20120418
رويترز
قال السودان يوم الثلاثاء ان تكلفة الدخول في صراع شامل مع جنوب السودان لن تمنعه من استعادة السيطرة على حقل هيجليج النفطي المتنازع عليه وان حقول النفط المستغلة حديثا ستساعد في دعم اقتصاده الذي يواجه صعوبات.
وسيطر جنوب السودان الاسبوع الماضي على منطقة هيجليج النفطية المتنازع عليها مما دفع البرلمان السوداني الى وصف جنوب السودان يوم الاثنين بأنه "عدو" ودعا الى استعادة هيجليج بسرعة.
ويعتقد محللون ان نتيجة تصعيد القتال الحدودي من المرجح ان يحددها اي من الاقتصادين المتعثرين سينهار اولا بدرجة اكبر من البراعة العسكرية.
وقال السفير السوداني لدى كينيا كمال اسماعيل سعيد "على الرغم من التكلفة المرتفعة للحرب وعلى الرغم من الدمار الذي يمكن ان تحدثه ...فان خياراتنا محدودة للغاية. يمكننا تحمل بعض التضحيات حتى نتمكن من تحرير ارضنا."
واردف قائلا للصحفيين في نيروبي "نعم (التكلفة) باهظة بالنسبة لنا لكن ذلك لن يعوقنا ولن يمنعنا من بذل كافة الجهود لتحرير ارضنا.
"خضنا حربا بدون نفط لعدة سنوات وبقينا قادرين على تسيير امورنا... في واقع الامر ...الانباء الجيدة هي اننا طورنا مصادر اخرى وحقولا نفطية وهو ما سيعوض خسائرنا فعليا."
وتسبب القتال بشأن المدفوعات على عبور النفط والاراضي في تراجع انتاج الخام في كلا البلدين.
وحقل هيجليج النفطي حيوي لاقتصاد السودان لانه ينتج نصف انتاجه النفطي البالغ 115 الف برميل يوميا والذي بقي تحت سيطرته عندما انفصل جنوب السودان في يوليو تموز الماضي.
ومن ناحية اخرى اوقف الجنوب بشكل كامل انتاجه البالغ 350 الف برميل يوميا لانه لا يوافق على رسوم العبور التي يطلبها الشمال.
وتسببت الاشتباكات التي وقعت في الاسبوع الماضي في تبديد الامال بأن يتوصل السودان وجنوب السودان قريبا الى اتفاق بشأن قضايا مثل اعادة ترسيم الحدود بينهما التي تمتد 1800 كيلومتر وتقسيم الديون ووضع المواطنين في اراضي كل من الجانبين.
واصر سعيد على ان بامكان الخرطوم تحمل الصراع الاخير الذي رفع اسعار المواد الغذائية وخفض قيمة العملة بينما يحاول المسؤولون تعويض الخسارة المفاجئة في الايرادات.
وقال ان الانتاج من الحقول الجديدة في غرب كردفان وفي دارفور وفي ولايتي النيل الابيض والنيل الازرق سيعوض معظم الخسائر من هيجليج.
واضاف "اعتدنا انتاج 115 الف برميل يوميا قبل الهجوم وفقدنا نحو 40 الف برميل وسنحصل الان على 30 الف برميل اخرى."
ويصر جنوب السودان على ان هيجليج جزء من الجنوب ويقول انه لن يسحب قواته ما لم تنشر الامم المتحدة قوة محايدة لمراقبة وقف لاطلاق النار. وقال سعيد ان ذلك غير مقبول.
وتابع "امامهم خياران.. اما ان ينسحبوا بسرعة جدا او ينسحبوا. سنحتفظ بحق استخدام جميع الوسائل المتاحة لطردهم من هناك وسنفعل ذلك...سيجري طردهم من هناك سريعا جدا."
في غضون ذلك عبر الامين العام للامم المتحدة بان جي مون عن انزعاجه بشأن تقارير عن حشود ميليشيا في منطقة أبيي الحدودية المتنازع عليها.
ولم يذكر بيان الامم المتحدة تفاصيل عن الحشد الذي أشار اليه حول أبيي ولم يذكر من أين جاءت هذه التقارير لكنه وصفها بأنها تنتهك اتفاقية يونيو حزيران التي ذكر الجانبان فيها أنهما سيسحبان قواتهما من المنطقة.
وقال المتحدث باسم بان في البيان "يشعر الامين العام بالانزعاج بشأن التقارير التي تلقاها في مطلع هذا الاسبوع عن حشد ميليشيات مسلحة في منطقة أبيي."
وأضاف "يدعو الامين العام حكومة السودان الى ضمان الانسحاب الكامل والفوري لتلك العناصر من المنطقة"
وكانت أبيي التي تشتهر بأراضيها الخصبة للرعي وتنتج بعض النفط موقع معركة رئيسية اثناء الحرب الاهلية السودانية ولها أهمية رمزية لكل من الجانبين. ويطالب بها كل من السودان وجنوب السودان.
واستولت الخرطوم على ابيي في مايو ايار من العام الماضي بعد هجوم جنوبي على قافلة للجيش مما أدى الى نزوح عشرات الالاف من المدنيين. وفوض مجلس الامن بنشر قوات حفظ سلام تابعة للامم المتحدة قوامها 3800 فرد في ابيي في يونيو حزيران.
وقتل نحو مليوني شخص في الحرب الاهلية السودانية التي استمرت طوال الوقت باستثناء سنوات قليلة في الفترة بين عامي 1955 و2005 بشان صراعات ايديولوجية وعرقية واخرى تتعلق بالنفط والدين.