مصر

20120521
رويترز
دخل مرشح الاخوان المسلمين محمد مرسي سباق الانتخابات الرئاسية في مصر متأخرا وقدم نفسه في صورة العازف عن الترشح الذي يخوض السباق لخدمة الله والأمة مستخدما لغة محافظة ومكررا الوعود بتطبيق الشريعة.


وطاف مرسي (60 عاما) أنحاء مصر ليشرح للناخبين مشروع النهضة الذي يقع في 80 صفحة ويغطي سياسات اقتصادية واجتماعية وخارجية تقول الجماعة إنها صاغتها استنادا الى "فهمها الوسطي للإسلام".

ويقدم مرسي نفسه للناخبين على أساس أنه ممثل الحركة الإسلامية المحافظة على الرغم من وجود مرشحين إسلاميين هما العضو القيادي السابق في جماعة الإخوان عبد المنعم أبو الفتوح ومحمد سليم العوا وهو أستاذ جامعي في القانون ومحام.

وفي جولاته الانتخابية كرر مرسي وعده بتطبيق الشريعة الإسلامية مستشهدا بآيات من القرآن وأحاديث قدسية ونبوية وكثيرا ما كان يوقف خطبه لآداء صلاة الجماعة إذا حان وقت الصلاة.

لكن منتقديه يقولون إنه نادرا ما يوضح ما يعنيه بتطبيق الشريعة في دولة شعبها متدين على نطاق واسع وينص الدستور فيها على أن مباديء الشريعة الإسلامية هي المصدر الأساسي للتشريع.

وقد أثار خطاب الحملة الانتخابية للاخوان قلق غير الإسلاميين وبين المسيحيين الذين يمثلون نحو عشرة في المئة من المصريين الذين يزيد عددهم على 80 مليون نسمة. ويخشى البعض أن يتم تطبيق الشريعة بقيادة الإخوان المسلمين على حساب الحريات الشخصية.

لكن مرسي قال في إحدى جولاته الانتخابية إنه من أجل تطبيق الشريعة سجن البعض وعذب البعض وقتل البعض وإن تضحياتهم ودماءهم تدعو جماعته للعمل على تحقيق ما سعوا إليه.

ولم تكن المفاجأة في مجرد ترشيح مرسي في اليوم الأخير قبل غلق الباب الشهر الماضي فحسب لكن أيضا في إعلان الجماعة أنه مرشحها "الاحتياطي" في حال رفض لجنة الانتخابات الرئاسية قبول ترشح خيرت الشاطر القيادي البارز في الجماعة فيما يتعلق بقضائه فترة في السجن بحكم صادر من محكمة عسكرية إبان عهد الرئيس السابق حسني مبارك الذي اطاحت به انتفاضة شعبية مطلع العام الماضي.

وأثارت كلمة "المرشح الاحتياطي" سخرية الكثير من النشطاء والسياسيين على موقعي فيسبوك وتويتر ووصلت السخرية إلى بعض البرامج التلفزيونية والصحف إلا أنه بعد استبعاد الشاطر ومع مرور الوقت برز مرسي وأصبح لاعبا أساسيا في ساحة الانتخابات بفضل ثقل جماعة الاخوان المسلمين وقدرتها على الحشد والتنظيم.

وأكدت الجماعة أنها صاحبة مشروع تسعى لتنفيذه بصرف النظر عن شخصية الفرد الذي سيشرف على التنفيذ.

ومثل غيره من المرشحين الإسلاميين سعى مرسي للتودد للحركة السلفية التي برزت كثاني قوة سياسية في مصر بعد الإخوان في الانتخابات التشريعية الماضية. وكان حزب النور السلفي قد قرر تأييد انتخاب أبو الفتوح وهو منافس رئيسي الأمر الذي يزيد تعقيد حملة مرسي.

وخطبت حملة مرسي أيضا ود الجماعة الإسلامية حين أعلن مرسي أنه سيعمل على الإفراج عن زعيمها الروحي الشيخ عمر عبد الرحمن المسجون في الولايات المتحدة بعد هجوم على مركز التجارة العالمي في نيويورك في التسعينات.

ودخلت الجماعة الإسلامية المعترك السياسي بعد إسقاط مبارك.

وأضاف الداعية الإسلامي صفوت حجازي بعدا آخر لحملة مرسي بالخطابة إلى الناخبين في جولاته مطالبا بتأسيس دولة إسلامية عظمى عاصمتها القدس مما جعل ناخبين يرددون هتافات حماسية مؤيدة للمرشح الإخواني.

وقال النائب حلمي الجزار الذي عرف مرسي لسنين لرويترز إنه شخصية علمية صاحبة عقلية تحليلية.

لكن منتقدين يقولون إنه جزء من المجموعة المحافظة في الجماعة التي ظلت لسنين لا تعترف بالقوى السياسية الأخرى في البلاد.

وقال محمد حبيب نائب المرشد العام للجماعة سابقا إن مرسي يشعر بأن هذه القوى ليس لها جذور في الشارع المصري.

وكان حبيب ترك الجماعة العام الماضي احتجاجا على سياساتها في عصر ما بعد مبارك.

ومرسي ملتزم تماما إزاء الجماعة التي تكونت قبل 84 عاما. ويرتبط بعلاقة مصاهرة بعضو قيادي آخر في الجماعة.

ومثل غيره من الأعضاء أقسم على البيعة للمرشد العام وهو ما اثار الجدل حول لمن يكون ولاؤه إذا صار رئيسا: للمرشد العام أم للناخبين؟

ولا يبدو قادرا على الإقناع إزاء مسائل مثل موقف الجماعة من لباس البحر الكاشف الذي ترتديه في العلن مرتادات الشواطيء في الصيف. ويقول إن هذه المسائل "هامشية للغاية" لأنها لا تخص سوى أماكن محدودة جدا في مصر.

ويمتد مشروع النهضة إلى كل شيء تقريبا من النشاط الاقتصادي إلى بناء علاقات ندية مع الولايات المتحدة. ويشمل بناء علاقات أقوى مع تركيا.

ويقول مرسي إنه يؤيد أن يكون النظام السياسي في مصر "شبه برلماني" توزع فيه السلطات بين الرئيس والحكومة والبرلمان.

وعلى صعيد العلاقات مع إسرائيل واتفاقية السلام المبرمة معها أكد مرسي في أكثر من لقاء تلفزيوني على ضرورة احترام الاتفاقات الدولية "إلى أن يثبت في حقها ما يخالف المصلحة او القانون الدولي."

واعتبر أن اسرائيل خالفت بنود الاتفاقية ورغم ذلك لا يطالب بإلغائها لكن "باعادة ضبطها".

ويتشابه هذا الموقف مع آراء عدد من المرشحين الذين يطالبون بمراجعة بنود الاتفاقية.

ولد محمد محمد مرسي عيسى العياط في أغسطس آب 1951 لعائلة مصرية بسيطة بقرية العدوة في محافظة الشرقية شمال شرقي القاهرة وحصل على بكالوريوس الهندسة من جامعة القاهرة عام 1975 ثم ماجستير في هندسة الفلزات من نفس الجامعة عام 1978 كما حصل على الدكتوراه في الهندسة من جامعة جنوب كاليفورنيا عام 1982.

وعمل معيدا ومدرسا مساعدا بكلية الهندسة جامعة القاهرة ومدرسا مساعدا بجامعة جنوب كاليفورنيا وأستاذا مساعدا في جامعة نورث ردج في الولايات المتحدة في كاليفورنيا بين عامي 1982 و1985.

كما عمل أستاذا ورئيسا لقسم هندسة المواد بكلية الهندسة جامعة الزقازيق من عام 1985 وحتى عام 2010.

ولمرسي خبرة برلمانية إذ ترأس الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين بمجلس الشعب في الدورة البرلمانية من 2000 الى 2005 لكنه خسر في انتخابات 2005 التي شابتها اتهامات بالتزوير.

وشأنه شأن كثير من المعارضين للنظام السابق تعرض مرسي للاعتقال أكثر من مرة.

واعتقل صبيحة يوم 18 مايو أيار 2006 مع عدد كبير من أعضاء جماعة الإخوان من أمام محكمة شمال القاهرة ومجمع محاكم الجلاء بوسط القاهرة اثناء تضامنهم مع قضاة يطالبون باستقلال القضاء ليقضي سبعة أشهر وراء القضبان.

كما اعتقل صباح يوم "جمعة الغضب" 28 يناير كانون الثاني العام الماضي بعد اندلاع الانتفاضة الشعبية ضد مبارك ضمن عدد من قيادات المعارضة لمنعهم من المشاركة في احتجاجات ذلك اليوم ولم يمكث في السجن سوى أيام.

ومرسي له خمسة أبناء يحمل اثنان منهم الجنسية ألأمريكية بالمولد وثلاثة من الأحفاد.


الخبر السابق - الخبر التالي تحضير للطباعة أرسل هذا الخبر إنشاء ملفpdf من الخبر
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع

أخبار أخرى

  • 2021/12/20 9:46:03 وفد مساعدي أعضاء الكونجرس الأمريكي يشيد باجراءات الإصلاح الاقتصادي في مصر
  • 2021/12/12 5:43:20 وفد من جنوب السودان يصل إلى الخرطوم لبحث تنفيذ اتفاق البرهان وحمدوك
  • 2021/12/7 5:45:24 اليوم.. مصر تحتضن مؤتمرًا دوليًا لمواجهة التغيرات المناخية
  • 2021/12/1 9:56:01 بعد قليل.. فتح الطيران المباشر بين مصر والسعودية
  • 2021/11/30 9:50:04 برلمانية: معرض إيديكس 2021 رسالة ردع لكل من يحاول تهديد أمن مصر
  • 2021/11/30 9:47:31 عضو «السيادة السوداني» يبحث سبل حل قضية شرق السودان
  • 2021/7/18 4:24:27 «تطورات خطيرة».. السودان يكشف انخفاض مياه الأزرق لـ 50% بسبب سد النهضة
  • 2021/7/18 4:14:46 مصر سترصد الفضاء بثاني أكبر تلسكوب في العالم
  • 2021/2/13 10:24:06 إثيوبيا تمارس "الاستيطان الإسرائيلي" وينقصها الشجاعة لإعلان الحرب
  • 2021/2/13 10:20:57 مصر تنتظر توضيح مواقف إدارة بايدن من قضايا الإقليم
  • 2021/1/13 7:18:25 تصفية أشهر وأعرق شركة تأسست في عهد جمال عبد الناصر
  • 2020/12/29 3:53:31 الجيش المصري يستعد في شمال سيناء
  • 2020/12/28 8:06:31 على أعتاب الاكتفاء الذاتي في سلعة استراتيجية
  • 2020/12/27 6:21:04 السيسي: اتفاق سد النهضة يجب أن يكون ملزما ويحفظ حقوق مصر
  • 2020/12/13 7:50:00 يغلق معبر أرقين الحدودي مع مصر
  • 2020/12/12 10:18:08 715 مليون يورو تمويلات فرنسية إلى مصر.. وهذه تفاصيلها
  • 2020/12/6 5:31:09 البعثة الأممية في ليبيا تعلن نتائج التصويت على مقترحات آلية اختيار السلطة التنفيذية الموحدة
  • 2020/12/6 5:20:50 إقالات ودعوة لـ"يوم غضب" إثر مقتل طبيب بسقوط مصعد معطل
  • 2020/11/30 4:28:26 البرلمان الليبي يدعو لعقد جلسة خاصة
  • 2020/11/30 4:26:54 تسجيل 66 وفاة و1271 إصابة جديدة بفيروس كورونا
  • 2020/11/28 7:12:19 السودان تشيع جثمان زعيم حزب الأمة الصادق المهدي في جنازة مهيبة
  • 2020/11/25 9:58:44 السيسي: لقاح فيروس كورونا سيكون متوفرا في مصر منتصف العام المقبل
  • 2020/11/23 9:05:05 ماذا يعني انسحاب السودان من مفاوضات سد النهضة؟ خبراء يجيبون
  • 2020/11/18 9:11:06 رئيس وزراء السودان يؤكد الاستعداد للتعاون مع بعثة "يونتامس"
  • 2020/11/17 10:29:29 تبادل إطلاق نيران في ظل وضع ملتبس بالصحراء الغربية وتصعيد بين الجيش المغربي والبوليساري
  • 2020/11/17 10:26:22 صراع الحرب الأهلية يشتد.. محاولات وساطة لوأد النزاع في تيغراي
  • 2020/11/17 10:03:11 بريطانيا تسعى لسحب لقب أكبر مستثمر أجنبى فى مصر من الاتحاد الأوروبى
  • 2020/11/14 9:58:35 مباحثات سودانية - أمريكية في الخرطوم
  • 2020/11/11 6:57:26 إثيوبيون بينهم عسكريون يفرون من القتال في تيغراي إلى السودان
  • 2020/11/11 6:55:21 مجلس الأعمال المصرى اليونانى: استثمارات يونانية فى مصر تخطت المليار يورو