20120328
رويترز
امتدت الاشتباكات المستمرة منذ ثلاثة أيام بين ميليشيات متناحرة في جنوب ليبيا الى وسط مدينة سبها رابع أكبر مدن البلاد يوم الثلاثاء رغم انتشار قوات الجيش في محاولة لوقف العنف الذي حصد أرواح ما يقرب من 50 شخصا حتى الآن.
وتسلط الاشتباكات الضوء على المشكلات التي تواجهها الحكومة في بسط سلطتها على البلاد في أعقاب الاطاحة بمعمر القذافي العام الماضي.
وقال ابراهيم مصباح الطبيب في المستشفى الرئيسي ان القتال بين مسلحين من سبها وآخرين من جماعة التبو العرقية امتد الى وسط المدينة.
وقال مسؤول بوزارة الداخلية ان الجيش أرسل يوم الاثنين 300 جندي متمركزين في جنوب ليبيا للمساعدة في تهدئة الوضع. وأضاف ان 300 جندي آخرين غادروا طرابلس يوم الثلاثاء للمساعدة.
وقال مقاتل من سبها يدعى عويدات الحفناوي ان القوات الحكومية وصلت الى سبها وانها "في وسط الاشتباكات".
وأضاف "نعرف انهم هنا لمحاولة حل المشكلة وليس للقتال. ثمة تقارير غير مؤكدة بانهم انسحبوا من المدينة."
ويكافح المجلس الوطني الانتقالي الحاكم لبسط سلطته في ارجاء ليبيا حيث تتصارع ميليشيات وجماعات قبلية متناحرة على السلطة والموارد في اعقاب الثورة التي أطاحت بالقذافي.
ويواجه المجلس عراقيل بسبب عدم وجود جيش وطني متماسك ويواجه صعوبة في اقناع الميليشات التي حاربت القذافي بالقاء اسلحتها والانضمام الى القوات المسلحة والشرطة.
وقال عبد المجيد سيف النصر ممثل سبها بالمجلس الوطني الانتقالي انه قرر الاستقالة احتجاجا على ما وصفه بعدم قيام المجلس بما يكفي لوقف العنف.
وقال للتلفزيون الليبي انه لم ير أي رد فعل من المجلس على ما يحدث في سبها وانه لم يتم ارسال قوات جوية وكانت الطائرة الوحيدة هناك من وزارة الصحة وتحمل امدادات طبية.
وأضاف ان من المفترض ان تتدخل الدولة في مثل هذه الحالات لكنه قال انه لا توجد دولة.
وقال مصباح ان 14 شخصا قتلوا اليوم الثلاثاء واصيب 30 آخرون مشيرا الى ان هذه الاحصائية تخص مقاتلي سبها. واضاف ان عدد القتلى وصل امس الاثنين الى 20 شخصا.
وأضاف مصباح لرويترز أن طاقم العمل في المستشفى يعمل دون توقف منذ مساء الاثنين وان المصابين ما زالوا يتدفقون.
وقال علي جلمة وهو ممثل للتبو في المجلس الوطني الانتقالي من منطقة مرزق جنوبي سبها ان 15 شخصا قتلوا من مقاتلي التبو واصيب 18. وكان يتحدث من بنغازي لكنه قال انه على اتصال بالتبو في المنطقة عبر الهاتف.
ونشب القتال يوم الاحد بين الجانبين بعد مقتل رجل من سبها في نزاع بشأن سيارة.
وقال المقاتل الذي يدعى الحفناوي ان الاشتباكات انتقلت الى وسط المدينة بعدما تركزت في أول الامر حول المطار.
وأضاف أن هناك قناصة من التبو في وسط سبها وأن عدد المصابين في ازدياد.
وقال موسى الكوني وهو ممثل لقبيلة التبو في المجلس الوطني الانتقالي الليبي لرويترز عبر الهاتف من تونس ان الاشتباكات تصاعدت بعدما حاول مقاتلون من التبو سرقة سيارة من عضو في ميليشيا سبها.
وأضاف أنه يجري تشكيل لجنة مصالحة للمساعدة في وقف العنف.
وقتل عشرات الاشخاص الشهر الماضي في اشتباكات استمرت عدة ايام بين قبائل متناحرة في منطقة الكفرة في جنوب شرق ليبيا. وتدخلت القوات المسلحة الليبية في نهاية الامر لوقف القتال في مثال نادر على فرض الحكومة في طرابلس لسلطتها.