20120423
رويترز
اتهم جنوب السودان القوات السودانية يوم الاحد بشن هجمات جوية جديدة عليه لكن الخرطوم نفت ذلك قائلة انها صدت هجوما كبيرا للمتمردين على بلدة استراتيجية في ولاية جنوب كردفان.
وتأتي الحرب الكلامية بعد أسابيع من الاشتباكات على الحدود بين البلدين مما دفعهما الى شفا حرب شاملة.
وقال ماك بول نائب مدير المخابرات العسكرية في جنوب السودان ان الخرطوم شنت غارات جوية بعد ان غادرت القوات الجنوبية حقل هجليج النفطي المتنازع عليه.
وأضاف ان قوات برية وطائرات حربية سودانية هاجمت مواقع يحرسها الجيش الشعبي لتحرير السودان وهو جيش جنوب السودان في تشوين على الجانب الجنوبي من الحدود.
وقال للصحفيين في بلدة بنتيو الحدودية "في وقت لاحق شهدنا موجات عديدة من الهجمات التي تشنها القوات المسلحة السودانية في عمق جنوب السودان."
ومضى قائلا "انه استفزاز نظرا لوقوع هجمات برية وجوية في تشوين (وهجمات جوية في) باناكواش والوحدة اليوم وفي الوقت الذي أتحدث فيه ما زالت طائرات انتونوف تحلق في الجو."
ومضى قائلا ان أربعة جنود من الجيش الشعبي لتحرير السودان لاقوا حتفهم وأصيب 11 بجروح في حين قتل عدد غير معروف من الجنود السودانيين.
الا أن المتحدث باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد نفى شن أي غارات جوية يوم الاحد.
وعلى خلاف ذلك قال ان الجيش السوداني صد هجوما كبيرا للمتمردين على بلدة تلودي الاستراتيجية في ولاية جنوب كردفان على الجانب السوداني من الحدود.
وأضاف أن العشرات من المتمردين قتلوا وأن الجيش يطارد بقية قوات المتمردين.
ولم يرد تعليق فوري من الحركة الشعبية لتحرير السودان-قطاع الشمال المتمردة التي تقاتل الجيش السوداني في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق منذ العام الماضي.
وتتهم الخرطوم الجنوب بدعم المتمردين في الولايتين الحدوديتين وهو زعم تنفيه جوبا.
وتزايد التوتر بين السودان وجنوب السودان بعد انفصال الاخير وحصوله على الاستقلال في يوليو تموز مستحوذا على معظم الاحتياطيات النفطية المعروفة للبلاد.
وقال الجيش الشعبي لتحرير السودان ان قواته أتمت الانسحاب من حقل هجليج النفطي المتنازع عليه استجابة لمطالب مجلس الامن التابع للامم المتحدة. وكان جنوب السودان قد سيطر على هجليج في وقت سابق من هذا الشهر.
وعرض مسؤولون بجنوب السودان يوم الاحد على الصحفيين حقلا نفطيا قالوا انه تعرض لقصف القوات الجوية السودانية الاسبوع الماضي.
وشاهد مراسل لرويترز ثلاث حفر خلفتها القنابل في حقل نفطي تديره شركة النيل الاعظم للبترول لكن دون اضرار بالمنشات النفطية نفسها.
وما زال الخلاف قائما بين البلدين بشأن ترسيم الحدود المشتركة بينهما وأدت نزاعات أخرى الى وقف انتاج النفط الحيوي لاقتصادهما بشكل شبه كامل.
وحصل جنوب السودان على استقلاله بعد استفتاء نصت عليه اتفاقية السلام التي وقعت بين طرفي الحرب الاهلية السودانية عام 2005 التي انهت عقودا من الحرب التي اسفرت عن مقتل نحو مليوني شخص.
وانفجر التوتر الاخير بين السودان وجنوب السودان بسبب النزاع على مقدار ما يجب ان يدفعه الجنوب مقابل مرور نفطه عبر الاراضي السودانية.
وتوقف جنوب السودان الذي ليست له منافذ بحرية عن انتاج النفط الذي يبلغ 350 الف برميل يوميا في يناير كانون الثاني متهما السودان بالاستيلاء على كميات من نفطه الخام. ويمثل النفط نحو 98 في المئة من عائدات جنوب السودان.
ويتعذر الوصول الى المنطقة الحدودية النائية فيما يجعل من الصعب التحقق من صحة البيانات المتضاربة التي تصدر عن البلدين.