20120502
رويترز
انتقد كبير مفاوضي جنوب السودان الصين التي تدعم جوبا والخرطوم يوم الثلاثاء لعدم قيامها بدور اكبر في حل الازمة بين الجارتين التي أوقفت انتاج النفط وتهدد باشعال الحرب بينهما مجددا.

والصين من أكبر داعمي الرئيس السوداني عمر حسن البشير واضطرت للتصرف بحرص شديد مع جنوب السودان الذي انفصل عن السودان في يوليو تموز الماضي. ولبكين مصالح تجارية ونفطية كبيرة مع جنوب السودان.

وتعهدت الصين بتمويل مشروعات تنموية في جنوب السودان بقيمة ثمانية مليارات دولارات خلال زيارة رئيس جنوب السودان سلفا كير لبكين الاسبوع الماضي.

وقالت وكالة الطاقة الدولية ان الصين اكبر مشتر للنفط من جنوب السودان واشترت العام الماضي 260 الف برميل يوميا من الخام من البلدين.

وقال كبير مفاوضي جنوب السودان باقان اموم في مركز تشاتام هاوس البحثي في لندن ان النهج الصيني المتوازن كان حذرا أكثر من اللازم.

وقال "بصراحة لم تنجح الصين. عينوا مبعوثا خاصا جاء متأخرا للغاية وكان حذرا أكثر من اللازم أيضا.

"بمحاولتها الابتعاد عن الخرطوم كي تقترب من جنوب السودان ومحاولتها عدم الاقتراب كثيرا من جنوب السودان حتى لا تغضب الخرطوم .. لن ترضى الخرطوم أو جوبا عن الصين."

في الوقت نفسه تعارض الصين التي ينظر اليها تقليديا على أنها حليف للبشير في مجلس الامن الدولي تحركات غربية بالامم المتحدة من شأنها أن تهدد البلدين بعقوبات اذا فشلا في انهاء الصراع بينهما.

وقال اموم "نود أن تلعب الصين دورا أكثر نشاطا. لم يكن دورهم نشطا بدرجة كبيرة. ربما تحتاج السياسة الخارجية للصين أيضا الى أن تلحق بوضع البلاد الدولي.. نظرا لان لها استثمارات هائلة في الخارج."

وأضاف "ينبغي لهم بالتحديد أن يكونوا أكثر مبادرة لاسيما فيما يتعلق بالسودان وجنوب السودان."

وتدور خلافات بين السودان وجنوب السودان بشأن الرسوم التي ينبغي أن تدفعها جوبا مقابل مرور صادراتها النفطية عبر أراضي السودان وبشأن ترسيم الحدود والجنسية. وتحول النزاع الشهر الماضي الى قتال عبر الحدود التي تمتد لمساعة 1800 كيلومتر.

وأوقف جنوب السودان انتاجه النفطي بعدما بدأ السودان في مصادرة بعض النفط تعويضا عما قال انها رسوم غير مدفوعة.

وكرر اموم تصريحات سابقة بأن جوبا لن تدرس بعد الان تصدير النفط عبر السودان بسبب مصادرة جزء منه قائلا ان هذا الخيار "لم يعد قابلا للتفاوض".

وتدرس جوبا بناء خط انابيب عبر كينيا الى ميناء هناك لتجاوز السودان وطلبت من الصين دراسة الانضمام الى المشروع.

وقال اموم يوم الثلاثاء "مادامت هذه هي طريقة تفكير الخرطوم فان اسهل الطرق لتصدير نفطنا هي من خلال خط أنابيب بديل. هذا واضح بالنسبة للصينيين أيضا."

وعبر محللون عن شكوكهم في جدوى انشاء خط انابيب جديد نظرا للمخاوف الامنية وفي ظل تراجع الكميات التي يمكن ان ينقلها من نفط جنوب السودان.