20120416
رويترز
يبذل ثلاثة من أبرز المتنافسين على منصب الرئاسة في مصر جهودا مضنية للاستمرار في سباق الانتخابات يوم الاحد بعد ان استبعدتهم السلطات لأسباب فنية الأمر الذي دفع أحدهم للقول بأن "أزمة كبرى" تهدد الانتخابات.
وينظر الى الانتخابات على انها الخطوة الاخيرة للتحول الى الديمقراطية بعد اكثر من عام من حكم الجيش الذي اتسم بالاضطراب منذ الاطاحة بمبارك في ثورة شعبية. ومن المقرر ان يسلم المجلس العسكري الحاكم السلطة للرئيس الجديد في الاول من يوليو تموز لكن التطورات الاخيرة أفرزت اتهامات جديدة للجيش بانه يحاول الابقاء على نفوذه.
وتعرض عمر سليمان مدير المخابرات في عهد مبارك لانتقادات من معارضي النظام القديم عندما دخل سباق الرئاسة الاسبوع الماضي لكن اللجنة المشرفة على الانتخابات أبلغته يوم السبت بانه لم يتمكن من جمع التوقيعات الكافية في احدى المحافظات لخوض الانتخابات.
وذكرت وسائل الاعلام الرسمية انه جرى ايضا استبعاد اثنين من المرشحين الاسلاميين البارزين احدهما بسبب ادانات جنائية له في الماضي ينظر اليها على نطاق واسع بان السلطات لفقتها بسبب انشطته السياسية والاخر لحصول والدته على الجنسية الامريكية.
وأمام الثلاثة 48 ساعة من تاريخ ابلاعهم بالاستبعاد للطعن على القرار. واذا رفضت طعونهم فسيؤدي ذلك الى اعادة رسم الخريطة الانتخابية قبل اسابيع من اجراء الانتخابات في مايو ايار.
وقال مراد محمد علي مدير حملة خيرت الشاطر أحد المستبعدين الثلاثة ومرشح الاخوان المسلمين انهم لن يتخلوا عن حقهم في خوض سباق الرئاسة.
وأضاف ان هناك محاولة من قبل نظام مبارك القديم للسيطرة على المرحلة الاخيرة من الفترة الانتقالية واعادة انتاج نظام الحكم القديم.
وتزيد هذه الاستبعادات من دراما مرحلة انتقالية تخللتها اعمال عنف وتشهد الان تنافسا مريرا بين الاسلاميين الذين كانوا محظورين في الماضي واصلاحيين ذوي توجهات علمانية وفلول نظام مبارك.
واستبعد الشاطر الذي اصبح مرشحا بارزا فور انضمامه لسباق الانتخابات اواخر مارس اذار بسبب ادانات جنائية سابقة. وكثيرا ما اعتقل اعضاء الاخوان المسلمين بسبب انشطتهم السياسية في عهد مبارك الذي استبعد الجماعة من ممارسة العمل السياسي الرسمي.
وكانت جماعة الاخوان المسلمين رشحت محمد مرسي زعيم حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي للجماعة كمرشح احتياطي تحسبا لاستبعاد الشاطر. وتهيمن الجماعة حاليا على البرلمان في اعقاب الانتخابات التي اجريت في اعقاب الاطاحة بمبارك.
وقال محامي المرشح السلفي حازم صلاح ابو اسماعيل اكثر الاسلاميين الذين يخوضون انتخابات الرئاسة تشددا ان "أزمة كبيرة" ستحدث اذا استبعد موكله من السباق.
وحاصر انصار ابو اسماعيل مقر اللجنة الانتخابية يوم الجمعة مما اضطر اعضاء اللجنة الى إخلاء المقر وتعليق عملها. ووصف ابو اسماعيل الاتهامات القائلة بأن والدته تحمل الجنسية الامريكية بأنها ملفقة من قبل خصومه السياسيين.
وقال ابو اسماعيل في تصريحات نشرت على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ان اللجنة الرئاسية خرقت كل قواعد القانون. وأضاف "القرار الرسمي اذا كان به اختراق للدستور فعليهم ان يتحملوا النتيجة."
وذكرت وسائل الاعلام الرسمية ان الشرطة العسكرية وقوات الامن تولت حراسة مقر لجنة الانتخابات في القاهرة يوم الاحد.
وقال فاروق سلطان رئيس لجنة انتخابات الرئاسة لرويترز انه تم استبعاد عشرة من المرشحين البالغ عددهم 23 من السباق.
ومن بين المرشحين البارزين الاخرين الذين ما زالوا في السباق عمرو موسى وهو امين عام سابق للجامعة العربية ووزير خارجية مصر سابقا وعبد المنعم ابو الفتوح الذي فصل من جماعة الاخوان المسلمين العام الماضي عندما قرر خوض انتخابات الرئاسة.
وقال عمر سليمان في مقابلة اجرتها معه رويترز قبل اعلان قرار استبعاده ان هيمنة الاخوان المسلمين على الساحة السياسية ستعيد البلاد الى الوراء. لكنه قال انه اذا اصبح رئيسيا فان حزب الحرية والعدالة قد يشارك في حكومته وسيكون له دور حيوي في الحياة السياسية المصرية.
وقال سليمان (76 عاما) انه قرر خوض الانتخابات استجابة لمطالب شعبية لمواجهة نفوذ الاسلاميين.
وأشار سليمان الذي يصف نفسه بأنه مسلم متدين الى أن المواطنين سعوا اليه كي يوازن بين القوى الاسلامية والمدنية. لكنه أضاف ان المصريين يخشون من تحول بلادهم الى دولة دينية.
وبالاضافة الى هيمنة الاخوان المسلمين على البرلمان فان عضوا قياديا بها ترأس الجمعية التأسيسية التي شكلت لصياغة دستور جديد للبلاد قبل ان يتسبب حكم قضائي في تعليق انشطتها الاسبوع الماضي. وانسحبت جماعات ليبرالية من الجمعية التأسيسية قائلين انها لا تعكس تنوع المجتمع المصري.
وقال سليمان ان الكثير من الاشخاص شعروا ان "مصر ستحكم من التيار الديني" لكنه أقر بأن الاخوان "قطاع مهم جدا من المجتمع المصري".