20120402
القدس العربي
ذكرت مصادر متطابقة لوكالة فرانس برس أن عناصر ميليشيا عربا موالين اتخذوا مواقع للدفاع عن مدينة تومبوكتو التاريخية التي يهددها المتمردون الطوارق بينما ارتدى عدد كبير من عسكريين القوات الحكومية ملابس مدنية وغادروا مواقعهم.
وقال الهادر تيندي الموظف في بلدية تومبوكتو لفرانس برس إن "عناصر الميليسشيا العربية هم الذين يدافعون عن مدينة تومبوكتو اليوم. ارتدى عدد كبير من المدنيين ملابس مدنية وانسحبوا".
ومن جهة اخرى، ذكر شهود عيان في المدينة ان اطلاق نار من اسلحة ثقيلة استهدف الاحد المعسكر الذي فر منه الجيش في تومبوكتو آخر مدينة في الشمال تحت سيطرة الحكومة.
وكغيره من سكان باماكو، يتساءل ابراهيم توغو بقلق امام زحف المتمردين الطوارق في شمال مالي "امس سقطت كيدال واليوم غاو، اين سيتوقف هؤلاء المتمردون؟".
وحضر ابراهيم السبت إلى تجمع جديد لدعم الانقلابيين الذين اطاحوا في 22 اذار/ مارس بالرئيس حمادو توماني توري.
وبانتظار بداية التجمع علم ان "المتمردين دخلوا غاو (شمال شرق)" اكبر مدينة في شمال مالي الصحراوي وعاصمة احدى المناطق الادارية الثلاث في الشمال مع كيدال (اقصى الشمال) وتومبوكتو (شمال غرب).
وقد سيطر مقاتلو جماعات اسلامية وحركة تمرد طوارق الجمعة على كيدال.
ويشن المتمردون الطوارق منذ منتصف كانون الثاني/ يناير هجوما واسعا على شمال البلاد حيث بدات الحاميات الحكومية تسقط الواحدة تلو الاخرى حتى باتت معظم مناطق شمال شرق البلاد تحت سيطرتهم.
وكرر ابراهيم الطالب في السنة الرابعة جغرافيا وقد جاء مرتديا زيا رياضيا لدعم الانقلابيين "اين سيتوقف هؤلاء المتمردون؟". وقال وهو يهز راسه في مدرج ملعب 26 اذار/ مارس في يريماديو (جنوب شرق باماكو) "لا بد من ايجاد حل لهذا".
كذلك اعربت ندانكو دياوني وهي ربة عائلة ترتدي زي البوبو التقليدي عن قلقها بالقول "اتيت من اجل بلدي. لست ضد امادو توماني توري، كنا اصلا في حالة سيئة والعبء يتفاقم بهذه الحرب".
واضافت ان "امادو توماني توري لم يفعل الكثير" ضد المتمردين "فغضب الشبان واستولوا على الحكم لكن الشر متواصل والان كل ما نستطيع ان نفعله هو ان ندعو الله من أجل احلال السلام، نريد السلام، نحن في حاجة إلى السلام".
وشاطرها معظم المشاركين الرأي في تجمع آخر عقد السبت في باماكو، تجمعا دينيا غير مسيس من اجل السلام وتلبية لنداء رجال الدين في البلاد.
وفي ملعب موديبو كييتا في مدينة كورا (القريبة من وسط المدينة) ردد نحو 25 الف (حسب المنظمين) مسلم وكاثوليكي وبورتستانتي جميعا رسائل سلام وتلوا القرآن بالعربية والفرنسية.
وتدخل تيرنو هادي تيام الداعية الاسلامي المعروف في مالي من على منصة اقيمت على العشب، مثيرا غضب الحاضرين كلما ذكر احدى المدن التي سيطر عليها المتمردون.
وقال "وماذا بعد ذلك، هل ستكون تومبوكتو؟ وماذا بعد تومبوكتو، ستكون سيغو؟ وماذا بعد سيغو، باماكو؟".
ودعا إلى "انتفاضة وطنية" وترك الخلافات السياسية جانبا بين انصار ومنتقدي الانقلابيين مضيفا "فلننقذ مالي اولا وقبل كل شيء!".
وتلاه بطريرك باماكو المونسنيور جان زربو قائلا ان "الوضع خطير" و"اخر خبر" من غاو "ليس من شانه الا ان يزيد حزننا".
واكد ان سؤالا واحدا يراود العديد من الماليين وهو "ما الذي يخبئه لنا القدر؟"، داعيا الى السلام والصلاة من اجل السلام. وقال ان "همنا الاول هو البحث عن السلام".
وقبل ذلك ببضع دقائق ومن على المنصة نفسها القى محمود ديكو رئيس المجلس الاسلامي الاعلى في مالي نفس الخطاب مبتهلا الى الله.
وقال "فليحل السلام بقلوبنا وقرانا وبلادنا والله وحده سيحمل لنا السلام" فرد عليه الحاضرون في مدارج المعلب قائلين "آمين!".