الثلاثاء, 21 يوليو 2009
نواكشوط - أ ف ب، رويترز - أعلنت الحكومة الموريتانية رسمياً أن الجنرال محمد ولد عبدالعزيز الذي أطاح أول رئيس منتخب ديموقراطياً في انقلاب العام الماضي، فاز في انتخابات الرئاسة من الجولة الأولى.
وقال وزير الداخلية محمد ولد ارززيم الأحد بعد ساعات من رفض مرشحي المعارضة الرئيسيين للانتخابات بوصفها مزيفة، إن ولد عبدالعزيز حصل على 52.6 في المئة من الأصوات. وقال إنه لا توجد أي شكاوى رسمية مما يلغي الحاجة الى اجراء جولة اعادة. ولا يزال يتعين أن تقر المحكمة الدستورية نتيجة الانتخابات.
ووعدت المعارضة الموريتانية أمس برفع طعون إلى المجلس الدستوري ضد فوز الجنرال ولد عبدالعزيز. وأعلن محمد ولد مولود الناطق باسم «الجبهة الوطنية للدفاع عن الديموقراطية» في موريتانيا (المناهضة لانقلاب العام الماضي) أن «لجنة ستبدأ العمل لرفع طعون إلى المجلس الدستوري غداً (اليوم الثلثاء)». وقال إن «عملية التحري ستسمح بلا شك بابراز أدلة قاطعة على عملية التزوير الكثيفة». ولكن حتى الآن لم يتحدث المراقبون الدوليون الـ 300 المنتشرون في البلاد عن مخالفات خطيرة حصلت يوم الاقتراع (السبت).
وتعهد الرئيس الموريتاني المنتخب في مؤتمره الصحافي الأول بعد اعلان النتائج غير النهائية للانتخابات الرئاسية التصدي للإرهاب بكل أشكاله، «سنتصدى له على الصعيد الأمني من خلال تعزيز وسائل الجيش». وأضاف: «سنتصدى له في تربته، وهو يجد تربته في الفقر والبؤس والتخلّف». ونفى الجنرال محمد ولد عبدالعزيز أيضاً مساء الأحد حصول أي تزوير في الانتخابات الرئاسية، بعكس ما تزعم المعارضة. وقال لشبكة تلفزيون «فرانس 24»: «حصلت على 52.58 في المئة من الأصوات، ولم نبذل أي جهد غير قانوني للحصول على هذه النتيجة. والناس الذين يدعموننا لم يقوموا بأي تزوير ولم يغشوا». وأضاف ان «الانتخابات أُجريت بطريقة شفافة»، مشيراً إلى انه «تنحى عن الحكم» ليقوم بحملته و«لم يستخدم الوسائل التي تملكها الدولة».
وأوضح عبدالعزيز ان الانتخابات بالنسبة الى موريتانيا هي «عودة الديموقراطية، لأنني انتخبت بطريقة شفافة وديموقراطية وحرة. وهي فرصة لموريتانيا لتخرج من عدد كبير من المشاكل وطي صفحات الماضي».
وكرر أن «اولوياتي ستكون بالضرورة النضال من أجل تطوير بلادي، والتصدي للفساد والتبذير والإرهاب والمخدرات وظاهرة الهجرة السرية والفقر ... لاخراج البلاد من الركود الاقتصادي».
وتنافس ولد عبدالعزيز مع المعارض المخضرم أحمد ولد داداه وأعلي ولد محمد فال وهو قائد انقلاب سابق ومسعود ولد بلخير وهو سياسي قاد التحدي للانقلاب العام الماضي. واظهرت النتائج التي اعلنتها وزارة الداخلية أن مسعود وولد داداه كانا اقرب المنافسين لولد عبدالعزيز حيث حصل مسعود على 16.3 في المئة من الاصوات فيما حصل ولد داده على 13.7 في المئة.
ولد الرئيس السابق للحرس الرئاسي الموريتاني الجنرال محمد ولد عبدالعزيز عام 1956 في اكجوجت (شمال شرقي نواكشوط) وهو ينتمي الى قبيلة الصالحين ولاد بوصبع التي ينتشر أفرادها في موريتانيا والمغرب المجاور. ووالده الذي كان يعمل تاجراً عاش لفترة طويلة في السنغال.
انخرط ولد عبدالعزيز في الجيش الموريتاني عام 1977 بعد تخرجه في الأكاديمية الملكية العسكرية في مكناس بالمغرب وكان وراء تشكيل الكتيبة التي تشكل الحرس الرئاسي الذي كان يقوده منذ نظام معاوية ولد الطايع (1984-2005). وحول هذا السلاح في الجيش الى عنصر شديد النفوذ في الحياة السياسية الموريتانية إذ كان الحرس الرئاسي بالفعل مصدر الانقلاب على الرئيس ولد الطايع في آب (اغسطس) 2005.