20120416
رويترز
تقوم مصر بحملة دبلوماسية لنزع فتيل التوتر بين شمال وجنوب السودان والذي أثار المخاوف من عودة طرفي الحرب الأهلية السابقة الى صراع شامل.
ووصل وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو الى مطار الخرطوم يوم الاحد لاجراء محادثات بعد الاشتباكات التي دارت بين البلدين في الاسبوع المنصرم للسيطرة على حقل نفطي.
وذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط الحكومية ان "مصر ستبذل كل جهد ممكن لمحاولة تقريب وجهات النظر بين السودان ودولة الجنوب سعيا لاحتواء التوتر الحدودي القائم بينهما بعد احتلال منطقة هجليج بولاية جنوب كردفان."
وتصاعد التوتر بين الخرطوم وجوبا منذ سيطر جنوب السودان على حقل هجليج النفطي المتنازع عليه يوم الثلاثاء الماضي. وتعهد السودان باستعادة المنطقة التي تنتج نحو نصف انتاجه من النفط والبالغ 115 الف برميل يوميا.
والقتال الذي اوقف انتاج الحقل هو اسوأ اشتباك بين الجانبين منذ اعلن جنوب السودان استقلاله في يوليو تموز الماضي.
وقال الجنوب يوم السبت ان طائرات حربية سودانية قصفت بلدة هجليج في حين قال الجيش السوداني ان قواته دخلت منطقة هجليج وهو ما ينفيه جيش جنوب السودان قائلا ان القوات الشمالية لا تزال بعيدة.
ويصدر الجانبان بانتظام مزاعم متضاربة بشأن القتال وتصعب القيود على الوصول للمنطقة النائية التحقق بشكل مستقل من هذه المزاعم.
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري يوم الأحد من المتحدثين باسم القوات المسلحة للبلدين.
وادانت القوى العالمية على نطاق واسع سيطرة جنوب السودان على هجليج وحثت الدولتين على وقف القتال والعودة الى المفاوضات. ويقول جنوب السودان ان هجليج من حقه.
يأتي تصاعد الاشتباكات الحدودية بينما يقاتل السودان متمردين مسلحين في اقليم دارفور في غرب البلاد بالاضافة الى ولايتيه الحدوديتين جنوب كردفان والنيل الازرق.
وتتهم الخرطوم جنوب السودان بدعم المتمردين في الولايتين وهو ما تنفيه جوبا.
كما يواجه البلدان مشاكل اقتصادية كبيرة بسبب فقد الايرادات النفطية بما في ذلك ارتفاع التضخم وانخفاض قيمة العملة في السوق السوداء.
وكان جنوب السودان اوقف في يناير كانون الثاني الماضي انتاجه من النفط بالكامل والبالغ 350 الف برميل يوميا لعدم الاتفاق على حجم الاموال التي يجب ان يدفعها مقابل تصدير نفطه عبر خطوط الانابيب والبنية للسودان.
وخاض البلدان واحدا من اطول واكثر الصراعات دموية في افريقيا والذي انتهى عام 2005 باتفاق سلام مهد الطريق امام انفصال الجنوب.
لكن جوبا والخرطوم فشلتا في حل قضايا من بينها ترسيم الحدود التي تمتد لمسافة 1800 كيلومتر واقتسام الدين الوطني ووضع المواطنين في البلدين.
ولقي نحو مليوني شخص حتفهم في الحرب التي استمرت من عام 1955 حتى 2005.