20120417
رويترز
اتهم جنوب السودان الخرطوم بقصف حقل نفطي كبير متنازع عليه وتحويله الى "أنقاض" يوم الاحد لكن الخرطوم نفت ذلك وقالت انها لن تتفاوض الى أن تسحب جوبا قواتها بالكامل من المنطقة نفسها.
وقال وزير الاعلام في جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين للصحفيين في جوبا ان القصف الجوي السوداني للمنشأة النفطية في منطقة هجليج سبب خسائر فادحة.
وقال "انهم يقصفون منشأة المعالجة المركزية والصهاريج في هذه اللحظة التي نتحدث فيها ويحولونها الى أنقاض."
ونفت وزيرة الدولة للاعلام في السودان هذه الاتهامات وقالت لقناة الجزيرة الاخبارية ان السودان لم ولن يدمر المنشات النفطية.
واوقف القتال بين البلدين بالفعل الانتاج في المنشأة النفطية مما حرم السودان من نصف انتاجه من النفط الذي يبلغ 115 الف برميل يوميا.
ويصدر الجانبان عادة مزاعم متضاربة وتصعب القيود على الوصول الى المنطقة النائية التحقق بشكل مستقل من هذه المزاعم.
لكن خطورة هذه المزاعم تبرز مدى قربهما من حافة حرب جديدة مع استمرار اسوأ قتال بينهما منذ استقلال جنوب السودان في يوليو تموز.
وسيطر جنوب السودان على حقل هجليج النفطي يوم الثلاثاء ورد السودان بغضب متعهدا باستعادة السيطرة على المنطقة.
وقال المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان- وهو جيش جنوب السودان - هاتفيا يوم الاحد ان الطائرات السودانية تواصل قصف القوات الجنوبية محاولة طردها من المنطقة.
وقال "تتعرض مواقعنا في هجليج لقصف جوي كثيف منذ الصباح" مضيفا ان المنطقة لم تشهد قتالا بريا يوم الاحد.
وتابع ان الجيش السوداني قصف ايضا منطقة في غرب ولاية أعالي النيل الجنوبية في محاولة على ما يبدو لفتح جبهة جديدة.
ولم يرد متحدث باسم القوات المسلحة السودانية على الفور على الاتصالات بهاتفه المحمول للتعليق. وكان الجيش السوداني قال يوم السبت ان قواته دخلت هجليج لكن جنوب السودان نفى ذلك.
وقضى العنف في الاسابيع الاخيرة على الامل في أن يتوصل البلدان على وجه السرعة الى اتفاق بشأن القضايا المختلف عليها مثل ترسيم الحدود واقتسام الدين العام ووضع مواطني كل من الجانبين لدى الجانب الاخر.
وانسحب السودان من المحادثات بشأن هذه الموضوعات وغيرها. ويقول انه لن يعود الى المفاوضات الى ان تنسحب قوات جنوب السودان من هجليج.
ونقلت وكالة السودان للانباء عن الرئيس عمر حسن بشير اليوم الاحد قوله ان السودان "اكد موقفه المعلن والثابت انه لن يتفاوض مع جنوب السودان ما لم يسحب قواته من منطقة هجليج."
ولم يعلن الا القليل بخصوص اعداد القتلى والمصابين منذ بدء القتال لكن وزير الاعلام الجنوبي بنجامين قال يوم الاحد ان 19 من أفراد القوات الجنوبية قتلوا واصيب 33 منذ اندلاع العنف.
كما زعم مقتل 240 جنديا من القوات السودانية. ولا يمكن التحقق بشكل مستقل من هذه الاعداد.
وتقوم مصر بحملة دبلوماسية لنزع فتيل التوتر بين البلدين.
ووصل وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو الى مطار الخرطوم اليوم الاحد لاجراء محادثات.
وقال عمرو للصحفيين في الخرطوم "نسعى لحفظ الدماء والموارد ولايجاد حل سلمى لان هذه الامور لا تهم الدولتين فقط ولكن كل دول الجوار". واضاف عمرو انه سيتوجه الى جوبا يوم الاثنين.
وادانت القوى العالمية على نطاق واسع استيلاء جنوب السودان على هجليج وحثت الدولتين على وقف القتال والعودة الى المفاوضات. ويقول جنوب السودان ان هجليج جزء من أراضيه وهو ما ينفيه السودان تماما.
وتأتي الاشتباكات الحدودية في وقت يقاتل فيه السودان متمردين مسلحين في اقليم دارفور في غرب البلاد بالاضافة الى ولايتيه الحدوديتين جنوب كردفان والنيل الازرق.
وتتهم الخرطوم جنوب السودان بدعم المتمردين في تلك المناطق وهو ما تنفيه جوبا.
كما يتعرض البلدان لمشاكل اقتصادية كبيرة بسبب فقد الايرادات النفطية بما في ذلك ارتفاع التضخم وانخفاض قيمة العملة في السوق السوداء.
وكان جنوب السودان اوقف في يناير كانون الثاني الماضي انتاجه النفطي البالغ 350 الف برميل يوميا لعدم الاتفاق على المبالغ التي يجب ان يدفعها مقابل تصدير نفطه عبر خطوط الانابيب والبنية الاساسية السودانية.
وفي جوبا اصطفت السيارات لساعات في محطات الوقود انتظارا للحصول عليه بعد ان نفد نتيجة لشح الدولارات بعد قطع الصادرات النفطية.
وقال صابر حسن احد كبار المفاوضين السودانيين ان المحادثات بشأن المسائل الاقتصادية مستحيلة وسط التوتر الحالي.
وقال ان المناخ الحالي مناخ حرب وان الافضل للجنوب ان يوقف هذه السياسة وان الافضل للجانبين ان يجلسا معا للتفاوض ومحاولة العيش في سلام.
واضاف ان الحرب لا مفر منها اذا استمر الجنوب في سياساته الحالية.