تكاثفت الاتصالات والمشاورات الأحد في القاهرة والقدس من أجل استئناف مفاوضات السلام المتوقفة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وسط تسريبات إعلامية إسرائيلية عن اتفاق على إحياء المفاوضات بهدف إعلان دولة فلسطينية في غضون عامين.
فقد أجرى الرئيس المصري حسني مبارك مساء الأحد محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي وصل القاهرة في زيارة تستغرق عدة ساعات.وتركزت المحادثات بين الجانبين على عملية السلام وجهود دفعها وخاصة على المسار الفلسطيني. كما ناقش الطرفان جهود الوساطة التي تقوم بها مصر بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) لمبادلة أسرى فلسطينيين بالجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
وقبل أن يتوجه إلى القاهرة قال نتنياهو إنه "ما زال هناك عمل ينبغي القيام به. تم إحراز تقدم في بعض القضايا وما زالت هناك بعض الأمور التي لم نحقق بها تقدما بعد".
جولة ميتشل
وبالموازاة مع ذلك أجرى المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل محادثات مع القادة الإسرائيليين في مستهل جولة خامسة إلى المنطقة ضمن مساعٍ لإحياء عملية السلام.
وأجرى ميتشل في القدس محادثات مع وزير الخارجية الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان والرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز الذي قال إنه يعتقد أن الوقت ملائم لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين.وقال ميتشل إنه يأمل التوصل خلال أيام قلائل إلى اتفاق في المحادثات مع الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين حول تجميد الاستيطان وإحياء مفاوضات السلام.
ويسعى ميتشل إلى إعداد ترتيب تقوم إسرائيل بموجبه بتجميد الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة وتتخذ الدول العربية خطوات أولية في اتجاه الاعتراف بإسرائيل.وكان من المقرر أن يلتقي ميتشل برئيس الوزراء الإسرائيلي الاثنين إلا أن مكتب بنيامين نتنياهو ذكر في وقت متأخر من مساء الأحد ان الاجتماع تأجل إلى الثلاثاء حتى يتسنى لنتنياهو حضور جنازة طيار في سلاح الجو قتل في حادث تدريب.
وحسب جدول الزيارة سيعقد ميتشل محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الثلاثاء، ويقول عباس إنه لن يستأنف مفاوضات السلام ما لم تلتزم إسرائيل بتجميد الاستيطان.
دولة فلسطينية
في غضون ذلك ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي توصلا إلى اتفاق على استئناف المفاوضات بهدف إعلان دولة فلسطينية في غضون عامين.وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر أوروبية إنه تم التوصل إلى اتفاق على استئناف المفاوضات قريبا على أساس تفاهم بقيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية خلال عامين.
وأوضحت المصادر أن المفاوضات -التي ستستأنف الشهر المقبل- ستتركز في المرحلة الأولى على ترسيم الحدود الدائمة بين إسرائيل والضفة، بسبب اعتراض الفلسطينيين على فكرة الحدود المؤقتة، وسيعتمد -في تحديد الحدود- على خطوط 4 يونيو/حزيران 1967 مع إمكانية اتفاق إسرائيلي فلسطيني على تبادل الأراضي.
ووفقا للمصادر، فإنه بسبب معارضة نتنياهو البحث في المرحلة الأولى في مسألتي القدس واللاجئين، فإن حلهما لن يعرقل الإعلان عن هذه الدولة، كما أن مطلب نتنياهو من الفلسطينيين بالاعتراف بإسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي، وخطوات في التطبيع من جانب الدول العربية، لن يكونا شرطين للاعتراف المسبق بهذه الدولة.
ونفى رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات بشدة ما أوردته الصحيفة، وقال في اتصال هاتفي مع الجزيرة إنه لا صحة لهذه المعلومات إطلاقا.واعتبر المفاوض الفلسطيني أن ما ذكرته الصحيفة الإسرائيلية مجرد "بالون اختبار" من إسرائيل تستبق به زيارة ميتشل إلى المنطقة.