20120502
تنا
تحرص حكومة بوتفليقة، وخاصة في ضوء المعطيات المحيطة بالمنطقة والمجتمع ان لا تقع في ما وقعت فيه بعض البلدان كالتغير بالعنف وماشابه ذلك من آليات التغيير؛ خاصة وان الانتخابات في هذه الجولة ستكون تحت اشراف منظمات دولية تحرص على نزاهتها..
على خلفية الانباء التي يناولتها بعض وسائل الاعلام هذه الايام وقبيل الانتخابات التشريعية الجزائرية المرتقبة بتاريخ 10 مايو 2012 م، وتوقعات هذه المصادر بفوز حزبين هما الاكثر ظهورا على الساحة السياسية في هذا البلد؛ اي حزبي "التجمع الوطني" و"جبهة التحرير الوطني"، تحدثنا الى "الدكتور عبد الرزاق قسوم" استاذ جامعي ورئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، الذي نفى من جانبه ان تكون نتيجة هذه الانتخابات محسومة لصالح بعض الاحزاب المتنافسة بمافيها التجمع الوطني الديمقراطي اوجبهة التحرير الوطني؛ مشيرا الى انه توفرت حاليا في الجزائر وبفضل التغيرات الحاصلة على الساحة العربية، اجواء سياسية خاصة لم يسبق لها؛ مما يشير الى امكانية اجراء انتخابات شفافة وبعيدة عن التزوير او التلاعبات.
واكد الدكتور قسوم ان "التنافس في هذه الاستحقاقات السياسية سيكون على اشده نظرا الى ان الاحزاب المشاركة متعددة وكل حزب يمنّي نفسه بالفوز على المركز الاول لذلك حتى يوم الانتخاب لا يمكن اعطاء نتيجة مسبقة لأي حزب ان يكون من نصيبه الفوز".
وردا على سؤال مراسل "تنـا" بشأن ما يربطه بعض المحللّين لموقع الحزبين (التجمع والجبهة) في هذه الانتخابات بالتحضير للانتخابات الرئاسية عام ٢٠١٤، حيث سيقوم الحزبان – وفي حال فوزهما بالانتخابات التشريعية بتاريخ 10 مايو 2012 - سيقومان بدعم الرئيس بوتفليقة إذا ترشح لعهدة رابعة، أو أي مرشح آخر يختاره النظام إذا لم يترشح بوتفليقة، رأى الباحث الجزائري ان هذه الرؤية ايضا لا تستند الى ادلة"، مدللاً بقوله "كما يبدو إن الحكومة من مصلحتها ان تكون هذه الانتخابات نزيهة وشفافة وبالتالي اي مساس بمصداقيتها سيفقد الحكومة اعتبارها في اعين الشعب اولا وفي اعين العالم ثانيا".
وتابع قائلا "تحرص حكومة بوتفليقة، وخاصة في ضوء المعطيات المحيطة بالمنطقة والمجتمع ان لا تقع في ما وقعت فيه بعض البلدان كالتغير بالعنف وماشابه ذلك من آليات التغيير؛ خاصة وان الانتخابات في هذه الجولة ستكون تحت اشراف منظمات دولية تحرص على نزاهتها".
وحول مكانة الاسلاميين في هذه الانتخابات اكد الدكتور قسوم ان "القضية الرئيسية في هذا الجانب هو اقبال الشعب على عملية الانتخاب؛ فإذا اقبل الشعب على المشاركة سيكون حضور الاسلاميين قويا"؛ مشيرا الى ان "ما اخشاه وما يتوقعه المراقبون هو ان الشعب عازف عن هذه الانتخبات".
وردا على سؤال مراسل "تنـا" حول مدى تأثر المجتمع الجزائري بالثورات العربية واحتمال وصول هذه الثورات اليه، قال الدكتور قسوم "التغيير حتمي في كل مجتمع وفي كل بلد ووطن، سواء كان تحت عنوان ربيع او صحوة او اي تسمية اخرى؛ فالشعوب جميعا تتوق الى الاصلاحات والتغييرات وهذا امر طبيعي جدا".
وفي سياق متصل عبر رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عن امله بأن يكون التغيير الذي سيشهده المجتمع الجزائري "سلميا دون ان تسفك دماء وبعيدا عن تدخلات اجنبية من اي جانب كانت او استبداد محلي او دولي، وان يكون حقيقيا ومنبثقا من واقع المجتمع الجزائري وملبييا لطموحاته".