الجزیره: أنس زكي – القاهرة
رغم ما شهدته الأيام الماضية من تسريبات عن احتمال قيام جماعة الإخوان المسلمين بالدفع برجلها القوي المهندس خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد العام للجماعة إلى سباق الرئاسة في مصر، فإن هذا الخبر بدا مفاجئا للكثيرين الذين تساءلوا عن حقيقة أسباب القرار فضلا عن فرص نجاح الشاطر في حسم السباق المشتعل.
وكانت جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة المنبثق عنها قد أعلنا مساء السبت عن الدفع بالشاطر إلى الترشح لمنصب أول رئيس للجمهورية في مصر بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك.
وجاء قرار الجماعة ليمثل تراجعا عن قرار سابق اتخذته قبل نحو عام يقضي بعدم المزاحمة على سباق الرئاسة، وهو ما أصرت عليه الجماعة لفترة طويلة من الوقت وكان سببا في فصل أحد أبرز قيادييها وهو عبد المنعم أبو الفتوح بسبب إصراره على الترشح مخالفًا لقرار الجماعة.
وأرجعت الجماعة تراجعها عن قرارها السابق إلى ما وصفته بأنه جملة من التحديات والتهديدات التي تواجه الثورة المصرية ومنها رفض المجلس العسكري إقالة الحكومة الحالية برئاسة كمال الجنزوري، فضلا عن التلويح بحل البرلمان الذي انتخبه الشعب ويمتلك فيه الإخوان الأكثرية النيابية.
كما اعتبر رئيس حزب الحرية والعدالة محمد مرسي أن ما تشهده مصر من مشكلات فضلا عن الدفع بمرشحين للرئاسة من بقايا النظام السابق ساهم في اتخاذ قرار الدفع بمرشح من الإخوان المسلمين، علما بأن شائعات ترددت في الأيام الماضية تشير إلى احتمال دخول عمر سليمان الذي كان مديرا للمخابرات في عهد مبارك وعمل نائبا له في أيامه الأخيرة، سباق الرئاسة.
خيرت الشاطر شغل منصب نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين (الجزيرة)
توافق إسلامي
وبينما أكد القيادي الإخواني أحمد أبو بركة أن اختيار الشاطر تم بالتنسيق مع حزب النور الذي يقود تحالفا سلفيا حصل على نحو ربع مقاعد البرلمان، أكد المتحدث باسم الحزب نادر بكار للجزيرة نت أن النور ما زال على قراره السابق بأنه لن يعلن دعمه لأي مرشح قبل إغلاق باب الترشح في الثامن من أبريل/نيسان الجاري.
وأشار بكار إلى وجود مبادرة حالية تقدمت بها الدعوة السلفية بالتعاون مع الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح من أجل التوافق على مرشح إسلامي لعدم تفتيت أصوات التيار الإسلامي، وهو ما أكده المتحدث باسم الدعوة السلفية الشيخ عبد المنعم الشحات الذي قال إن المبادرة ما زالت قائمة وسيتم البحث في كل الأسماء المطروحة ومن بينها الشاطر.
وكان عبد المنعم أبو الفتوح قد استكمل أوراق ترشحه بالفعل ثم لحق به الداعية السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل، في حين يتوقع أن ينضم لسباق الرئاسة من المرشحين الإسلاميين كل من المفكر الإسلامي محمد سليم العوا وخبير التنمية البشرية باسم خفاجي.
تحفظات
لكن ترشح الشاطر واجه تحفظا من عدة قوى سياسية بينها رموز سابقة من جماعة الإخوان مثل محمد حبيب الذي كان نائبا للمرشد، حيث اعتبر أن الشاطر يتميز في مجال الاقتصاد لكنه يفتقد للرؤية الإستراتيجية للوضع السياسي، واستغرب أن يتم الدفع برجل أعمال ليرأس مصر بعد الثورة التي أطاحت بحكم كان يسيطر عليه رجال الأعمال.
كما وجه المتحدث السابق باسم التنظيم العالمي للإخوان المسلمين كمال الهلباوي انتقادات حادة لاختيار الشاطر، وقال إنه سيضر بالجماعة ويحدث انقساما في شباب الإخوان، وهو ما نفاه المتحدث باسم الجماعة محمود غزلان مؤكدا في الوقت نفسه اختلاف حالتي أبي الفتوح والشاطر لأن الأول أصر على مخالفة رأي الجماعة فتم فصله أما الثاني فتم اختياره من جانب الجماعة.
من جانبه نفى العوا ما تردد في الساعات الماضية عن انسحابه من سباق الرئاسة، وقال إنه سيتقدم بأوراقه رسميا خلال أيام، كما أكدت مصادر في حملة حازم صلاح أنه مستمر في الترشح معربة عن اعتقادها أن ترشيح الشاطر لا يضر بصلاح بل يصب في مصلحته.