20120423
رويترز
قال وزير الدولة السوداني لشؤون النفط اسحق ادم جماع يوم الاحد ان استيلاء جنوب السودان على حقل نفط سوداني قضى تقريبا على الأمل في ان تتمكن الدولتان من تسوية نزاعاتهما قريبا وان الخرطوم قد تطالب بتعويض قبل العودة الى المحادثات.
وسيطرت دولة جنوب السودان على منطقة هجليج النفطية في وقت سابق هذا الشهر الأمر الذي زاد مخاوف اندلاع حرب شاملة مع السودان لكنها أعلنت يوم الجمعة انها بدأت الانسحاب في أعقاب انتقادات حادة من الامين العام للامم المتحدة بان جي مون.
وتصاعدت حدة التوتر منذ ان أعلن جنوب السودان استقلاله عن السودان في يوليو تموز بموجب تسوية سلمية انهت الحرب الاهلية السودانية.
وأدى القتال المتقطع على مدى شهور بين الجانبين الى تعطيل المحادثات المتعلقة بترسيم الحدود المشتركة والمدفوعات النفطية وقضايا أخرى.
وقال جماع في مقابلة مع رويترز ان القتال الاخير في هجليج التي تنتج نحو نصف انتاج السودان البالغ 115 الف برميل من النفط يوميا قلل احتمال توصل الجانبين قريبا الى اتفاق.
وأضاف انه يعتقد ان فرص التوصل الى اتفاق باتت بعيدة للغاية وأن السودان سيضع شروطا لن يعود الى المفاوضات دون تحقيقها.
ومضى يقول ان السودان خسر نحو 40 الف برميل يوميا من انتاجه بسبب القتال لكنه أضاف ان السودان لديه احتياطيات تكفيه قرابة ستة أشهر قبل ان يشعر بتأثير النقص في مصافيه.
وقال جماع ان المسؤولين يُقَيمون ايضا الاضرار التي لحقت بعدة منشات نفطية في هجليج من بينها منشأة المعالجة المركزية التي تخدم ايضا حقلين للنفط في جنوب السودان ومحطة كهرباء.
وتابع ان الشروط الخاصة باستئناف المحادثات ستشمل على الاقل التعويض عن تلك الاضرار وخسائر اخرى رغم ان ذلك من شأن المفاوضين.
وأضاف ان السودان سيطلب تعويضات عن الخسائر والتكاليف التي تكبدها خلال "غزو هجليج" وقد ينبغي اضافة بنود سياسية اخرى الى شروط عودة السودان الى المفاوضات.
واستحوذ جنوب السودان عند الانفصال على ثلاثة أرباع انتاج البلاد السابق من النفط وهو المصدر الاساسي للعملة الاجنبية والايرادات الحكومية لدى الجانبين.
لكن جوبا أوقفت في يناير كانون الثاني انتاجها البالغ 350 الف برميل يوميا تقريبا بعد خلاف مع الخرطوم حول المبلغ الذي يتعين عليها ان تدفعه لتصدير النفط عبر خطوط أنابيب ومنشآت أخرى في السودان.
وتصاعدت حدة التوتر باطراد منذ ذلك الحين مع معاناة الجانبين من ارتفاع أسعار السلع الغذائية وانخفاض قيمة عملتيهما في السوق السوداء.
وقال جماع في تكرار لتصريحات مسؤولين آخرين ان السودان سيعوض ما فقده من إيرادات النفط بعد انفصال الجنوب عن طريق زيادة صادراته من المنتجات الزراعية والذهب.
وقال ان الحكومة تمضي قدما كذلك في برنامج لزيادة انتاج السودان النفطي باضافة حقول جديدة في مناطق التنقيب وتحسين معدلات الاستخراج.
وقال جماع ان السودان لديه احتياطيات كافية لتعويض فقدان انتاج حقل هجليج لحين استئناف الانتاج هناك الذي قال انه سيتم قريبا جدا رغم لكنه احجم عن تحديد موعد لذلك.
وقال ان هناك نوعين من الاحتياطيات هما الاحتياطي الموجود بالفعل في المصافي والاحتياطي الموجود في خطوط الانابيب الذي يمكن ايضا استخدامه في واقع الأمر.
وقال ان السودان يستطيع الاستمرار في تشغيل مصافيه ستة أشهر دون اي نقص في النفط الخام قبل ان يحس بغياب نفط هجليج.
وقال جنوب السودان ان سيطرته على هجليج التي يسميها كثير من الجنوبيين بانتو جاءت بهدف الدفاع عن النفس بعد ان شن السودان هجوما بريا منها.
لكن جوبا التي تعرضت لضغوط دولية قالت يوم الجمعة انها بدأت الانسحاب من المنطقة لتوفير اجواء مواتية لاجراء محادثات. وقال الجيش السوداني في وقت لاحق انه "حرر" المنطقة.
وقالت جماعة للمراقبة عن طريق الاقمار الصناعية يوم الاحد ان بعض الصور تظهر ان القتال دمر فيما يبدو جزءا من منشات هجليج.
وقالت الجماعة ان الصور التقطت يوم 15 ابريل نيسان لكنها لا توضح الموعد الذي دمرت فيه المعدات والجانب الذي دمرها.