20120423
القدس العربي
طالب مجلس الشعب المصري الذي يهيمن عليه الإسلاميون مفتي البلاد على جمعة الأحد بتقديم استقالته بعد الزيارة التي قام بها للقدس الأسبوع الماضي وأثارت الكثير من الجدل.
ورغم قول المفتي إن الزيارة شخصية وتمت تحت إشراف السلطات الأردنية الا انها أثارت غضب معارضين للتطبيع مع إسرائيل.
وتلا رئيس مجلس الشعب محمد سعد الكتاتني توصية تضمنها بيان أصدرته لجنة الشؤون الدينية والاجتماعية والأوقاف بالمجلس تطالب المفتي بالاعتذار وتقديم استقالته. وحصلت التوصية على موافقة الاغلبية في مجلس الشعب.
وكانت توصية اللجنة ترى "ضرورة أن يعلن الشيخ على جمعة توبة إلى الله واعتذارا للشعوب العربية والإسلامية وأن يقدم استقالته". لكن الكتاتني طلب حذف ما يخص "التوبة" ووافق المجلس على ذلك.
وبعد مرور 33 عاما على توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية لا يزال معظم المصريين يتجنبون التعامل مع اسرائيل التي احتلت القدس الشرقية في حرب عام 1967 ثم ضمتها في خطوة لم تلق اعترافا دوليا.
وتقول أغلبية المصريين إن تعاملهم بشكل طبيعي مع إسرائيل مرهون بموافقتها على قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة عاصمتها القدس الشرقية التي زارها جمعة وأم المصلين في المسجد الأقصى بها.
وفي مناقشات سبقت إصدار توصية لجنة الشؤون الدينية والاجتماعية والأوقاف قال زعيم كتلة حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في المجلس حسين إبراهيم "الدكتور على جمعة أدان نفسه بنفسه لما تنصل وقال إن الزيارة شخصية".
وأضاف "الشيخ علي جمعة لا يحترم عقولنا... ألم ير المقدسيين وهم يطردون خارج القدس... ألم ير من يمنعون من الصلاة في المسجد الأقصى؟".
وكان جمعة قال في حسابه على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي إنه دخل القدس من الضفة الغربية عن طريق الأردن وليس من الجانب الإسرائيلي.
وقال "الزيارة تمت تحت الإشراف الكامل للسلطات الأردنية وبدون الحصول على أي تأشيرات (إسرائيلية) باعتبار أن الأردن هو المشرف على المزارات المقدسة للقدس الشريف".
وقال عضو المجلس ممدوح إسماعيل وهو سلفي ان الزيارة "خنجر مسموم طعنت به القضية (الفلسطينية)".
وقال رئيس كتلة حزب الوفد الليبرالي محمود السقا بالمجلس "لو كان صادقا في زيارته لرجع والقدس في يمينه." وأضاف "حسابه كبير عند الله وعند الشعب لأنه أخطأ خطأ كبيرا."
وقالت النائبة مارجريت عازر إن الزيارة لن يكون لها أثر سلبي على قرار المسيحيين المصريين بتجنب زيارة القدس "إلا بعد تحريرها". وترهن الكنيسة القبطية في مصر منذ عقود زيارة القدس بزوال الاحتلال.
لكن بعض نواب مجلس الشعب قالوا إن زيارة المفتي لا تعتبر تطبيعا مع إسرائيل لأنه لم يجتمع مع أي مسؤول إسرائيلي.
وقال النائب عاطف المغاوري "زيارة السجين لا تعتبر تطبيعا مع السجان... فضيلة المفتي لم يلتق مع أي من قيادات الكيان الصهيوني".
وأضاف أن فلسطينيين يرون في قيام عرب ومسلمين بزيارة القدس دعما لهم. لكن نوابا آخرين قالوا إن السماح بذلك يمكن أن يفتح الباب لزيارات ليس الهدف منها دعم الفلسطينيين.
وقال البدري فرغلي رئيس كتلة حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي اليساري في المجلس "الزيارة إهانة لمليار و250 مليون مسلم... قاطعوا هذا المفتي".
وجاء في بيان لجنة الشؤون الدينية والاجتماعية والأوقاف "فجعت اللجنة بنبأ هذه الزيارة الآثمة... خاصة أن من قام بها رمز من رموز الأزهر الشريف".
وأضاف البيان مشيرا للقدس انه "يتحكم هذا العدو الغاشم (إسرائيل) في مداخلها ومخارجها ومساجدها وكنائسها... دخوله (المفتي) يكرس للاحتلال ويضفي عليه شرعية... كما أنه يمثل تطبيعا مع الكيان الصهيوني مرفوض شعبيا بشكل قاطع".
وقال جمعة على تويتر إن الزيارة كانت "نصرة وتضامنا مع قضية القدس الشريف".
ويعتبر بعض الإسلاميين جمعة من رموز عهد الرئيس السابق حسني مبارك الذي عينه في المنصب.
وفي السياق، تظاهر العشرات من الناشطين المصريين بعد ظهر الأحد، أمام دار الإفتاء بالقاهرة مطالبين بإقالة مفتي الديار المصرية علي جمعة لقيامه بزيارة القدس المحتلة.
وردَّد المتظاهرون، الذين ينتمون للتيارات الإسلامية والقومية، هتافات ضد جمعة متهمين إياه بخيانة القضية الفلسطينية "ودماء الشهداء التي ذهبت في سبيل تحرير المسجد الأقصى من الاحتلال الإسرائيلي".
وطالب المتظاهرون، في بيان وزِّع خلال التظاهرة تلقت يونايتد برس انترناشونال نسخة منه، المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإقالة جمعة "لخرقه إجماع الأمة الإسلامية بعدم زيارة القدس والمسجد الأقصى تحت الاحتلال الإسرائيلي".
كما رأى المتظاهرون أن جمعة، "قام بزيارته إلى القدس بمخالفة الإجماع الوطني المستقر برفض زيارة الأراضي الفلسطينية إلا بعد تحريرها من الاحتلال"، مشيرين إلى رفض الكنيسة الأرثوذكسية المصرية قيام المسيحيين بزيارة المقدسات في الأراضي المحتلة.
ومن جانبه قال وزير الاوقاف الفلسطيني محمود الهباش الأحد إن الايام القادمة ستشهد زيارة وفود اسلامية إلى المسجد الاقصى.
واضاف لرويترز "خلال ايام قليلة سيكون لدينا ليس شخصا واحدا وانما وفود وانا صباح هذا اليوم تلقيت تأكيدا من احد ابرز الشخصيات الدينية في العالم الاسلامي برغبته الاكيدة ان ياتي الى القدس على رأس وفد اسلامي لتاكيد مشروعية الزيارة ومشروعية الحضور الى فلسطين."
ووصف الهباش الانتقادات التي تعرض لها علي جمعة بعد اول زيارة له للمسجد الاقصى بانها "زوبعة وانتقادات ليس لها اي مبرر لا ديني ولا سياسي".