20120519
رويترز
عندما غادرت نياجاني كوتيل مخيم كاكوما للاجئين في كينيا عائدة إلى جنوب السودان في عام 2008 لم تكن تتخيل أن الحرب ستجبرها على عبور الحدود مرة أخرى بهذه السرعة.
لكن الخروج يتكرر بعد مرور أقل من عام على احتفال جنوب السودان باستقلاله عن السودان مما أدى إلى تلاشي الآمال في إنهاء حرب استمرت خمسة عقود.
ويصل حوالي 1200 لاجئ من جنوب السودان إلى مخيم كاكوما كل شهر هاربين من الحرب والجوع في أحدث دولة في العالم.
وقالت كوتيل (20 عاما) بينما كانت تجلس على مقعد خشبي مع ابنتها التي تبلغ من العمر خمسة أعوام في انتظار التسجيل لدى إدارة شؤون اللاجئين الكينية "عندما أتيت إلى هنا في عام 2005 كان هناك الكثير من الحرب."
وقتل والدا كوتيل في غارة ليلية على قريتهم مما أجبر الفتاة على أن تلتمس ملاذا في مخيم كاكوما الذي يقع على بعد 120 كيلومترا جنوبي الحدود.
وفي عام 2008 كانت هي وابنتاها الصغيرتان ضمن 50 ألف لاجئ من جنوب السودان أعيدوا من كينيا يتطلعون إلى بناء حياتهم في أعقاب اتفاقية السلام التي وقعت في عام 2005 وأدت إلى استفتاء على استقلال جنوب السودان في يوليو تموز الماضي.
وقالت كوتيل "عندما عدت إلى السودان وجدت الحرب ذاتها. لذا فإنني هنا ليس لدي مكان آخر لأذهب إليه."
و قتل زوجها وابنتها البالغة من العمر اربعة اعوام الشهر الماضي عندما أحرق مهاجمون قريتهم في ولاية جونقلي المضطربة في جنوب السودان.
وقالت "لم يعد لدي أي أمل في العودة إلى جنوب السودان أريد البقاء في كينيا لأنني لا أرى أي حرب هنا."
وقال جي أفونيون رئيس مكتب وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في مخيم كاكوما "التاريخ يعيد نفسه" ذلك أن كثيرا من العائدين إلى المخيم كانوا هناك من قبل.
وغالبية الوافدين الجدد يأتون من جونقلي مثل كوتيل حيث تضرر أكثر من 170 ألف شخص من الحرب العرقية منذ أواخر عام 2011 .
قالت نيبول ماريار (40 عاما) "الرحلة كانت شاقة للغاية. عانينا. لم يكن هناك طعام ولا مياه. كنا خائفين لذا هربنا ليلا."
وكانت ماريار تجلس على حشية في مركز استقبال المخيم مع أبنائها الثمانية الناجين.
وقتل أول صبي تلده وزوجها في غارة ليلية على قريتهم في ولاية جونقلي.
ويستقبل مخيم كاكوما 100 وافد جديد كل يوم. ومع اقتراب عدد السكان من 97 ألفا فمن المرجح أن يصل المخيم إلى سعته التي تقدر بنحو 100 ألف شخص خلال أسابيع قليلة.
قال أفونيون "لم نصل قط إلى هذا الرقم حتى في ذروة أزمة السودان قبل الاستفتاء."
وتابع قائلا "المكان الوحيد الذي يستوعب هؤلاء الوافدين الجدد عبارة عن مستنقعات" محذرا من أن هذه الأوضاع غير الصحية ستصيب الناس بالمرض.
وحوالي 60 في المئة من الوافدين الجدد من جنوب السودان و16 في المئة من السودان والباقون من دول مجاورة مثل الصومال وإثيوبيا.
ويأتي معظم السودانيين من ولاية جنوب كردفان على الحدود الغنية بالنفط المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان.