20120514
اليوم السابع
حمل تكتل "الجزائر الخضراء " الذى يضم ثلاثة أحزاب إسلامية هى حركة مجتمع السلم المحسوبة على الإخوان المسلمين وحركتى النهضة والإصلاح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مسئولية ما أسموه "فشل الانتخابات التشريعية" والتى أظهرت نتائجها أول أمس الجمعة فوز حزبى السلطة حزب جبهة التحرير الوطنى والتجمع الوطنى الديمقراطى بـ 288 مقعدا من مجموع 462.
وذكر بيان صادر أمس عن التكتل عقب اجتماع رؤسائه بالعاصمة الجزائرية أن الفشل فى تنظيم انتخابات حرة وشفافة وذات مصداقية ضربة قاصمة لوعود الرئيس الذى يتحمل مسئولية الانحراف الذى حصل قبل الحملة وخلالها ثم تكرس عشية انتهاء الاقتراع وإعلان النتائج".
وحمل البيان المسئولية الأخلاقية والسياسية والقانونية لمن تسببوا فى تأجيل ربيع الجزائر واغتالوا حلم الأمة فى تصحيح الاختلالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بوسائل سلمية".
كما اعتبر التكتل أن الانتخابات كانت مدروسة من قبل حيث تم التطرق إلى "هندسة نتائج الانتخابات بهذا الأسلوب المفضوح مصادرة لإرادة الشعب الجزائرى المتطلع نحو الإصلاح الدافع باتجاه ربيع جزائرى يستجيب لتطلعات جميع الجزائريين، ويضيق مساحات الأمل فى المستقبل، لاسيما لدى الشباب الجزائرى الطامح إلى استلام المشعل" وانتقدوا كذلك التسجيل الجماعى للناخبين بعد الآجال القانونية، حيث اعتبروا هذا التسجيل بداية التزوير رغم طعون واحتجاجات الأحزاب واعتراض اللجنة المستقلة قبل بداية الاقتراع.
ودعا إسلاميو تكتل "الجزائر الخضراء" مجالس الشورى الوطنية لأحزاب التكتل إلى الانعقاد من أجل بلورة موقف سياسى حيال الوضع الجديد ودعوة المناضلين إلى الإبقاء على أهبة الاستعداد لمواصلة مسيرة الجزائر الخضراء التى بدأت مع بوادر الربيع الديمقراطى المؤجل فى الجزائر.
وأظهرت النتائج الرسمية للانتخابات التشريعية الجزائرية فوز خمسة أحزاب إسلامية بـ 63 مقعدا من مجموع 462 مقعدا أى بنسبة 14% فى أول برلمان بعد ثورات الربيع العربى التى اندلعت على جانبى الجزائر سواء شرقا أو غربا.
وكانت العديد من الأحزاب المعارضة والإسلامية الجزائرية قد أعربت عن احتجاجها على ما قالت إنه تزوير مفضوح فى الانتخابات وقالت لويزة حنون زعيمة "حزب العمال " اليسارى فى مؤتمر صحفى بالعاصمة نشرته وسائل الإعلام الجزائرية أمس إن التزوير كان كاسحا وهو بمثابة انقلاب على الإرادة الشعبية ودعوة غير مباشرة إلى الثورة على الأوضاع".
وذكرت أنها "مقتنعة بأن الشعب لن ينساق وراء ذلك لأنه واعٍ وكشفت حنون عن اتصالات مع "تكتل الجزائر الخضراء" الذى يضم ثلاثة أحزاب إسلامية بغرض التشاور بخصوص ما اتفقت على وصفه المعارضة بأنه تزوير مفضوح لصالح حزبى السلطة وحصل حزب العمال على 20 مقعدا وبذلك تراجع نسبيا عن نتائج انتخابات 2007 التى أعطته 26 مقعدا.
وفى نفس السياق .. عقد عبد المجيد مناصرة رئيس الحزب الإسلامى المعارض المحسوب على حركة الإخوان المسلمين مؤتمرا صحفيا ندد فيه بـ "برلمان يشبه برلمان الرئيس السابق حسنى مبارك فى عام 2010 ..مشيرا إلى أن البرلمان الجزائرى يغلق اللعبة السياسية فى البلاد ويقضى على التعددية ويقزم المعارضة. وحذر مناصرة من مصير شبيه بمصير مبارك وحاشيته بحكم انسداد الأفق السياسى بالجزائر وأضاف أن الجزائريين أداروا ظهرهم للتغيير؛ على عكس مناخ التغيير السائد بالمنطقة العربية وسئل مناصرة إن كان حزبه الذى فاز بأربعة مقاعد فقط سيعقد تحالفات فى البرلمان لمواجهة الأغلبية الساحقة التى يمثلها حزبا السلطة (288 مقعدا) وهما جبهة التحرير برئاسة عبد العزيز بلخادم والتجمع الوطنى الديمقراطى برئاسة أحمد أويحيى الوزير الأول فقال إن تنسيقا مثل ذلك غير مستبعد .