20120417
رويترز
قال رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل يوم الاثنين انه حصل على تأكيدات من الجزائر بأنه لن تسمح لعائلة القذافي بالعمل من ملجئها بالجزائر على تقويض السلطات الليبية الجديدة.
وسمحت الجزائر لزوجة القذافي وابنته واثنين من ابنائه باللجوء الى اراضيها بعد ان أنهت معارضة مسلحة حكم القذافي العام الماضي الامر الذي اثار غضب مقاتلي المعارضة في ليبيا الذين كانوا اتهموا الجزائر بالفعل بالانحياز الى صف القذافي.
لكن عبد الجليل قال في تصريحات أدلى بها بعد أول زيارة للجزائر منذ انتفاضة العام الماضي انه توصل الى تفاهم بشأن هذه المسألة مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.
وقال عبد الجليل للصحفيين بعد محادثات مع بوتفليقة "نحن نقدر الموقف الانساني للجزائر بشأن ايواء الاسر (عائلة القذافي) خاصة النساء والاطفال."
وأضاف "ولكننا على يقين بأن الجزائر لن تحتضن من يشكل خطرا على امن ليبيا وبالتالي انتهينا الى أن كل من يشكل خطرا على ليبيا سواء بالتمويل أو التحريض .. لن يكون له مكان في الاراضي الجزائرية."
ولم يحدد عبد الجليل ما اذا كان التفاهم مع الحكومة الجزائرية يعني تسليم عائلة القذافي في نهاية المطاف لطرابلس ام السماح لها بالبقاء ولكن وفقا لقيود مشددة. ولم يصدر اي تعليق من المسؤولين الجزائريين.
وتقيم صفية زوجة معمر القذافي وابنته عائشة وولداه محمد وهانيبال في مكان لم يكشف عنه بالجزائر.
ووصف المسؤولون الليبيون قرار الجزائر في ذلك الوقت بمنح اللجوء لعائلة القذافي بانه عمل عدائي.
وانتاب طرابلس الغضب مجددا عندما اجرت عائشة القذافي اتصالا هاتفيا مع قناة تلفزيونية من الجزائر ووجهت رسائل دعم للموالين للقذافي داخل ليبيا.
وقال مصدر على اتصال مع بعض افراد من عائلة القذافي في الجزائر لرويترز ان اتصالاتهم مع العالم الخارجي اصبحت خاضعة الان لقيود مشددة.
وأدى الخلاف القائم منذ فترة طويلة بين الجزائر والقيادة الجديدة في ليبيا الى تعطيل التعاون الامني الذي تعتقد الدول الغربية انه حيوي لاعادة الاستقرار الى الطرف الجنوبي المضطرب من الصحراء الكبرى.
والمنطقة ملاذ لمهربي الاسلحة وجناح تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وساهم عدم الاستقرار هناك في اذكاء تمرد انفصالي في شمال مالي.
وستساعد زيارة عبد الجليل في انهاء الخلافات بين البلدين واستئناف التعاون الامني الكامل.
وكان مسؤولون امنيون من ليبيا والجزائر قد اجروا بالفعل محادثات بشأن تبادل معلومات المخابرات وتسيير دوريات مشتركة على الحدود والتدريب.
وفي خطوة اخرى نحو تطبيع العلاقات قال مسؤول بقطاع الطاقة الجزائري لرويترز ان شركة الطاقة الوطنية الحكومية الجزائرية سوناطراك تنوي استئناف انشطتها في ليبيا قريبا.
ومثل معظم شركات الطاقة الاجنبية سحبت سوناطراك موظفيها من ليبيا خلال انتفاضة العام الماضي. وكانت الشركة حصلت خلال حكم القذافي على حق استكشاف النفط والغاز في حوض غدامس القريب من الحدود بين ليبيا والجزائر.