20120519
رويترز
قبل اقل من اسبوع على انتخابات الرئاسة المصرية ما زال الانقسام سائدا بين التيارات الاسلامية بشأن دعم مرشح بعينه فيما يرى محللون انه وضع سيستمر في الاغلب حتى جولة الاعادة.
ويتوقع المراقبون أن تنحصر أصوات الإسلاميين بين عبد المنعم أبو الفتوح القيادي البارز السابق في جماعة الإخوان المسلمين ومحمد مرسي المرشح الرسمي للإخوان واستاذ الفقه الاسلامي محمد سليم العوا.
وسيصب هذا الانقسام في صالح مرشحين آخرين بما في ذلك المحسوبين على نظام الرئيس السابق حسني مبارك الذي اطاحت به انتفاضة شعبية في مطلع العام الماضي بعد ثلاثة عقود على رأس السلطة دون منافس.
وتجرى الانتخابات التي يتوقع ان تكون اول انتخابات رئاسية ديمقراطية في تاريخ البلاد يومي الاربعاء والخميس المقبلين 23 و24 مايو ايار في حين ادلى المصريون في الخارج باصواتهم بالفعل. وتجرى جولة الإعادة في حالة عدم حسم النتيجة من المرحلة الأولى يومي 16 و17 يونيو حزيران.
ولم يجزم حازم صلاح ابواسماعيل ابرز مرشحي التيار السلفي قبل استبعاده من السباق لحصول والدته على الجنسية الامريكية موقفه بعد من دعم مرشح بعينه.
وقال أبو إسماعيل في لقاء مع أنصاره بأحد مساجد العاصمة المصرية هذا الاسبوع "لن أقول من ترشحون ولكن المهم أن يكون لنا موقف في الانتخابات الرئاسية وألا يعود شخص من نظام مبارك ليحكم."
وقال ياسر سلامة وهو من الحملة التطوعية لدعم ترشيح أبو إسماعيل إن مؤيديه يقررون من ينتخبونه كل حسب مرجعيته لانه لا يوجد تنظيم يجمعهم تحت مظلته لكن اصواتهم ستنقسم بين أبو الفتوح ومرسي.
وذكر سلامة أن سقف تطبيق الشريعة لدى ناخبي التيار الإسلامي واحد لكن أبو الفتوح ومرسي لا يعرضونه "بالشكل المرضي لنا كما كان الحال مع الشيخ حازم."
وافادت تقارير اعلامية ان ابو اسماعيل سيبلغ انصاره يوم السبت بمن يوصيهم بدعمه لكن اسامة الدليل رئيس قسم الشؤون الخارجية بمجلة الاهرام العربي يهون من حجم التأثير الانتخابي لقاعدة مؤيدي ابو اسماعيل.
ويقول "المال السياسي كان وراء تضخم ظاهرة حازم صلاح أبو إسماعيل.. هناك مؤشرات متعددة -وأشار العوا إليها ذات مرة- على أن هذه الكتل (أصوات الإسلاميين) سوف يتم توجيهها بنفس الطريقة التي تم حشدها لحازم."
وتباينت آراء الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية في مصر حول تأييد أي مرشح في الانتخابات ففي حين أعلن حزب النور السلفي دعمه لأبو الفتوح قال حزب الأصالة السلفي إنه سيدعم مرسي.
وأكد عادل عبد المقصود عفيفي رئيس حزب الأصالة أن الحزب اتخذ قراره منعا لتفتيت أصوات ناخبيه بين المرشحين الاسلاميين وأن "غالبية التيار السلفي في القاهرة والمحافظات المختلفة تقف خلف الدكتور مرسي إلا البعض في الإسكندرية وعدد من المناطق."
وقال حزب النور السلفي إن أبو الفتوح حصل على أكثر من 75 في المئة من الأصوات في استفتاء على مرشحي الرئاسة في اجتماع عقد الشهر الماضي لمجلس شورى الدعوة والهيئة العليا والكتلة البرلمانية للحزب.
ومن جانبه هاجم الداعية محمد عبد المقصود حزب النور والتيار السلفي خلال مؤتمر لجماعة الاخوان المسلمين بمحافظة الجيزة الاسبوع الماضي وقال إن قادة السلفيين "مارسوا الضحك على الذقون".
واضاف "عندما قالوا إن العوا أفضل مفكر ومشروع مرسي الأقوى بين البرامج ولذلك سنختار أبو الفتوح فهل كانت هذه مزحة أم فزورة منهم؟"
وقال مصطفى حمزة رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية بالخارج ان تأييد "مرسي يحقق نهضة مصر واستقرارها ... فهو الأقرب لمنهج الجماعة الإسلامية وأفكارها وطموحاتها وهو ما يحتم مراجعة الموقف قبل إجراء الانتخابات."
وطالب حمزة الدعوة السلفية وذراعها السياسية حزب النور بإعادة التفكير في دعم أبو الفتوح "والعودة إلى منهج السلف وإعلان تأييد مرسي."
وأعلن حزب الوسط الذي يضم أعضاء سابقين في جماعة الاخوان تأييده لأبو الفتوح في انتخابات الرئاسة وقال إن نتيجة تصويت داخلي بالحزب أسفرت عن فوز أبو الفتوح بحصوله على نسبة 63% ثم العوا بنسبة 23%.
وعلى الرغم من انقسام آراء الأحزاب ذات المرجعية الدينية في مصر فإن أحمد عبد العليم وهو كاتب وباحث سياسي مصري قال لصحيفة الشروق ان "وصول مرشح إسلامي لجولة الإعادة مع مرشح ليس محسوبا على تيار الثورة يعني حالة جديدة من التوافق من جديد بين تيارات الإسلام السياسي في دعم هذا المرشح الإسلامي."
واضاف ان ذلك "سيكرس لحالة الصعود الإسلامي."