20120512
رويترز
قال جنوب السودان يوم الخميس انه مستعد لاستئناف المفاوضات في الحال مع السودان جاره الشمالي في محاولة لحل نزاعات أشعلت قتالا لكن الخرطوم قالت انه لا يمكن الدخول في مثل هذه المحادثات اذا لم يقم الجانبان بتسوية القضايا الامنية.
وتوجد خلافات بين الجانبين بشأن النفط والامن والحدود أشعلت قتالا على الحدود الشهر الماضي واثارت مخاوف لفترة من اندلاع حرب شاملة في واحدة من اهم مناطق النفط في افريقيا.
وقال دينق ألور وزير شؤون مجلس الوزراء في جنوب السودان للصحفيين ان بلاده التي انفصلت عن السودان وأصبحت دولة مستقلة العام الماضي ملتزمة بالامتثال للقرار الصادر عن مجلس الامن التابع للامم المتحدة الاسبوع الماضي الذي يدعو الدولتين الى التفاوض لحل خلافاتهما سلميا والا فانهما ستواجهان عقوبات.
وقال ألور في مؤتمر صحفي في جوبا عاصمة جنوب السودان "مستعدون للذهاب الى المفاوضات في أي وقت... اتوقع استئناف المفاوضات في أي وقت اعتبارا من الان."
وقبل قرار مجلس الامن الدولي الصادر في الثاني من مايو أيار خطة للاتحاد الافريقي تطالب الخرطوم وجوبا بوقف العمليات الحربية وسحب قواتهما من المناطق المتنازع عليها واستئناف المحادثات خلال أسبوعين حول جميع الخلافات العالقة. وأمهل القرار الدولتين ثلاثة أشهر لحل الخلافات مع التهديد بفرض عقوبات.
لكن الرئيس السوداني عمر حسن البشير الذي يتهم جنوب السودان بدعم ميليشيا متمردة على امتداد الحدود المتنازع عليها قال انه لن تكون هناك محادثات اذا لم يحل الطرفان القضايا الامنية العالقة بينهما.
وقال الرئيس السوداني عمر حسن البشير لمجموعة العاملين في مجال النفط والتعدين يوم الخميس انه اذا لم تحل مشكلات الامن في المفاوضات القادمة فان لن تكون هناك محادثات على أي بند اخر لا النفط ولا التجارة ولا أبيي ولا أي ملف اخر.
وقال السودان يوم الاربعاء ان جيشه حرر مناطق قريضة وكفن دبي وكافيا كنجي في جنوب دارفور "بعد دحرها فلول الجيش الشعبي ومعاونيه". ويطالب جنوب السودان بهذه المناطق. كما صد الجيش متمردين سيطروا على بلدة في جنوب دارفور في اطار حملتهم للاطاحة بالبشير.
واتهم جنوب السودان القوات المسلحة السودانية يوم الاربعاء بشن غارات جوية جديدة لقصف مناطق حدودية. وتنفي الخرطوم عادة هذه الاتهامات.
ولكن ألور قال ان الهجمات الجديدة التي تزعم حكومته أن الخرطوم شنتها ليس لها تأثير على استئناف المحادثات مع السودان حول قضايا صادرات النفط والامن وترسيم الحدود والمواطنة الشائكة والتي لم تحل منذ أن أصبح جنوب السودان أحدث دولة مستقلة في العالم الماضي.
وقال "مستعدون لان نمضي خطوة أبعد للمفاوضات."
وأضاف "لا أحد مهتم بالحرب.. لا نريدها.. المجتمع الدولي لا يريد ذلك والمنطقة لا تريد ذلك."
وتابع ألور قائلا ان ان جنوب السودان ينتظر أن يدعو ثابو مبيكي رئيس جمهورية جنوب أفريقيا السابق الذي يرأس لجنة رفيعة المستوى من الاتحاد الافريقي مكلفة بحل الخلافات بين الشمال والجنوب الجانبين رسميا لاستئناف المفاوضات في تاريخ محدد.
وقال الشمال انه يوافق على قرار مجلس الامن لكنه يصر على أن تركز المحادثات أولا على "قضايا الامن".
وقال البشير ان السودان "لا ينفذ من القرارات الا الذي يعجبه" وانه لا مجلس الامن ولا مجلس السلام والامن التابع للاتحاد الافريقي ولا العالم أجمع سيجعل السودان ينفذها.
وتتهم الخرطوم الحركة الشعبية لتحرير السودان الحزب الحاكم في جنوب السودان تحديدا بدعم حليفه أثناء الحرب الاهلية الحركة الشعبية لتحرير السودان في الشمال التي تحارب القوات السودانية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق.
ونفى ألور تقديم أي دعم للحركة الشعبية في الشمال. وقال "بالقطع نحن أصدقاء ولكن ذلك لا يعني أننا ندعمهم عسكريا."
لكن البشير تعهد بانتهاج موقف صارم مع جنوب السودان الذي وصف حزبه الحاكم "بالحشرات".
وقال انه يبلغهم بأنهم اذا كانوا يريدون درسا ثانيا فانه سيعطيهم درسا ثانيا وثالثا لان حكومة جنوب السودان لا تفهم.