20120516
صباحي
رحّبت الشرطة الصومالية بالعناصر النسائية في صفوفها للمساعدة في بسط السلام والاستقرار في البلاد وتمكين تحوّل الحكومة الاتحادية الانتقالية إلى حكومة منتخبة في آب/أغسطس المقبل.
وقال القائد العام للشرطة الصومالية الجنرال شريف شيخ أونا ميه لصباحي إن الشرطة قد جندت نحو 1800 شرطية منذ بداية العام 2011. وأضاف أن الحكومة الانتقالية فتحت باب التجنيد الطوعي للنساء للانضمام إلى الجيش والشرطة وذلك لكسر حاجز الصمت والخوف الذي فرضته حركة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة.
وأشار ميه إلى أن النساء يتدفقن إلى مراكز التجنيد التابعة للجيش والشرطة، ويتقاضين رواتب شهرية تبلغ 200 دولار أميركي. وبالرغم من أن عمل الشرطة هو خطير في الصومال، إلا أنه أصبح خياراً مهنياً للنساء اللواتي هن مستعدات للقيام بتضحيات لبسط الأمن في البلاد .
وتنتشر اليوم الشرطيات في شوارع مقديشو والمباني الحكومية وعلى المدرعات العسكرية والآليات الحربية والدوريات، وهو أمر لم يكن ممكناً في الماضي.
وقال العقيد المتقاعد محمد عثمان جيليو، 67 عاماً، إن النساء متحمسات لخدمة الوطن وتحقيق الاستقرار والأمن للشعب الصومالي.
وكشف جيليو أن مخططات الاغتيالات التي كان يضعها الإسلاميون ومعارضة أهالي النساء كانت تمنع العنصر النسائي من الالتحاق بالجيش والشرطة، ذلك أن تلك الجهات المعارضة كانت تعتبر أن عمليات التجنيد هذه تؤثر سلباً على العقيدة الإسلامية وعلى التقاليد.
وقبل التمكّن من ممارسة المهنة، تخضع النساء لتدريبات قاسية في معسكرات يقع داخل الصومال وخارجها.
وقال الجنرال مختار حسين أفرح، وهو أحد كبار قادة الشرطة الصومالية الذي اشتهر بقيادته الحرب التي أطاحت بنفوذ المحاكم الإسلامية في 2006، في حديث لصباحي إن الشرطة تدرّب النساء الصوماليات في أكاديميات في مقديشو وفي قرية عرمو القريبة من بوصاصو.
وصرح أن الجهود الرامية إلى تقوية الشرطة الصومالية تمثل فرصة لتخفيف العبء عن الجنود الذين يقومون بتنفيذ مهمة بعثة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي.
ودعا أفرح الشعب الصومالي إلى مواصلة دعمه للحكومة الانتقالية وإلى السماح للشابات بالانضمام إلى الأجهزة الأمنية للحد من العنف وإنهاء نفوذ المتطرفين في وسط وجنوب البلاد.
وأكملت فاطمة عثمان البالغة من العمر 24 سنة فترتها التدريبية في مركز شرطة مانياني في مومباسا في كينيا وتعمل كشرطية منذ أربعة أشهر.
وقالت عثمان أنها مسرورة لخدمة بلدها وشعبها مؤكدةً أنها تريد المساعدة في إعادة الهدوء وتمكين إقامة هيكل حكومي يسمح للجميع بالعيش بسلام.
وتابعت قائلةً إن فتيات من نظيراتها بدأن بالانضمام إلى الشرطة والجيش بأعداد كبيرة السنة الماضية عندما أخرجت القوات المتحالفة عناصر الشباب من معاقلها في مقديشو.
ومن جهته، قال العقيد عبدالله شينو، وهو أحد قادة الحرس الجمهوري في فيلا مقديشو لصباحي إن دمج النساء في الأجهزة الأمنية يساعد في عمليات تفتيش المنازل وتفتيش النساء في الأماكن العامة.
وأوضحت "بعض مرتكبي الجرائم يستغلون ويختفون خلف نسائهم، فقد استغل مسلحون من الشباب ومتاجرون بالمخدرات نساء المنزل لإخفاء أسلحتهم وبضاعتهم، مما أدى إلى فشل عمليات التفتيش التي أجريت بحثاً عن تلك الأسلحة و البضائع المحظورة".
وبدورها، تعمل حبيبة أحمد، 22 عاماً، كشرطية في نقطة تفتيش أكس كونترول أفجوي عند مدخل مقديشو. ويتم عند هذه النقطة تفتيش ركاب السيارات الآتين من معاقل الشباب القديمة إلاشا بياها وأفجوي قبل دخولهم العاصمة.
وتقوم أحمد بتفتيش النساء للتأكد من أنهن لا يحملن أسلحة أو متفجرات، بينما يجري رجال الأمن عمليات تفتيش واسعة النطاق للسيارات والركاب .
وقالت أحمد "أعتبر نفسي بطلة لإحباطي في كثير من المعنويات الفكرية للنساء اللواتي يسافرن من مناطق خاضعة لسيطرة الشباب ويحاولن الدخول في مقديشو وأفشلت عمليات إنتحارية وتسلل متفجرات لمحاولة إدخالها في سوق بكاره لاستهداف القوات الأمنية".
وأعلنت أحمد أن قرار بالانخراط في الجهاز الأمني كانت شخصياً.
وأوضحت قائلةً "لا زلت أحارب للقضاء على الإرهاب الذى قتل شقيقي في مدينة مركة الساحلية بتهمة التجسس للقوات الحكومية كونه طالباً لم يبلع سن العشرين ونزحنا من هناك، ولهذه الظروف انخرطت في الشرطة لأكون فارسة تطارد رافضي السلام".