20120404
رويترز
قالت الحكومة الانتقالية في ليبيا يوم الثلاثاء ان اشتباكات بين ميليشيات متناحرة في غرب البلاد اسفرت عن مقتل 14 شخصا واعلن مسؤولون عن ارسال قوة لاستعادة النظام.
وتمثل الاشتباك بين أفراد من الاقلية الامازيغية وجيرانهم من العرب حول بلدة زوارة اختبارا جديدا للحكومة التي تلاقى صعوبة في بسط سيطرتها على البلاد بعد الانتفاضة التي انهت حكم معمر القذافي العام الماضي.
وتبادلت ميليشيات من داخل زوارة وهي بلدة تسكنها أغلبية أمازيعية وتبعد نحو 120 كيلومترا الى الغرب من العاصمة طرابلس اطلاق قذائف المورتر ونيران الاسلحة الثقيلة مع مقاتلين من منطقتي الجميل ورقدالين المجاورتين اللتين تسكنهما أغلبية عربية لليوم الثالث.
والقتال الذي اندلع حول زوارة التي تقع على ساحل البحر المتوسط من نفس نوع الصراعات القبلية والعرقية التي تتفجر منذ سقوط القذافي.
وفي اغلب الحالات يكون العنف نتيجة لمزيج من الخصومات الثأرية التي تعتمل منذ عقود والانتشار الكثيف للاسلحة منذ الثورة وغياب سلطة مركزية قوية.
وقال أيوب سفيان من المجلس المحلي في زوارة لرويترز ان هناك اشتباكات عنيفة عند مدخل رقدالين وقصفا عنيفا من الجميل على زوارة.
وأضاف أن ممثلين من الجيش الوطني حاولوا التوسط في وقف لاطلاق النار يوم الاثنين لكنه لم يصمد.
وقال محمد الحريزي وهو متحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي في مؤتمر صحفي ان اربعة اشخاص من زوارة وعشرة من الجانب الاخر قتلوا.
وأضاف أن 80 شخصا اخرين اصيبوا من الجانبين وان القتال مستمر.
وكان وزير الداخلية فوزي عبد العال قال للصحفيين في وقت سابق ان رجاله سيتدخلون.
وقال في طرابلس ان الوزارة جهزت قوة قوامها 200 رجل وارسلتها للمنطقة. واضاف عبد العال انه ينسق ايضا مع الجيش الوطني من اجل ارسال فرقة من الجنود للمنطقة.
وطلب عبد العال من الجانبين ضبط النفس قائلا انه لن يكون هناك فائز في المعركة.
ولم يتضح ما اذا كان بمقدور الحكومة الوطنية حشد قوة فعالة حيث لا تزال تبني قواتها الامنية. وكانت في الماضي تضطر الى طلب المساعدة من ميليشيات لاستعادة النظام لان وحداتها لم تكن مؤهلة للقيام بمهامها.
وقال سفيان من داخل زوارة ان الجانبين يتبادلان القصف بقذئف المورتر والمدافع المضادة للطائرات التي جرى تعديلها لاطلاق النار على اهداف على الارض.
واضاف أن مقاتلي زوارة توقفوا عن اطلاق النار لكن مقاتلي الجميل ورقدالين لم يتوقفا عن القصف لذلك تلقى مقاتلو زوارة أوامر بالهجوم.
ولم يتسن على الفور الاتصال بمقاتلين في الجميل أو رقدالين.
وتقع زوارة على الطريق الرئيسي الذي يربط بين طرابلس وتونس وهو ممر امداد حيوي للعاصمة الليبية.
وقال مسؤول في وزارة الداخلية لرويترز ان المواجهة بدأت يوم الاحد عندما أطلقت مجموعة من رجال زوارة يقومون بالصيد النار على شخص من الجميل دون قصد. واحتجزوا لفترة قصيرة مما أثار غضب سكان زوارة.
وفي مواجهة أخرى أبرزت مدى هشاشة الوضع في ليبيا قتل نحو 150 شخصا في اشتباكات خلال الاسبوع الماضي بين قبائل متناحرة في مدينة سبها بالجنوب.