20120507
رويترز
قام الامين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى يوم الاحد بحملة لكسب أصوات القبائل ذات النفوذ في معركة الانتخابات الرئاسية المصرية التي تجرى في الشهر الحالي والتي يخوضها ضد اسلاميين منظمين جيدا يمثلون منافسيه الرئيسيين.
وتعهد موسى بانشاء منطقة اقتصادية جديدة بطول قناة السويس والاستثمار في سيناء المجاورة حيث يشتكي البدو هناك من الاهمال منذ زمن بعيد. ورحب شيوخ القبائل الذين يزعمون ان لهم اتباعا على امتداد سواحل مصر الشرقية بموسى.
وحضر الكلمة التي القاها موسى 300 شخص أو أكثر في القنطرة على الضغة الغربية لقناة السويس.
ويبدأ التصويت في الانتخابات في 23 و24 مايو ايار لاختيار رئيس جديد خلفا للرئيس السابق حسني مبارك الذي أطاحت به انتفاضة شعبية في العام الماضي. ومن غير المتوقع ان يفوز اي من المرشحين البالغ عددهم 13 من الجولة الاولى فيما يفتح الطريق امام جولة ثانية في يونيو حزيران لكن ينظر الى موسى ومنافسيه الاسلاميين على انهم متصدرو السباق.
وقال فرج المطير وهو احد شيوخ قبائل السواركة امام التجمع انهم يؤيدون عمرو موسى نظرا "لخبرته السياسية الكبيرة".
واستضافت السواركة هذه المناسبة ووقف اثنان على الاقل من مشايخ القبائل الاخرى لاعلان دعمهما لموسى.
ويمكن ان يعزز دعم قبيلة أو أحد الاعيان كفة مرشح في الانتخابات البرلمانية المحلية الا ان اصوات القبائل لها تاثير اقل كثيرا في سباق الانتخابات الرئاسية على المستوى الوطني الا أنها قد تكون ذات قيمة في وقت يصارع فيه موسى شبكتين اسلاميتين تدعمان منافسيه.
فحركة الاخوان المسلمين تدعم مرشحها محمد مرسي في حين اعلنت الدعوة السلفية وحزب النور ذراعها السياسي في الشهر الماضي تأييدها لعبد المنعم ابو الفتوح. واكتسح السلفيون والاخوان الانتخابات البرلمانية فيما يعد دليلا على قوتهم التصويتية الهائلة .
وقال موسى لرويترز على متن الحافلة التي يستخدمها في حملته ردا على سؤال بشان محاولته كسب تاييد القبائل ان "كل الاصوات مهمة" مضيفا ان هذا تكتل كبير للاصوات والناس وانه هو نفسه له علاقات (من زمن طويل) معهم.
وقال موسى ان المصريين الذين لهم ولاءات قبلية يصل عددهم الى حوالي 12 مليون نسمة في دولة يبلغ عدد سكانها نحو 80 مليونا. ولا توجد ارقام دقيقة ويوضح محللون انه حتى اذا كان العدد كبيرا لهذا الحد فان الكثير من الناخبين المنحدرين من القبائل سيتخذون خياراتهم الخاصة بدلا من الانقياد بشكل اعمى خلف زعمائهم.
لكن موسى البالغ من العمر 75 عاما الذي يقوم بحملته منذ شهور وهي فترة اطول كثيرا من معظم المرشحين قام بجولات في انحاء البلاد شملت التوجه الى صحراء سيناء وجنوب مصر حيث ما زالت القبائل والعائلات الكبيرة تتمتع بنفوذ.
وقال سيد عبد الكريم (45 عاما) وهو من السواركة معبرا عن راي شائع بين من حضروا كلمة موسى ان البعض يتبعون مشايخهم مضيفا ان هناك سببين لاختيار موسى وهما ان شيخ القبيلة قال هذا وانهم يجدون أن لموسى رؤية واضحة.
لكن اخرين لم يحسموا امرهم. وقال يوسف (30 عاما) انه لن يؤيد اسلاميا لكنه يفكر فيما اذا كان سيختار موسى ام احمد شفيق اخر رئيس للوزراء في عهد مبارك الذي كان مثل مبارك قائدا للقوات الجوية.
وعمل موسى وزيرا للخارجية في عهد مبارك خلال التسعينات قبل ان يصبح الامين العام للجامعة العربية لكنه ينفي الاتهامات بانه جزء من النظام القديم. وكثيرا ما يوجه خصومه الاسلاميون له هذا الاتهام مما دفعه لالقاء الضوء على خلافات بينه وبين مبارك بشان سياسات اقليمية وغيرها.
ويسعى موسى المعروف في الخارج لدوره في جامعة الدول العربية لان يرسم صورة لنفسه على انه المرشح الوحيد الذي يتمتع بالمكانة والخبرة لقيادة مصر بعد 15 شهرا من الاضطرابات السياسية والاقتصادية. وفي مقابلة صحفية قال ان مصر تحتاج الى رجل دولة وليس الى رجل دين ليقودها.
وردا على سؤال بشان تصريحه خلال حملته يوم الاحد قال ان مصر لا تحتاج الى رئيس له مرجعية دينية اعلى "مثل ايران" حيث يكون للرئيس مرجعية تتمثل في الزعيم الايراني الاعلى الذي لا يتم اختياره بالانتخاب.
وينفي كلا المرشحين الاسلاميين مثل هذا التصوير.
وقال موسى انه يعتقد انه بامكانه الحصول على اكثر من 50 في المئة من الاصوات المطلوبة لكي يفوز من الجولة الاولى. وسيجنبه هذا في حال حدوثه خوض جولة اعادة. واذا أصبح واحدا من اثنين يحصلان على اكبر عدد من الاصوات فسيكون منافسه في جولة الاعادة في الغالب اسلاميا لتتحد اصوات الاسلاميين ضد موسى.
لكن الفوز من الجولة الاولى يمثل تحديا. وخلال جولة موسى في حملته يوم الاحد شوهدت ملصقات لموسى تحمل شعارا يقول انه قادر على التحدي لكن ظهر ايضا تاييد لجماعة الاخوان المنظمين بشكل جيد.
وعلى الطريق السريع حيث كانت حافلة موسى تتحرك كان صف يتالف من 17 شخصا واقفين على الطريق في الاستراحات يحملون ملصقات لمرسي.
وبالقرب من المكان الذي نظم فيه موسى حملته يوم الاحد في قرية البياضية اصر احد مؤيدي الاخوان على ان مصر تحتاج الى رجل متدين يتولى المسؤولية مثل محمد مرسي ووصف موسى بانه من الفلول. وسرعان ما اسكته انصار لموسى على مقربة.
وعلى الرغم من ان استطلاعات الراي تضع موسى في المقدمة فان التكهن بالنتيجة امر صعب في دولة ستجري اول انتخابات رئاسية حرة في تاريخها بعد تزوير الانتخابات في عهد مبارك.
الا ان بعض الاصوات تتحول باتجاه موسى. فبعض الناخبين المترددين الذين انتخبوا الاخوان في البرلمان سئموا من ادائهم.
وقال محمود محمد (45 عاما) انه سيختار موسى بعد التصويت للاخوان في الانتخابات البرلمانية مضيفا انه كان يعتقد انهم سيغيرون اساليب الحزب القديم (حزب مبارك) لكن تبين انهم يتصرفون بنفس الطريقة.