الخرطوم: انتقد حزب المؤتمر الوطني السوداني الحاكم الدعوة لحكومة قومية، وأكد أنه لا يريد الانفراد بالسلطة، وأشار إلى وجود صعوبات عملية تُواجه قرارا أمريكيا برفع العقوبات جزئياً، في حين وصفت القوى السياسية القرار بمحاولة ترجيح خيار الانفصال على الوحدة، بينما أعلن المبعوث الأمريكي في جوبا أن "الشريكين" لم يتوصلا إلى حلول حول قضايا نتائج الإحصاء السكاني الخامس وقانون الاستفتاء.
ووفقا لما ورد بجريدة "الخليج" الإماراتية ، انتقد علي عثمان طه نائب رئيس الجمهورية، مخاطبا الجلسة الافتتاحية لمؤتمر القطاع السياسي الدعوة لحكومة قومية، وقال:" إن هذه الشعارات والأفكار لن تسع الجميع".
وأضاف بدل هذه الكلمات الضيِّقة يجب النظر في الحكم الرشيد، وأن الفكرة الأصوب أن نتحدث عن الحكم القومي أو العقد القومي الراشد الذي يفتح الآفاق لجميع شرائح المجتمع، وأكّد أنّ السلام ليس مسؤولية المؤتمر الوطني وحده، بل مسئولية وطنية.
وأكدت الحكومة أنّ صعوبات عملية ستُواجه قرار الخزانة الأمريكية رفع العقوبات جزئياً عن السودان، مشيرة إلى موقفها الثابت لرفع العقوبات عن السودان جملة واحدة، بينما وصفت القوى السياسية القرار الأمريكي بالمعيب، وقالت:" إنه يرمي إلى ترجيح خيار الانفصال على الوحدة وتعميق الفتنة الداخليّة بين أبناء الوطن وترسيخ الجهوية".
من جهته، أكد قطبي المهدي رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني أن مصير العناصر المتطرفة والنخب بالحركة الشعبية التي تتبنى الترويج للانفصال لابتزاز الدولة سيكون إلى هزيمة محققة.
وأكد قبطى المهدى أن المؤتمر سيحشد كل طاقاته وكوادره وقواعده في الجنوب وسيتحالف مع كل الوحدويين الجنوبيين والأحزاب القومية لهزيمة الانفصال والمخططات الأجنبية، وأكد أن المؤتمر الوطني كان يتطلع لشراكة قوية مع الحركة الشعبية لأهمية ذلك بالنسبة للاستقرار السياسي والأمن الوطني، وحذر من أن معارك الانتخابات و الاستفتاء إذا لم يتم التعامل معها بين الشريكين بروح أخوية ومسؤولية وطنية ستكون ساحات صراع.
وكان الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي حسن الترابي طالب شريكي نيفاشا بإقامة علاقة سلمية بين دولتي الشمال والجنوب إذا ما قرر جنوب السودان الانفصال .
وأوضح الترابي لدى وصوله جوبا أن زيارته تهدف للتشاور مع قيادات الحركة على تجاوز الخلافات حول نتائج التعداد السكاني ووضع الترتيبات لضمان قيام انتخابات نزيهة .
في السياق ذاته، قال مبارك الفاضل رئيس حزب الأمة ـ الإصلاح والتجديد:" إن شكوى المؤتمر الوطني إلى المبعوث الأمريكي من تأثير مؤتمر جوبا في الحكومة واتفاق السلام، دفعت بتحركات دولية أدت لتعطيل ملتقى جوبا في موعده المعلن".
كما أتهم أحزابا في تحالف المعارضة بأنه لديها "خطوطا" مع المؤتمر الوطني، وساهمت في التشكيك في أجندة وأهداف الملتقى، لكنه أكد أن الملتقى سيعقد في موعده الجديد في 26 سبتمبر، معتبرا فشل محادثات الشريكين التي رعاها المبعوث الأمريكي سكوت جريشن، سيعزز من جهود الملتقى لأجل التوصل إلى حل للأزمة السياسية في البلاد.