افريقيا الشمالية

20120430
رويترز
بدأت مشاكل سلطان كواجي عندما اختفى بلده من تحت قدميه.ولد كواجي في الجزء الجنوبي من السودان لكنه عاش في الشمال لاكثر من ثلاثة عقود. وعندما انفصل جنوب السودان ليصبح دولة مستقلة في يوليو تموز بقي كواجي على الجانب الشمالي من الحدود أجنبيا.


وقال ان الحكومة السودانية فصلته من وظيفته الحكومية.

وفقد عشرات الالاف من السودانيين الجنوبيين وظائفهم في الشمال بعد الانفصال. وفي الشمال حاليا نحو نصف مليون جنوبي تعتبر اقامتهم غير شرعية لعدم حصولهم على اوراق اقامة رسمية.

وقال كواجي الذي يعيش في مخيم واد البشير وهو احد المناطق الفقيرة العديدة التي تطوق العاصمة السودانية الخرطوم "لا اريد الا الرحيل... ما زلت مستحقا لكل حقوق الفصل من العمل لكنني لا اريد الا الرحيل الان. الحياة بائسة. لا وظائف لنا ولا طعام ولا رعاية طبية."

ومع القتال بين السودان وجنوب السودان على الحدود على مدى الاسابيع الثلاثة الماضية والذي هدد بالتصاعد الى حرب شاملة تركز اغلب الاهتمام على نزاعات البلدين غير المحسومة بشأن تقاسم عائدات النفط.

لكن الازمة سلطت الضوء ايضا على مشكلة مئات الالاف من الاشخاص الذي وجدوا انفسهم على الجانب الخطأ من الحدود وقت الانفصال واصبحوا يعاملون الان معاملة الاجانب.

ويواجه الاف السودانيين في جوبا عاصمة جنوب السودان حكومة جديدة اعلنت أنهم اجانب ايضا على الرغم من انها لم تفرض بعد اي قواعد جديدة بخصوص اوراق الاقامة.

وتوقفت خطط لعقد اتفاقيتين تمنحان مواطني كل دولة حق الاقامة في الثانية وحرية التنقل عندما الغت الخرطوم قمة بين البلدين احتجاجا على الاشتباكات الحدودية.

وأمهلت الحكومة السودانية في البداية الجنوبيين حتى الثامن من ابريل نيسان للحصول على الاقامة القانونية او المغادرة. لكن جنوب السودان يجد صعوبة في اقامة سفارة عاملة في الخرطوم تستطيع اصدار جوازات السفر او بطاقات تحقيق الشخصية للجنوبيين في السودان.

وقال موسى ماجوك وهو سوداني جنوبي اخر يعيش في المخيم "ما زلت في انتظار تصريح السفر الخاص بي من السفارة."

وقال والاخرون يومئون برؤوسهم تصديقا لكلامه "ذهبت الى هناك للتسجيل لكنني لم احصل على الاوراق بعد". وقال في اشارة الى الحكومة السودانية "انهم لا يهتمون لامرنا."

وعاد نحو 400 الف جنوبي - كانوا قد وفدوا على الشمال قبل الانفصال هربا من الفقر والحرب - الى ديارهم منذ اكتوبر تشرين الاول 2010. وما زال كثيرون في مخيم واد البشير - حيث يعيش الالاف في مساكن بدائية مبنية من الخشب والطوب اللبن او الصفيح - يستعدون لقطع الرحلة الطويلة الى الجنوب.

وجمعت حقائب واسرة ومقاعد وغيرها من قطع الاثاث في كومة كبيرة قرب مسجد اخضر في ساحة ضخمة الاسبوع الماضي تمهيدا لتحميلها على الشاحنات.

كما تزيد المخاوف من التوتر الديني من تعقيد الموقف.

ويدين معظم السودانيين الجنوبيين بالمسيحية او بديانات تقليدية بينما يدين معظم سكان السودان بالاسلام. واقتحم مئات من المسلمين الاسبوع الماضي كنيسة يستخدمها السودانيون الجنوبيون ونهبوا بناياتها واحرقوا نسخا من الانجيل.

وتقول المنظمة الدولية للهجرة التي تساعد الجنوبيين على العودة الى بلادهم انه حتى عندما يحصل الجنوبيون على اوراق السفر المطلوبة لا يستطيعون التحرك لان القتال قطع معظم الطرق قرب الحدود.

كما ان الطريق النهري المتجه جنوبا عبر النيل مغلق ايضا. وقطع السودان الممر النهري في مارس اذار متهما جوبا باستخدام القوارب لتهريب السلاح للمتمردين في الشمال.

كما علقت الحكومتان الرحلات الجوية المباشرة بينهما. وتتكلف تذاكر الطيران عبر كينيا واثيوبيا ما يصل الى اربعة اضعاف ما كانت تتقاضاه شركات الطيران السودانية العام الماضي.

وفي علامة على ان الخرطوم تتجه الى الخشونة في التعامل قالت وكالة السودان للانباء مساء يوم الاحد ان السلطات أمرت 12 الف جنوبي ينتظرون عبارات منذ اشهر في ميناء كوستي بمغادرة المنطقة خلال اسبوع.

ونقلت الوكالة عن والي النيل الابيض وهي الولاية التي يقع فيها ميناء كوستي ان الخامس من مايو ايار هو اليوم الاخير لبقاء الجنوبيين في الميناء وان السلطات اتخذت اجراءات لترحيلهم الى مكان اخر.

وقال الوالي ان الجنوبيين في المنطقة يمثلون تهديدا امنيا وبيئيا.

وفي سوق مزدحم في جوبا الاسبوع الماضي تبادل التجار السودانيون الحكايات امام اكشاك تبيع الهواتف المحمولة والخضروات المجففة.

وحتى الان يقول الشماليون الذين يعيشون في الجنوب انهم لم يواجهوا نفس المستوى من العنصرية الرسمية أو الاجتماعية كما يعاني الجنوبيون في الخرطوم. ويريد كثيرون من الشماليين البقاء في جوبا.

لكن وسط زحام السوق كان هناك تيار خفي من القلق والترقب.

وقال زولفيد (23 عاما) وهو يجلس وراء زجاج يبيع هواتف محمولة صينية الصنع "نحن خائفون من انهم يوما ما من هذه الايام سيسألوننا عن اوراق الهوية."

وتلقى زولفيد تعليمه في مدرسة بالخرطوم لكنه وجد صعوبة في اقامة عمل له في العاصمة وقال "الحكومة تصادر بضائعك وهناك رشاوى."

ويقوم زولفيد بأعماله بشكل اسهل في جوبا.

ولكن سعيد زكريا (25 عاما) الذي يبيع كماليات الهواتف المحمولة في جوبا لديه معلومة عن التحديات القانونية التي تكمن في المستقبل في حالة فشل الرئيس السوداني عمر حسن البشير والسوداني الجنوبي سلفا كير في التوصل الى حل بشأن مسألة الجنسية والمواطنة.

وقال زكريا "حاولت حجز تذكرة للطيران الى ملكال (مدينة اخرى في جنوب السودان) لكن اوراقي لم تقبل". وتراجع زكريا عن الفكرة وبقي في جوبا.

واكد جميع التجار الذين تحدثت اليهم رويترز انهم لم يواجهوا معاملة سيئة او سوء نوايا من السودانيين الجنوبيين.

وقال محمد سليمان الذي جاء الى جوبا في عام 2009 عندما فشل في العثور على وظيفة في بلدته في ولاية سنار "لا نخشى ان نجبر على العودة الى الشمال. هناك خلافات سياسية لا على الارض. لم يسبق ان يسألني ولو شخص واحد عن بلدي الاصلي."

ووافقه يابر (54 عاما) الذي يعيش في جوبا منذ عام 1979.

وقال "نحن سعداء جدا. نحن نفس الشعب ونفس العائلة". وقال ان ولده ضياء الدين الذي ولد في الجنوب وعائلته لا تنوي الرحيل.

وقال يابر الذي وقف يدخن امام كشك يبيع النعال المطاطية بعد ان رفض الادلاء ببقية اسمه انه لا يخشى المستقبل في جوبا.

واضاف "جميعنا نتشارك الحياة نفسها وهناك احترام."


الخبر السابق - الخبر التالي تحضير للطباعة أرسل هذا الخبر إنشاء ملفpdf من الخبر
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع

أخبار أخرى

  • 2021/12/20 10:46:03 وفد مساعدي أعضاء الكونجرس الأمريكي يشيد باجراءات الإصلاح الاقتصادي في مصر
  • 2021/12/12 6:43:20 وفد من جنوب السودان يصل إلى الخرطوم لبحث تنفيذ اتفاق البرهان وحمدوك
  • 2021/12/7 6:45:24 اليوم.. مصر تحتضن مؤتمرًا دوليًا لمواجهة التغيرات المناخية
  • 2021/12/1 10:56:01 بعد قليل.. فتح الطيران المباشر بين مصر والسعودية
  • 2021/11/30 10:50:04 برلمانية: معرض إيديكس 2021 رسالة ردع لكل من يحاول تهديد أمن مصر
  • 2021/11/30 10:47:31 عضو «السيادة السوداني» يبحث سبل حل قضية شرق السودان
  • 2021/7/18 5:24:27 «تطورات خطيرة».. السودان يكشف انخفاض مياه الأزرق لـ 50% بسبب سد النهضة
  • 2021/7/18 5:14:46 مصر سترصد الفضاء بثاني أكبر تلسكوب في العالم
  • 2021/2/13 11:24:06 إثيوبيا تمارس "الاستيطان الإسرائيلي" وينقصها الشجاعة لإعلان الحرب
  • 2021/2/13 11:20:57 مصر تنتظر توضيح مواقف إدارة بايدن من قضايا الإقليم
  • 2021/1/13 8:18:25 تصفية أشهر وأعرق شركة تأسست في عهد جمال عبد الناصر
  • 2020/12/29 4:53:31 الجيش المصري يستعد في شمال سيناء
  • 2020/12/28 9:06:31 على أعتاب الاكتفاء الذاتي في سلعة استراتيجية
  • 2020/12/27 7:21:04 السيسي: اتفاق سد النهضة يجب أن يكون ملزما ويحفظ حقوق مصر
  • 2020/12/13 8:50:00 يغلق معبر أرقين الحدودي مع مصر
  • 2020/12/12 11:18:08 715 مليون يورو تمويلات فرنسية إلى مصر.. وهذه تفاصيلها
  • 2020/12/6 6:31:09 البعثة الأممية في ليبيا تعلن نتائج التصويت على مقترحات آلية اختيار السلطة التنفيذية الموحدة
  • 2020/12/6 6:20:50 إقالات ودعوة لـ"يوم غضب" إثر مقتل طبيب بسقوط مصعد معطل
  • 2020/11/30 5:28:26 البرلمان الليبي يدعو لعقد جلسة خاصة
  • 2020/11/30 5:26:54 تسجيل 66 وفاة و1271 إصابة جديدة بفيروس كورونا
  • 2020/11/28 8:12:19 السودان تشيع جثمان زعيم حزب الأمة الصادق المهدي في جنازة مهيبة
  • 2020/11/25 10:58:44 السيسي: لقاح فيروس كورونا سيكون متوفرا في مصر منتصف العام المقبل
  • 2020/11/23 10:05:05 ماذا يعني انسحاب السودان من مفاوضات سد النهضة؟ خبراء يجيبون
  • 2020/11/18 10:11:06 رئيس وزراء السودان يؤكد الاستعداد للتعاون مع بعثة "يونتامس"
  • 2020/11/17 11:29:29 تبادل إطلاق نيران في ظل وضع ملتبس بالصحراء الغربية وتصعيد بين الجيش المغربي والبوليساري
  • 2020/11/17 11:26:22 صراع الحرب الأهلية يشتد.. محاولات وساطة لوأد النزاع في تيغراي
  • 2020/11/17 11:03:11 بريطانيا تسعى لسحب لقب أكبر مستثمر أجنبى فى مصر من الاتحاد الأوروبى
  • 2020/11/14 10:58:35 مباحثات سودانية - أمريكية في الخرطوم
  • 2020/11/11 7:57:26 إثيوبيون بينهم عسكريون يفرون من القتال في تيغراي إلى السودان
  • 2020/11/11 7:55:21 مجلس الأعمال المصرى اليونانى: استثمارات يونانية فى مصر تخطت المليار يورو