20120423
رويترز
قال شهود ان مئات المسلمين اقتحموا كنيسة يستخدمها الجنوبيون في الخرطوم في مطلع الاسبوع مما اثار المخاوف من ان الاشتباكات التي دارت في الاونة الاخيرة بين السودان وجنوب السودان تذكي التوترات العرقية في المدينة.
وقال يوسف مطر السكرتير العام للكنيسة الانجيلية المشيخية بالسودان لرويترز ان المهاجمين نهبوا الابنية وهدموا الجدران واحرقوا نسخا من الانجيل يوم السبت.
وأعلن جنوب السودان الذي يتبع معظم سكانه الديانة المسيحية والمعتقدات الافريقية التقليدية استقلاله عن السودان في يوليو تموز بعد عقود من الحرب الاهلية مع الشمال ذي الاغلبية المسلمة.
لكن مئات الالاف من الجنوبيين واشخاصا من مناطق قريبة من الحدود المشتركة ما زالوا في الخرطوم ويواجه الكثير منهم مأزقا قانونيا.
وجاء الهجوم على الكنيسة بعد يوم من انسحاب جيش جنوب السودان من منطقة هجليج النفطية التي استولى عليها من السودان في اسوأ اعمال عنف بين البلدين منذ الانفصال.
وأعلن السودان سريعا انتصاره على عدوه السابق في الحرب الاهلية مما ادى الى اقامة احتفالات على نطاق واسع في الخرطوم.
وقال مطر ان واعظا مسلما اشتهر بخطبه النارية استغل الاجواء الحماسية وطالب "بالجهاد" ضد المسيحيين خلال صلاة العشاء يوم الجمعة مما دفع المئات الى مهاجمة مبنى الكنيسة في اليوم التالي.
وقال مطر "لم يصدق احد ذلك. لم يحدث شئ كهذا من قبل قط."
وفي حين اشتهر السودان بصراعاته الطويلة والمريرة التي تغذيها عداوات دينية وعرقية فان العنف الطائفي امر نادر الحدوث نسبيا في العاصمة. لكن المجتمعات الطائفية تعيش منفصلة عن بعضها البعض بوجه عام وغالبا ما تكون حالة انعدام الثقة قوية بين الجانبين.
وقال مطر ان الكنيسة التي استهدفها الهجوم يتردد عليها اثيوبيون واريتريون وهنود بالاضافة الى مسيحيين من السودان وجنوب السودان.
وقال شاهد من رويترز يوم الاحد انه رأى دخانا يرتفع من بعض الاشجار في مجمع الكنيسة وان عربات امن كانت متوقفة على مقربة. وتعرض أحد الجدران لدمار جزئي.
وقال مطر ان ثلاثة اشخاص كانوا يحاولون الدفاع عن المنطقة لحقت بهم اصابات طفيفة وأضاف انه اجرى اتصالا بالسلطات للدفاع عن الكنيسة.
وقال "نحن مواطنون ونحن سودانيون ولسنا اجانب..يجب ان يوفروا لنا الحماية ."