20120521
رويترز
قال مسؤولون يوم الأحد إن السودان أفرج عن أربعة أجانب كانوا احتجزوا قبل ثلاثة أسابيع قرب الحدود مع جنوب السودان عقب اشتباكات بين البلدين.
واتهم السودان الاجانب الاربعة وهم بريطاني ونرويجي وجنوب افريقي والرابع من جنوب السودان بدخول منطقة حدودية منتجة للنفط بشكل غير مشروع للتجسس لصالح جنوب السودان.
ونفى مسؤولون في جنوب السودان تلك المزاعم قائلين إنهم يعملون مع الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة على إزالة الألغام وإنهم ضلوا طريقهم في تلك المنطقة النائية.
وبدا الاربعة في صحة جيدة عندما ظهروا يوم الاحد في ملابس مدنية في مراسم قصيرة بقاعة استقبال تابعة لوزارة الدفاع في العاصمة الخرطوم.
وبدا عليهم الارتياح لكنهم لم يتحدثوا بشان الاتهامات ولم يلمسوا حتى المشروبات والمياه التي كانت موضوعة على الطاولة أمامهم.
ولم يتحدث سوى النرويجي جون سوبرو في بيان قصير قال فيه ان السلطات عاملتهم بشكل جيد جدا خلال احتجازهم في منشات عسكرية بالخرطوم.
واوضح "اود ان استغل الفرصة لتقديم الشكر (للمسؤولين السودانيين) على الرعاية التي قدموها لنا."
وقال وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم حسين ان الخرطوم قررت الافراج عنهم بناء على طلب من ثابو مبيكي رئيس جنوب افريقيا السابق الذي توسط في امر الافراج عنهم.
واضاف انهم اجروا تحقيقا وارتابو بشدة في نواياهم بسبب تواجدهم في منطقة حرب مضيفا انهم يعملون لمصلحة "طرف من الطرفين" بدون ذكر جنوب السودان بشكل صريح.
ومضى قائلا ان الرئيس قرر الافراج عنهم كبادرة حسن نية.
وجاء الافراج عنهم بعد اجتماع في ساعة متاخرة مساء يوم السبت بين الرئيس السوداني عمر حسن البشير ومبيكي الذي يحاول اعادة الدولتين الى طاولة المفاوضات في الاتحاد الافريقي في اديس ابابا.
وقال مبيكي للاجانب الأربعة خلال المراسم "طلبنا من الرئيس الإفراج عنكم.. سنغادر كلنا معا."
ثم غادر مبيكي وزارة الدفاع مع الرجال الاربعة الذين استقلوا شاحنة صغيرة مغلقة ضمن موكبه. ومن المقرر أن يجري مبيكي في جوبا محادثات مع مسؤولين من جنوب السودان.
وجاء اعتقال الأربعة في ابريل نيسان بعد أسابيع من القتال بامتداد المنطقة الحدودية المتنازع عليها الممتدة 1800 كيلومتر والذي دفع البلدين إلى شفا حرب شاملة أكثر من أي وقت مضى منذ انفصال جنوب السودان.
واستولى جنوب السودان الذي أصبح مستقلا في يوليو تموز بموجب اتفاق للسلام عام 2005 أنهى حربا أهلية استمرت عشرات السنين على منطقة هجليج النفطية في ابريل نيسان لكنه انسحب منها لاحقا تحت ضغط دولي شديد.
وما زال البلدان على خلاف حول مجموعة من القضايا الشائكة بما في ذلك ترسيم الحدود ووضع المدنيين بالنسبة لكل من البلدين في أراضي الآخر والمبلغ الذي يتعين على جنوب السودان الذي لا يطل على أي سواحل دفعه لتصدير النفط عبر السودان.