20120327
القدس العربي
اعترف القيادي في تيار السلفية الجهادية في تونس، سيف الله بن حسين المعروف بإسم (أبو عياض) بأنه يحمل فكر تنظيم القاعدة ومنهجه، ولم يتردد في توجيه تهديدات مبطنة لوزير الداخلية بالحكومة التونسية المؤقتة، متهماً إياه بإرهاب الشعب بـ"فزاعة السلفية".
وقال في حديث نشرته اليوم الإثنين صحيفة (الأسبوعي) التونسية، "إنه يحمل "فكر (القاعدة) ومنهجها.. وأعتبر أن تنظيم "القاعدة" هم أهل الحق الذين يجب مناصرتهم في العالم".
وأضاف أنه "لم ينتم إلى تنظيم القاعدة تنظيميا.. وشاركت فقط في معركة الإنسحاب من جلال آباد الأفغانية، ورغم ذلك حوكمت على إنتمائي للقاعدة باطلا 20 سنة غيابيا".
ولكنه أكد مع ذلك أنه يوالي تنظيم القاعدة، وقال "نعم نحن نوالي القاعدة، ونعتبرها سدا منيعا ضدّ الحرب الصليبية - الصهيونية على بلاد المسلمين، ونوالي كل مسلم على وجه الأرض وكل من يسعى لتحكيم شرع الله فالموالاة هي أعظم جزء في الدين وواجب على كل مسلم".
وهذه المرة الأولى التي يدافع فيها تونسي صراحة عن فكر تنظيم القاعدة، علماً أن تيار السلفية الجهادية في تونس برز بشكل لافت خلال الأشهر الماضية، كما اشتبك مع قوات الأمن والجيش التونسي في أكثر من مناسبة.
ويؤكد أبو عياض (47 عاما) الذي ورد اسمه بأحداث 11 سبتمبر2001، أنه كانت له "علاقة طيبة بالشيخ أسامة بن لادن.. وزرته في مقره في قندهار في سبتمبر 2000 "، كما كانت له "علاقة وطيدة ولصيقة بالشيخ أبو قتادة. وتعلمت منه الكثير".
واعتقلت السلطات التركية أبو عياض في 3 فبراير/ شباط 2003، حيث سلمته إلى السلطات التونسية بعد شهر من ذلك التاريخ، لتصدر في حقه عدة احكام بالسجن وصلت مدتها إلى 68 عاما، وذلك بتهمتي "الخيانة العظمى، والإنتماء لتنظيم القاعدة".
ونفى أبو عياض الذي أفرجت عنه السلطات التونسية في 2 مارس من العام الماضي، أن يكون تيار السلفية الجهادية رفع السلاح في تونس، وقال "نحن لم نرفع السلاح في وجه الشعب وحتى الخطابات شديدة اللهجة حول مسألة الجهاد موجهة إلى الحكومة التي لا تحكم بما أنزل الله".
ومن جهة أخرى، إتهم القيادي في تيار السلفية الجهادية في تونس وزير الداخلية في الحكومة التونسية المؤقتة علي لعريض (قيادي في حركة النهضة الإسلامية) بأنه "يرهب الشعب بفزاعة السلفية لإرساء ديكتاتورية جديدة".
وأعرب عن إعتقاده أن وزير الداخلية التونسي "يغرد خارج سرب النهضة، ويريد أن يجر البلاد إلى فتنة، وتصريحاته ستؤدي به إلى القضاء على مستقبله السياسي".
ولم يتردد في هذا السياق في توجيه تهديدات مبطنة لوزير الداخلية، "وأقول له إلزم حدودك واعرف قدرك جيدا، فأنت بدأت تكتب نهايتك السياسية، وأنت لا تعرف ما يجري في البلاد، فهذا التيار الذي تهدده أثبت أنه قوة فاعلة في البلاد وهو صمام أمان في المجتمع".