20120501
رويترز
دخلت مصر يوم الاثنين المرحلة الاخيرة من أول انتخابات رئاسية ديمقراطية انحسر السباق فيها على ما يبدو على الامين العام السابق لجامعة الدول العربية وطبيب إسلامي ذي شخصية جذابة سجن لسنوات في عهد الرئيس السابق حسني مبارك.
واظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة الاهرام التي تديرها الدولة يوم الاثنين ان الدبلوماسي المخضرم عمرو موسى يأتي في المقدمة يليه عبد المنعم ابو الفتوح الذي برز في الايام الاخيرة على انه المرشح الاسلامي الرئيسي بعدما ضمن دعم الحركة السلفية.
وكلاهما متقدمان على الاحد عشر مرشحا الاخرين بفارق كبير ويبدو انهما سيكونان طرفي جولة الاعادة على الارجح. وسيعطي هذا المصريين اختيارا شديد التباين بشأن مستقبل البلاد.
وعمل موسى (75 عاما) وزير خارجية لمبارك قبل أن يتولى قيادة الجامعة العربية ويتعين عليه أن يفوز بأصوات الناخبين المتشككين في النخبة القديمة.
وبرز أبو الفتوح (60 عاما) في السبعينات كناشط طلابي يعارض حكومة البلاد وسجن في التسعينات عندما كان عضوا في جماعة الاخوان المسلمين التي انفصل عنها العام الماضي.
وينبغي له ان يحتفظ بدعم الاسلاميين وان يطمئن في الوقت نفسه العلمانيين بأنه لن يفرض تحولا جذريا على المجتمع.
ويوم الاثنين هو البداية الرسمية للحملات الانتخابية غير ان المرشحين يحاولون كسب اصوات الناخبين منذ شهور. وستجرى الجولة الاولى يومي 23 و 24 مايو ايار تليها جولة ثانية متوقعة في يونيو حزيران.
ورغم انهما فرسا السباق فيما يبدو لا يزال من غير المؤكد وصول موسى وابو الفتوح الى الجولة الثانية لعدم حسم كثير من الناخبين لقرارهم ولان استطلاعات الرأي ليس لها سجل سابق من الدقة. ولجماعة الاخوان المسلمين مرشح ينافس ابو الفتوح على اصوات الاسلاميين ولا يمكن استبعاده تماما.
وقال عصام العريان القيادي في الجماعة للصحفيين انه لا يمكن لاحد الحديث عن التوقعات لانه لا توجد في مصر استطلاعات رأي مبنية على أسس علمية وان جميع الاستطلاعات لا تعدو كونها مجرد انطباعات.
وقد تكون الانتخابات احدى اهم نقاط التحول في انتفاضات الربيع العربي التي اجتاحت المنطقة منذ العام الماضي واسقطت زعماء تونس وليبيا واليمن بالاضافة الى مبارك.
والثورة المصرية مشروع لم يكتمل. فمنذ اطاحت الاحتجاجات الشعبية بمبارك يواجه المجلس العسكري صعوبة في الحكم وتخللت فترة ادارته للبلاد نوبات من العنف وخلافات سياسية وتراجع اقتصادي كبير.
وفي الايام الماضية اثرت احتجاجات على العلاقات مع السعودية التي كانت في وقت من الاوقات حليفا مقربا. ويراقب الغرب عن كثب السباق في اول دولة عربية تبرم معاهدة سلام مع اسرائيل.
وبشكل عام تصدر موسى استطلاعات الرأي حتى الآن مستفيدا من معرفة المواطنين باسمه اكثر من الاخرين. وقد يجعل تزايد جاذبية ابو الفتوح السباق أشد احتداما. غير ان البعض ربما يتخذ قراره بناء على المناظرات التلفزيونية التي لم يسبق لها مثيل بين المرشحين ومن المقرر ان تجرى اولاها يوم الخميس.
والاسلاميون في صعود منذ سقوط مبارك حيث فازت جماعة الاخوان المسلمين التي كانت محظورة في عهده بالانتخابات البرلمانية التي اجريت قبل اربعة اشهر وحل السلفيون في المرتبة الثانية.
وانفصل ابو الفتوح عن جماعة الاخوان المسلمين العام الماضي عندما قالت في بادئ الامر انها لن تدفع بمرشح رئاسي.
وعزز موقعه باعتباره المرشح الاسلامي الرئيسي في السباق بحصوله على دعم السلفيين لكنه يصور نفسه على انه معتدل وحريص على طمأنة العلمانيين والمسيحيين المصريين بأنهم ليس لديهم ما يخشونه بشأنه. ولعب على قضايا الاقتصاد والعدالة الاجتماعية وتعهد بزيادة الانفاق على الصحة والتعليم.
وقال في مقابلة تلفزيونية يوم 23 ابريل نيسان انه يعول على السواد الاعظم من المصريين الذين قال انه يسعى للفوز بأصواتهم منذ بداية حملته والذين قال انهم اكثر من 90 في المئة من المصريين وانهم يفهمون الشريعة بشكل صحيح. ويقول ان في رعاية مصالح الناس وخدمتهم تطبيق لشرع الله.
واختلف ابو الفتوح مع قيادة الاخوان منذ فترة طويلة بالدفاع عن نهج اكثر انفتاحا على المصريين من مختلف الخلفيات الاجتماعية والسياسية والدينية. واقرت شخصيات سلفية بارزة بوجود اختلافات ايدولوجية معه لكنهم انجذبوا لشخصية مؤثرة اعطاها انشقاقها عن جماعة الاخوان المسلمين مصداقية كصوت مستقل.
واحتشد خلفه أيضا بعض الليبراليين واخرين أكثر ميلا الى الفكر العلماني. وعلى عكس موسى لا يوجد لابو الفتوح اي صلة بحقبة مبارك. لكن كثيرا من المصريين لا يزالون يشكون في انه لا يزال يرتبط بصلات بالاخوان المسلمين قد تظهر بعد فوزه بالرئاسة.
وعدلت الجماعة عن قرارها بعدم الدفع بمرشح لكن خيارها الاول منع من الترشح. ولا يتمتع مرشحها البديل وهو محمد مرسي بشهرة كبيرة حتى الآن ويأتي متأخرا في استطلاعات الرأي لكنه مع ذلك سيحظى بدعم قاعدة جماعة الاخوان المسلمين التي لا نظير لها.
وقال محمود غزلان المسؤول الكبير بجماعة الاخوان المسلمين ان أنصار الحركة السلفية يمكن ان يدعموا مرسي برغم تأييد قادتهم لابو الفتوح.
واشتبك الاخوان المسلمون مع المجلس العسكري الحاكم بشأن من يجب ان يعين الحكومة ومع اسلاميين اخرين والليبراليين بشأن تشكيل لجنة صياغة الدستور المكونة من مئة عضو.
وعلى موسى - الذي اكتسب شعبية بين المصريين العاديين عندما كان أمينا عاما للجامعة العربية - مواجهة اتهامات الاسلاميين له بأنه احد افراد الحرس القديم لمبارك.
وقال موسى لرويترز العام الماضي في وقت مبكر من حملته ان القضية ليست قضية حرس قديم وجديد وانما ما اذا كان المرء جزءا من المجموعة الفاسدة التي الحقت ضررا كبيرا بالبلاد أو من الناس الذين أدوا واجبهم على أفضل ما يكون.
ويتذكر كثير من المصريين باعجاب كيف كان موسى ينتقد بانتظام السياسات الاسرائيلية وحذر في 2003 من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق قائلا انه سيفتح ابواب الجحيم.
ويستفيد موسى من الخوف من التشدد الإسلامي. وسئل عن منافسيه الاسلاميين الاسبوع الماضي فقال ان المصريين يجب الا يخوضوا تجربة لم تجرب من قبل.
وفي حين تتعثر مصر في عملية الانتقال السياسي يتراجع الاقتصاد بشدة حيث هوت الاحتياطات النقدية الاجنبية وتعثرت محادثات مع صندوق النقد الدولي بشأن قرض يعتبر حيويا لاستعادة الثقة في الاقتصاد.
وربما تكون الآفاق الاقتصادية المصرية قد تلقت ضربة اخرى يوم السبت عندما استدعت السعودية سفيرها بسبب احتجاجات امام السفارة على اعتقال السعودية لمحام مصري.
وقالت فايزة ابو النجا وزيرة التخطيط والتعاون الدولي يوم الاحد انه سيتم احتواء الازمة الحالية بين مصر والسعودية نظرا للعلاقات الراسخة بين البلدين.