20120519
رويترز
قال مفاوض من جنوب السودان يوم الجمعة انه يجب على الامم المتحدة فرض عقوبات على السودان لعدم التزامه بقرار لمجلس الامن يدعو لانهاء الاعمال القتالية واستئناف المفاوضات مع الجنوب بشأن النفط والنزاعات الحدودية.
وقال باقان اموم لرويترز ان الخرطوم لم تلتزم بالقرار الصادر في الثاني من مايو ايار الجاري والذي يمهل البلدين اسبوعين لاستئناف المحادثات بشأن خلافاتهما والتي احتدمت وتحولت الى اشتباكات على الحدود الشهر الماضي. وهدد القرار بفرض عقوبات إذا لم يلتزما بذلك.
واضاف اموم انه في الوقت الذي لمحت فيه جنوب السودان الى استعدادها لاستئناف المفاوضات على الفور شن السودان هجمات جوية بعد الثاني من مايو ايار ولم يتحرك لاستئناف المفاوضات.
وقال اموم الامين العام لحزب الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكم في جنوب السودان في مقابلة مع رويترز في جوبا "لقد انتهكوا الجدول الزمني."
وحث مجلس الامن التابع للامم المتحدة على "فرض عقوبات الآن واتخاذ اجراءات ضد الخرطوم."
وقال متحدث باسم وزارة خارجية السودان ان تصريحات اموم "مؤسفة" واتهم الجنوب بانتهاك قرار مجلس الامن بمواصلة "العدوان" على اراضي السودان.
وفي حين أصر اموم على ان الجنوب يريد العيش في سلام مع الشمال فقد انتقد كلا من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي لعدم تعاملهما بحزم مع السودان الذي قال انه يتحدى دائما المجتمع الدولي.
وقال المفاوض الجنوبي "اذا لم تتحرك الامم المتحدة ستحكم الانسانية عليها وسيفقد شعب جنوب السودان الثقة فيها."
"سنسألهم.. ماذا ستفعلون؟"
واضاف انه بعث برسالة الى ثابو مبيكي رئيس جنوب افريقيا السابق الموجود في الخرطوم بصفته رئيسا للجنة الاتحاد الافريقي المكلفة بحل الخلافات بين الشمال والجنوب لسؤاله عن موعد استئناف المفاوضات مع الخرطوم لكن لم يتلق ردا حتى الآن.
وقال العبيد مروح المتحدث باسم وزارة الخارجية السوداية ان مجلس الامن والاتحاد الافريقي لديهما اليات للمراقبة وهما من سيحدد الجانب الذي ينتهك القرارات. واضاف انه من الافضل للجارين جعل المفاوضات اولوية.
وطالب مجلس الامن السودان امس الخميس بسحب قواته من منطقة ابيي الحدودية المتنازع عليها لكن الخرطوم تعهدت بعدم القيام بذلك الا بعد انشاء هيئة مراقبة عسكرية مشتركة للمنطقة.
وقال اموم ان جنوب السودان سحب افراد شرطته من ابيي التزاما بمطالب الامم المتحدة واضاف ان عدم سحب السودان لجنوده انتهاك يجب ان يرد عليه مجلس الامن بعقوبات.
وتتهم جوبا الخرطوم بشن غارات على اراضي جنوب السودان بعد الثاني من مايو ايار. وتحققت قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة من الاضرار والخسائر الناجمة عن واحدة على الاقل من هذه الغارات وقالت المفوضة السامية لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة الاسبوع الماضي انها تشعر بالغضب من الهجمات الجوية "العشوائية" التي يشنها السودان والتي قالت انها تقتل وتصيب المدنيين.
وينفي السودان اتهامات جوبا بشن غارات جوية وغالبا ما يصعب التحقق من مصدر مستقل من مزاعم الطرفين بسبب القيود على الوصول إلى مناطق الصراع النائية.
وانتقد اموم الامم المتحدة والاتحاد الافريقي بسبب ما وصفه بالتخاذل عن اتخاذ اجراء حيال الهجمات السودانية المتكررة.
وقال "ترى الامم المتحدة ان من الطبيعي قيام (الرئيس السوداني عمر حسن) البشير بقصف وقتل شعب جنوب السودان. المجتمع الدولي لا يشعر بوخز الضمير ... اعتادوا على ذلك واصبح ذلك عاديا."
واضاف ان المجتمع الدولي لم يتحرك الا عندما قامت قوات جنوب السودان من منطلق الدفاع عن النفس - على حد قوله - باحتلال منطقة هجليج النفطية المتنازع عليها عندما اشتبكت قوات الطرفين عند الحدود الشهر الماضي.
وانسحب جنوب السودان من هجليج تحت وطاة ضغوط دولية.
وقال اموم ان جوبا مستعدة لابرام "اتفاق تجاري عادل" مع الخرطوم بشأن رسوم مرور صادرات النفط لكن جنوب السودان سيطالب بضمانات دولية لمثل هذا الاتفاق لمنع السودن من "سرقة او تحويل مسار" نفطه.
واضاف "يجب ان يكون مجلس الامن التابع للامم المتحدة هو الضامن" بمشاركة الصين والهند وماليزيا وهم اكبر ثلاثة مستثمرين في الصناعات النفطية المنفصلة حاليا في السودان وجنوب السودان.
وتابع "انهم اطراف معنية... يجب ان يضمنوا أنه اذا أخذ السودان برميل نفط واحدا من جنوب السودان فسيدفعون ثمنه."