قتل 3 اشخاص على الاقل واصيب عدد آخر بجروح خلال مواجهات اندلعت يوم أمس السبت بين الشرطة ومتظاهرين في هرغيسا عاصمة منطقة ارض الصومال التي تتمتع بحكم شبه ذاتي في شمال الصومال، كما افادت مصادر متطابقة.
واكد مسؤول في شرطة ارض الصومال طالبا عدم الكشف عن هويته، ان عددا من انصار المعارضة حاولوا الدخول عنوة الى مقر البرلمان.
وقال الضابط: "لقد منعتهم الشرطة من ذلك واطلقت النار لتفريق الحشود، وقتل ثلاثة اشخاص على الاقل"، مضيفا ان المتظاهرين احرقوا ثلاث سيارات للشرطة واشعلوا اطارات وحاولوا اقامة حواجز في الطرقات.
وبحسب العديد من الشهود فقد اطلقت الشرطة الرصاص الحي باتجاه المتظاهرين.
وقال احد هؤلاء الشهود ويدعى محمد صلد: "كنا نتظاهر سلميا صباح اليوم (السبت) عندما اطلقت الشرطة النار علينا بطريقة عشوائية"، مؤكدا مقتل 3 مدنيين.
وقال شاهد آخر يدعى اسماعيل برقاد: ان "الشرطة تتصرف بوحشية وبكثير من العنف، لقد تعرض الكثير من المتظاهرين للضرب والاعتقال".
واعتقلت الشرطة ايضا ثلاثة صحافيين محليين كانوا يغطون وقائع التظاهرة، واوضح زميل لهم برقاد اوسمايل: "اعتقلت الشرطة ثلاثة من زملائنا".
وكان مقررا ان يبحث البرلمان السبت مذكرة حجب ثقة عن الرئيس ضاهر ريالي كاهين، تقدم بها نواب المعارضة، وحاول عناصر من الشرطة منع التئام هذه الجلسة، ما اثار غضب انصار المعارضة الذين تجمعوا امام مبنى البرلمان وحاولوا دخوله عنوة.
وكانت جلسة سابقة للبرلمان حول الموضوع نفسه شهدت الثلاثاء مشادة عنيفة وعراكا بين نواب المعارضة واولئك الموالين للرئيس ريالي، ما ادى يومها الى دخول الشرطة حرم البرلمان للفصل بين الطرفين.
وتأتي هذه التطورات في وقت يخيم فيه توتر سياسي حاد في ارض الصومال اثر تأجيل الانتخابات الرئاسية المقررة اساسا في 27 ايلول/سبتمبر الى اجل غير مسمى بعدما ارجئت مرتين في السابق.
والرئيس ريالي، الذي انتخب في ايار/مايو 2002، مرشح لولاية جديدة يقابله خصمان رئيسيان هما فيصل علي وارابي من حزب العدالة والرخاء واحمد محمد محمود من حزب التنمية والتضامن.
وارض الصومال التي كانت محمية بريطانية في السابق انضمت في 1960 الى مستعمرة الصومال الايطالية.
وفي ايار/مايو 1991 اعلنت ارض الصومال (صومالي لاند) استقلالها من جانب واحد فيما غرقت بقية الصومال في الحرب الاهلية بعد سقوط الرئيس السابق محمد سياد بري.
وتنظم ارض الصومال انتخابات خاصة بها ولها جيشها الخاص وعملتها الخاصة، الا ان المجتمع الدولي لم يعترف باستقلالها.