قال مدير تحرير الشؤون الخارجية في صحيفة وول ستريت الأميركية كون كوغلين إن خلافات تحت السطح تشوب العلاقات الأميركية البريطانية بشأن قضايا متعددة أبرزها الموقف من الحرب على كل من العراق وأفغانستان، إضافة لأزمة الإفراج عن السجين الليبي عبد الباسط المقرحي.
ويشير كوغلين في مقال له بالصحيفة إلى سيرة ذاتية جديدة كتبها الصحفي البريطاني ريتشارد وولف وتخص الرئيس الأميركي باراك أوباما، واحتوت كلمات وعبارات مثل "باهت أو غير مشرق" و"مخيب للآمال" و"غير مأمون الجانب".وأوضح الكاتب أن أوباما اعتاد استخدام تلك الكلمات والعبارات ليصف بها انطباعاته الأولى عن رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون إثر لقاء جمعهما في يوليو/تموز 2008.
ويمضي إلى أنه وبعد ما سماها "بالفضيحة" التي تحيط بعملية الإفراج عن السجين الليبي المدان بقضية تفجير لوكربي عبد الباسط المقرحي ، فإن المرء يتوقع أن يستمع من أوباما إلى عبارات جديدة في البيت الأبيض يصف بها براون مثل قوله "منافق أو صاحب وجهين".
أروقة المؤتمرات
وبينما لقي رئيس الوزراء البريطاني الكثير من الثناء من المجتمع الدولي مقابل دوره البارز في الجهود المبذولة لحفز قطاعات البنوك على المستوى العالمي الخريف الماضي، قال مسؤولون أميركيون إن مساعدي أوباما طالما اضطروا لالتزام الصمت أمام نغمة "الغطرسة" التي كان يستخدمها براون في أروقة المؤتمرات.
وأضاف الكاتب أنه لم تكد تمضي أسابيع على تسلم رئيس الوزراء البريطاني زمام منصبه حتى أمر بانسحاب القوات البريطانية في البصرة العراقية إلى ثكناتها، ما اضطر القوات الأميركية المثقلة بالواجبات إلى الانتشار في المدينة وتحمل أعباء العمليات في جنوبي العراق، وما أدى بالتالي إلى نظرة غير محببة للخطوة البريطانية في أعين المسؤولين بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).
وفي خطوة لحفظ ماء الوجه إثر الانسحاب من العراق، رأى قادة الجيش البريطاني أن يرفدوا القوات البريطانية المتمركزة في جنوبي أفغانستان بلواء عسكري جديد، خطوة ما لبث أن رفضها براون لدواعي التكلفة الاقتصادية، وكانت النتيجة أن اضطرت القوات الأميركية إلى تعويض النقص العسكري الحاصل في الحرب على أفغانستان.
ويقول الكاتب إن ثمة مسؤولين عسكريين بريطانيين أفضوا له سرا بأن براون غير قادر على استيعاب ما سموه "بمفهوم القيادة" رغم وصفهم إياه بكونه سياسيا مقتدرا.
هيبة البلاد
ويضيف المسؤولون العسكريون أن براون تسبب في ما سموه التقليل من هيبة بريطانيا لدى الولايات المتحدة وأن مصداقية لندن حليفا إستراتيجيا باتت محل تساؤل في واشنطن.
ومضى كوغلين إلى أن "الفضيحة" المترتبة على تورط براون في قضية الإفراج عن المقرحي تعد فشلا جديدا يضاف إلى ما سبقة مما يعتري العلاقات البريطانية الأميركية من خلافات وشوائب.
واختتم الكاتب بالقول إن تنكر براون لأي دور له أو لحكومته في الإفراج عن المقرحي ألحق أذى بهيبته وهيبة البلاد، التي من المفترض أن تكون مصانة، وأن رئيس الوزراء البريطاني سيلحظ الفرق عندما يحضر قمة مجموعة الدول العشرين القادم في بيتسبرغ بولاية أوكلاهوما الأميركية الشهر القادم، حيث سيلقى استقبالا قد يخلو من كثير الإعجاب.