20120520
المنار
اكد الرئيس التونسي منصف المرزوقي الجمعة تمسكه بوجود هيئة مستقلة تشرف على الانتخابات، داعيا الى الحفاظ على "الهيئة العليا المستقلة للانتخابات" التي يتراسها الناشط الحقوقي كمال الجندوبي. وكانت هذه الهيئة نظمت انتخابات 23 تشرين الاول/اكتوبر 2011 التي فازت فيها "حركة النهضة" الاسلامية.
و قال الرئيس التونسي في احتفال رسمي اقيم الجمعة وتم خلاله اعلان انتهاء مهام هذه الهيئة ان "لا سبيل مطلقا لعودة أي حكومة للاشراف بنفسها على مواعيد انتخابية في تونس"، مضيفا ان "الحكومة الحالية مقتنعة بأنه لا يمكن بل لا يجب التراجع عن هيئة مستقلة (تشرف) على الانتخابات سواء كانت بلدية أو تشريعية أو رئاسية وكذلك على الاستفتاءات".
واعتبر المرزوقي ان "الهيئة العليا المستقلة للانتخابات قامت بمهمة عظمى واستطاعت أن تنظم انتخابات اتفق جميع المراقبين والملاحظين والمشاركين على نزاهتها وشفافيتها". وتابع "هذه الهيئة يجب أن يكون لها مستقبل"، داعيا الى "إعطائها كل وسائل البقاء والاستمرارية".
وفي سياق متصل. كشف مصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي المنبثق من انتخابات 23 تشرين الاول/أكتوبر ان لجانا خاصة تشكلت ضمن المجلس التأسيسي المنوط به اعداد دستور تونس الجديد للعمل على احداث هيئة دائمة مستقلة للانتخابات ينص عليها الدستور. وشدد بن جعفر على رفضه تشكيل هذه الهيئة "على أساس المحاصصة بين القوى الحزبية" الممثلة في المجلس، مؤكدا ان الأسس التي سيتم اعتمادها عند تشكيل الهيئة هي "نزاهة واستقلالية الشخصيات التي ستتكون منها".
وأعلن رئيس الحكومة حمادي الجبالي أن حكومته "ستقترح قريبا على المجلس التأسيسي مشروع قانون ينظم تشكيل هيئة دائمة مستقلة تتولى تنظيم الانتخابات" في تونس.
بدوره. شدد الجندوبي على ضرورة ان ينص الدستور على "استقلالية" و"حياد" الهيئة الدائمة للانتخابات، داعيا الى "انجاز المهام التي لم تتمكن هيئته من تحقيقها" خلال الانتخابات الاخيرة ومنها "استكمال سجل الناخبين استعدادا لكل المحطات الانتخابية القادمة". واوضح الجندوبي انه تم خلال الانتخابات الأخيرة تسجيل اربعة ملايين ناخب من أصل ثمانية ملايين تونسي بلغوا السن القانونية للاقتراع (18 عاما) قائلا "لا يزال 4 ملايين ناخب غير مسجلين بعد".
وكانت وزارة الداخلية أشرفت على تنظيم كل الانتخابات التي جرت في تونس منذ استقلالها عن فرنسا العام 1956 حتى الإطاحة بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وكانت نتائج كل هذه الانتخابات "مزورة" وفق شهادات أدلى بها مسؤولون سابقون في نظامي الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي.