسلاميين عليها.
وتحدث محمود جبريل - الذي كان، بوصفه الرئيس السابق للمكتب التنفيذي التابع للمجلس الوطني الانتقالي الليبي ومسؤول العلاقات الخارجية، رئيس وزراء ليبيا ووزير الخارجية الفعلي - في منتدى بروكسل وهو اجتماع سنوي بحثي.
وقال جبريل إنه "فور سقوط نظام القذافي، اختفى الجميع من الساحة" عدا أجهزة الاستخبارات.
وأضاف "التخلي عن ليبيا في الفترة الحالية خطأ مأسوي وخطأ قاتل لأنها في حالة فراغ سياسي وأمني، والفراغ لن يبقى كما هو، فربما ينتشر التطرف في أي لحظة".
وتابع "أخشى أن هناك مؤشرات مبكرة على ذلك في الفترة الحالية".
وأقر جبريل - الذي حل محله عبد الرحيم الكيب في تشرين أول/ أكتوبر الماضي- بمساعدات الاتحاد الأوروبي لكنه قال إنها لم تخدم أولويات الحكومة بنزع سلاح المليشيات والاستعداد لانتخابات حرة في حزيران/ يونيو المقبل.
وقال "عندما تمدوننا بمساعدات مختلفة مثل تمكين المرأة، فإننا نقدر ذلك، لكن لن يشعر بها احد لأنها لن تمس جوهر الحياة، و لذا فإن الناس سيشعرون بأنه تم التخلي عنهم".
ودافعت مسئولة السياسية الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، التي كانت حاضرة في المناسبة عن نفسها.
وقالت "لاأوافق على أننا تخلينا عن ليبيا... لم يكن أبدا الدعم سريعا بدرجة كافية، ولا شك أننا يمكن أن نفعل المزيد ونستطيع فعل الأفضل لكن الإلتزام موجود قطعا".
وردا على سؤال الجمعة إلى أندريس فوج راسموسن، الأمين العام للحلف عما إذا كان الحلف الغربي شعر "بأي مسئولية" للمساهمة في إعادة إعمار ليبيا، بعد أن اضطلع بدور حاسم في إسقاط النظام السابق.
أجاب قائلا إنه "عندما يتعلق الأمر بمرحلة ما بعد الصراع، أعتقد أن مسئولية مساعدة السلطات الجديدة في ليبيا تقع في المقام الاول على عاتق الأمم المتحدة، وتعاونها في ذلك المنظمات الدولية".
وقال راسموسن إن الحلف مستعد للمساعدة في إصلاح مجالي الأمن والدفاع إذا طلبت السلطات الليبية منه ذلك .
كما تحدث جبريل عن سورية، التي تقارن كثيرا بليبيا. وقال إن التدخل الأجنبي هناك غير محتمل "ببساطة نظرا لحساسية المنطقة التي تضم إسرائيل وإيران وحزب الله".
لكنه أعرب عن تفاؤله ازاء نجاح أن التمرد المستمر منذ أكثر من عام ضد الرئيس السوري بشار الأسد في نهاية المطاف ، بشرط توحد فصائل المعارضة وتشكيل "كيان واحد للقيادة والسيطرة" للجيش السوري الحر.
وأشار إلى أنه "لا توجد حالة في تاريخ البشرية نجح فيها جيش نظامي في الانتصار في حرب عصابات... الثورة السورية في رأي لا يمكن إخمادها لكنها... ستكون أكثر إيلاما من الحالة الليبية".