20120415
رويترز
قال جنوب السودان يوم السبت ان طائرات حربية سودانية قصفت بلدة نفطية حدودية متنازعا عليها سيطر عليها جنوب السودان هذا الاسبوع.
وتمثل هذه الغارات الجوية تصعيدا للقتال الحدودي الذي دفع البلدين الى حافة حرب شاملة.
وانتزعت قوات جنوب السودان السيطرة على حقل هجليج النفطي قرب الحدود يوم الثلاثاء مما اثار ادانة واسعة النطاق من القوى العالمية وتعهدات بالرد من جانب الخرطوم.
وجعل القتال طرفي الحرب الاهلية السابقة اقرب للعودة الى صراع شامل من اي وقت مضى منذ انفصال الجنوب في يوليو تموز ووجه ضربة لاقتصاد السودان الضعيف بالفعل.
وقال الجيش السوداني يوم السبت ان قواته دخلت منطقة هجليج وانها تقاتل قوات جنوب السودان على بعد كيلومترات قليلة من الحقل النفطي الحيوي للاقتصاد السوداني حيث ينتج نحو نصف انتاجها النفطي البالغ 115 الف برميل يوميا.
وقال المتحدث باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد للصحفيين في الخرطوم "نحن الان في منطقة هجليج على بعد بضعة كيلومترات من بلدة هجليج وحقل النفط فيها."
واضاف قوله ان القتال ما زال دائرا.
واضاف المتحدث ان الهدف الحالي للجيش السوداني ليس دخول بلدة هجليج وانما هو تدمير "الة الحرب" الجنوبية.
لكن جوبا - التي تقول انها لن تنسحب من هجليج الا بعد نشر قوات الامم المتحدة لمراقبة وقف اطلاق النار - كذبت هذه التصريحات ووصفتها بأنها "محض امنيات" وقالت ان الجيش الجنوبي ما زال يسيطر على البلدة.
وقال فيليب اجوير المتحدث العسكري لجنوب السودان ان القوات السودانية ما زالت على بعد 30 كيلومترا على الاقل من بلدة هجليج وقال "انهم يحاولون اقناع شعبهم بأنهم يحققون تقدما."
وادت صعوبة الوصول الى المنطقة الحدودية النائية حيث يدور القتال الى صعوبة التحقق بشكل مستقل من مزاعم اي من الطرفين.
وقال اجوير ان الجيش السوداني هاجم بلدة هجليج بالطائرات في وقت سابق يوم السبت واتهم الجنوب بشن غارات جوية عبر الحدود بما في ذلك الهجوم على بنتيو في ولاية الوحدة الذي قال انه اسفر عن مقتل خمسة مدنيين.
وقال "هجليج نفسها تعرضت للقصف اليوم عدة مرات كما قصف محيط هجليج."
ونفى السودان قصف اراضي جنوب السودان.
وتزعم الدولتان السيادة على هجليج التي يسميها كثير من الجنوبيين باسم بانثو.
وقال بارنابا ماريال بنجامين وزير الاعلام في جنوب السودان في وقت سابق ان الجيش الشعبي لتحرير السودان صد هجوما للقوات المسلحة السودانية يوم الجمعة.
وقال "حاولوا مهاجمة مواقعنا على بعد نحو 65 كيلومترا شمالي هجليج الليلة الماضية الا أنه تم احتواء الوضع... هجليج ما زالت تحت سيطرتنا."
بينما قال اجوير ان الجيش الشعبي لتحرير السودان دمر دبابتين سودانيتين من طراز تي-72 خلال القتال.
ونفى المتحدث العسكري السوداني ذلك ايضا وقال ان قوات الخرطوم اقرب الان الى هجليج.
ويقول مسؤولون ان الانتاج النفطي توقف الان في هجليج.
وقال تجار عملة ان سعر صرف الجنيه السوداني هبط الى ادنى مستوياته في السوق السوداء في الخرطوم يوم السبت مع تخوف السودانيين من انهيار الاقتصاد بسبب الصراع حيث سارعوا الى تحويل مدخراتهم الى الدولار.
وفقد السودان بالفعل ثلاثة ارباع انتاجه من النفط عندما انفصل الجنوب مما رفع تكلفة الواردات وأسعار المواد الغذائية.
واوقف جنوب السودان انتاجه من النفط بالكامل البالغ 350 الف برميل يوميا في يناير كانون الثاني لعدم الاتفاق على حجم الاموال التي يجب ان يدفعها مقابل تصدير نفطه عبر خطوط انابيب تمر بالسودان.
وقضت الازمة على الامال بأن يتمكن البلدان من الوصول الى اتفاق سريع بشأن القضايا المتعلقة بالانفصال عن طريق المحادثات التي توسط فيها الاتحاد الافريقي. وانسحبت الخرطوم من المفاوضات بعد سيطرة الجنوب على هجليج.
ومنذ تصويت الجنوب على الانفصال عن السودان العام الماضي فشل الجانبان في حل قضايا من بينها ترسيم الحدود التي تمتد لمسافة 1800 كيلومتر واقتسام الدين الوطني ووضع المواطنين في كل جانب.
وخاض البلدان واحدا من اطول واكثر الصراعات دموية في افريقيا. ولقي نحو مليوني شخص حتفهم في الحرب.